خواطر في الموعظة على الجبل
ريمون رزق
تكمن الجماعة الكنسيّة في كونها متجذّرة في الموعظة على الجبل،
مجسّدة الفكر الإنجيلي في حياة أعضائها اليوميّة وفي علاقاتهم. العالم ليس بحاجة
إلى عقائديين معلميّ المسكونة، بل إلى أناس يقتدون بالمسيح فيبرهنون بمسلكهم
الحياتيّ أنّ الحياة ليست عبثيّة بل هي تقدمة وخدمة ومشاركة وهي ورشة للملكوت
الآتي كما قال كوستي بندلي. أبهر المسيحيّون الأوائل العالم الوثنيّ بعيشهم قيامة
الربّ وبمحبّتهم لبعضهم البعض وخدمتهم للإنسان، فاقتحموه وجعلوا المسيح يتغلّب
عليه. لا اقتحام ولا غلبة على الوثنيّة الجديدة المعاصرة إلاّ بأناس يعيشون على
مثال الأوائل، متسلحين بالزهد بالمغريات الارضيّة، ومتعلّقين بروح المجانيّة وفرح
العطاء والحنان على كلّ مخلوق، ومصمّمين على مشاركة الإخوة في كلّ شيء. تتلخص
خدمتنا الكبرى في العيش حسب كلام بطرس الرسول، في رسالته الثانية، القائل:
"وأنتم باذلون كلّ اجتهاد، قدّموا في إيمانكم فضيلة، وفي الفضيلة معرفة، وفي
المعرفة تعفّفًا، وفي التعفّف صبراً، وفي الصبر تقوى، وفي التقوى مودّة أخويّة،
وفي المودّة الأخوية محبّة" (1-5 الى7).