لنهيء مصابيحنا

ريمون رزق - 4 آذار 2025


أرادت الكنيسة أن نتهيّء للصوم الكبير إبتداء من التريودي. والتهيئة تفترض حركتين: داخليّة وخارجيّة، مع النفس ومع الآخرين:

مع النفس

أن نكون واعين لخطايانا: فحص الضمير يومي وأن نعي انّ المسيح سيغفرها إذا سلمناه ذواتنا.

 أن نكون مستعدّين البكاء عليها بدون يأس بل باليقين برحمة الربّ التي لا حدّ لها. وأن نعي أن سرّ الدموع هو معموديّة الثانية: يقول أحد الآباء: "لن يحاسبنا الله على المعجزات التي حققناها بل على الدموع التي ذرفناها" أو يمكننا إضافة أو لم تذرفها كما كان يقول الأب الياس مرقس. يعتبر القدّيس سمعان اللاهوتي الجديد في أوائل القرن الحادي عشر أنّ "الدموع... تطهّر النفس من وسخ خطاياها،... وتفتح السماء وتعطي تعزية إلهيّة". وأيضًا، يقول متوجهًا إلى الله: "هب لي دموع التوبة، دموع الندامة، دموع الخلاص، دموعًا تبيد ظلمات ذهني، وتجعلني أتلئلىء بشعاع من العلى، أنا الذي يرغب في رؤيتك، أنت نور العالم".

أن نطلب رحمة الله وأن نرذل الكبرياء التي تؤدي إلى إدانة الآخر: إنجيل الفرّيسي والعشّار

ان نقرر العودة إلى الله: إنجيل الابن الشاطر

أنّ نصلّي وندخل في حوار مع الرب بقراءة يوميّة للإنجيل: "الحياة الروحيّة لا تعلّم، بل صلَّ فالصلاة تعلّمك أن تصلّي، اتعب تعرف نتيجة التعب"[1] اقرأ الإنجيل تكتسب فكر المسيح.

أن نشارك في الخدم الليتورجيّة وأن نسعى إلى العبور إلى ما وراء الليتورجيا، أي إلى السماء على الارض ونعي أنّنا دائمًا موجودين في حضرة الله.

أن نقدم بانتظام نحو سرّ المصالحة والاعتراف لنحارب أهواءنا ونتصالح بواسطته مع الله والجماعة.


مع الآخرين

أن نتمثّل بالمسيح بدون شروط."كونوا كاملين كما آباكم السماوي كامل"[2]، "كونوا قدّيسين كما أنا قدّوس"[3]. وكان الربّ يشمل هاتين الآيتين الداعتين إلى التشبّه بالله، الآية التالية: "أحبوا بعضكم بعضكم بعضًا كما أحببتكم أنا"[4]، مؤكّدًا بذلك أنّ حركة واحدة تربطنا بالله وبالقريب، وأن التمثّل بالمسيح يقتضي أن نجده أيضًا في محبّة البشر وخدمتهم، إذ "كل ما فعلتموه بإخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه"[5].

أن نهتم بإخوته الصغار كما في إنجيل الدينونة: الفقراء والمرضى واللاجئون

أن نغفر لبعضنا البعض لكي يغفر لنا الله: إنجيل مرفع الجبن.

 إذا فعلنا كل هذا نبقي مصابيحنا مضيئة وندخل إلى خدر المسيح منتظرين قيامته.



[1]  الأب الياس مرقس، خواطر في الكتاب المقدّس، منشورات النور، ص. 317.

[2] متّى 5: 48.

[3] 1 بطرس 1: 16.

[4]  يوحنّا 13: 34.

[5]  متّى 25: 45.

المشاركات الشائعة