لمحة سريعة بين الماضي والحاضر

ريمون رزق


لا بدّ قبل التأمّل في مستقبل حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة من التوقّف عند ماضيها وحاضرها، وكيف تصرّفت في كلّ منهما أمام التحدّيات التي واجهتها.

التحدّيات لدى تأسيس الحركة وسنيها الخمسة والعشرين الأولى (1942 – 1967)

على صعيد الكنيسة الأنطاكيّة
  • طغيان الممارسة التقويّة المحض (لا حياة روحيّة ظاهرة، لا مناولة، لا دعوة إلى القداسة، بل تعلّق أعمى بتقاليد عهود الانحطاط)
  • شبه انعدام وجود كهنة مثقّفين وتاليًا لا تثقيف للشعب
  • عدم اهتمام المطارنة بالرعاية بل بأمور الطائفة، وكانوا محاطين بالوجهاء والأغنياء
  • خسرت أنطاكية دورها الطليعيّ القديم في العالم الأرثوذكسيّ، فكانت تُعتبَر كنيسة نائمة لا تمتّ ممارساتها بصلة إلى أصالة التراث الأنطاكيّ
  • وجود، في السنين التي سبقت تأسيس الحركة، محاولات عديدة من قبل أرثوذكسيّين غيورين لضبط أوضاع الكنيسة الإداريّة ومراقبة الأوقاف والمؤسّسات، لكنّها باءت بالفشل، ما خلق عند الشعب شعورًا بالإحباط والتذمّر تجاه الجسم الإكليريكيّ
  • وقوف الكثلكة والإنجيليّين بالمرصاد لاقتناص الأرثوذكس بشتّى الطرق.

على صعيد الأوطان
كانت البلاد تعيش في نشوة الاستقلال ونهاية الاستعمار. بعد سنين قليلة من إنشاء الحركة تمّ اغتصاب فلسطين ما جعل لبنان وسوريا يواجهان وضع اللاجئين الفلسطينيّين الصعب.

أمام هذا الواقع ألهم الروح القدس المؤسّسين أن يفعلوا الأمور التالية:

على صعيد الحركة
  • عيش حياة التوبة، العيش الدائم في حضرة الله، معاشرة الكتاب المقدّس والمشاركة الفعليّة بالخدم الليتورجيّة وكلّها آيلة إلى معرفة يسوع وخدمة إخوته
  • التبحّر بالفكر الأرثوذكسيّ وبتاريخ الكرسي الأنطاكيّ القديم والحديث، وفي الأسباب التي أوصلتنا إلى هذه الحالة المزرية، ألا وهي الاحتلال التركيّ والاقتناص الكاثوليكيّ وضعف الرعاية
  • ضرورة الالتزام والتكريس الكهنوتيّ والرهبانيّ والعلمانيّ. كان الشعار أنّ الربّ والأرثوذكسيّة ينادونا، إذ كلّنا مسؤولون
  • الحرب الضروس ضدّ قوى الشرّ، لن نصدّها إلّا بالتوبة والعمل والمحبّة
  • ضرورة التبشير: الويل لي إن لم أبشّر
  • الانفتاح على العالم الأرثوذكسيّ، تأسيس سيندسموس (1952) وترأّسها مرارًا، وجعلها تنفتح على غير الخلقيدونيّين
  • الانفتاح على المسيحيّين الآخرين (ندوة القدّيس إيريناوس أوّلاً) ثمّ الانخراط بالعمل المسكونيّ
  • إختبار كلّ ما تقدّم في فرق صغيرة محبّة وخادمة وحلقات دراسيّة ومؤتمرات.

على صعيد الشعب
  • تنصير النصارى.
  • التشديد على حُسن إقامة الخدم الإلهيّة، والحثّ على المناولة المتواصلة، وتحسين أداء الجوقات، وفتح الكنائس المغلقة لعدم توفّر الكهنة
  • إعطاء أهمّيّة قصوى للتعليم في منظّمات الطفولة للأولاد، والفرق الحركيّة لغيرهم، والمحاضرات التعليميّة وحفلات مختلفة لعامّة الشعب
  • نشر كتب دينيّة
  • التمييز بين الكنيسة والطائفة، ونبذ التعصّب الطائفيّ، والقول إنّ الانحطاط هو انحطاط الأشخاص والطائفة لا الكنيسة.

على صعيد المؤسّسة الكنسيّة
  • النهضة تبدأ بالأشخاص، إكليروسًا وشعبًا، ليس بالمؤسّسات على أهمّيّتها
  • الإهتمام بإيجاد مطارنة حسب قلب الله
  • العمل على تغيير الأنظمة الكنسيّة الراهنة لتخفيف من هيمنة الوجهاء من العلمانيّين.

على صعيد الشأن العام
  • خدمة الفقراء والمحتاجين: المراكز الطبيّة الاجتماعيّة (في منتصف الستّينات)
  • في الستّينات التحسّس للمأساة الفلسطينيّة.

تغيّر الأوضاع من سبعينات القرن الماضي إلى أوائل القرن الحاليّ
  • مطارنة شباب وكهنة مثقّفين وأديرة: لم تعد الحركة مرجع النهضة الوحيد لدى الشعب بل تعدّدت المرجعيّات، فخسرت علاقتها المميّزة مع الشعب عامّة كظاهرة نهضويّة، وانغلقت على ذاتها
  • لأنّها اعتقدت خطأً أنّه بوصول بعض أعضائها إلى الرئاسة الكنسيّة، حان الوقت لتأتي النهضة من فوق (المجمع المقدّس). لم تسعَ الحركة إلى التأقلم مع الأوضاع الكنسيّة الجديدة، وتنازلت لاشعوريًّا عن دورها الطليعيّ بالنسبة للجسم الأرثوذكسيّ كافّة، ووقعت في نوع من الاتّكاليّة بدل تعديل بعض أساليبها. فبدل أن تجد نمطًا جديدًا لعلاقاتها مع الرئاسة الروحيّة دخلت بنزاعات مع بعض المطارنة من جهة، وفقدت وحدتها مع الأيرة التي ساهمت بتأسيسها من جهة أخرى متنازعة معها على مرجعيّة بعض شبابها
  • ساهمت الحرب اللبنانيّة (والآن السوريّة) بتبعثر الوجود الحركيّ في بعض المراكز من جهة، وأدّى انتشارها الواسع في الفروع في مراكز أخرى إلى تبعثر الوحدة الحركيّة وأحاديّة التوجيه والإرشاد من جهة ثانية
  • واجهت الأوضاع الجديدة مجدّدًا على الحياة في المسيح والتكريس، المتجسّدَين في وثيقة العيش الدائم في حضرة الله (1972)
  • الإعتقاد أنّ تأمين قيادة شركويّة للكنيسة ستكون أداة فعّالة للنهضة المرتجاة. ساهمت الحركة في وضع نظام المجالس لسنة 1972 الذي لم يُطبَّق حتّى الآن. فاستُبدِل الطغيان العلمانيّ الذي طغى قبلاً بتسلّط أسقفيّ
  • وسّعت الحركة زخم نشاطها إلى التزام قضايا الإنسان المصيريّة، المتمثّل في وثيقة شؤون الأرض (1972)
  • عانت الحركة من قلّة المرشدين وتلاشي البُعد التربويّ وطغيان النهج المدرسيّ

التحدّيات الحاليّة

على صعيد البنى الكنسيّة
  • تكاثر المثقّفين بين الإكليروس، غالبيّتهم ذوي النزعة اليونانيّة التقويّة المتعلّقة تعلّقًا أعمى بالتقليد، رافضة أيّ نوع من الانفتاح على العالم وقضاياه
  • ظاهرة جامعة البلمند وانطلاقة المعهد اللاهوتيّ الجديد علامتان لم تتوقّف الحركة عندهما
  • - تباعد الحركة عن الأديرة وتساؤلات عديدة حول نمط رعايتها الروحيّة للشباب
  • فشل المجمع الأنطاكيّ في إيصال النهضة إلى المؤسّسة الكنسيّة علمًا أنّ الوضع اللبنانيّ ثمّ السوريّ، والخلاف مع الكنائس الأرثوذكسيّة اليونانيّة بشأن قضية قطر وضعا عوائق كبيرة أمام العمل
  • تفاقم النزعة السلطويّة عند الأساقفة وانعدام الشفافيّة والتباعد بين الأسقف والشعب شجّع على تفتّت الطائفة وإنشاء هيئات مختلفة تنطق باسم الأرثوذكسيّة بمعزل عن الإكليريكيّين
  • هذا التباعد شجّعه أيضًا تفاقم النزعة الإكليريكيّة في الأوساط الكنسيّة التي تنزع إلى حصر المواهب والتعليم والقدسيّة في الجسم الإكليريكيّ (والرهبانيّ) دون سواهما، جاعلةً من أعضاء شعب الله الباقين فئة تتعلّم على يد فئة الإكليروس المعلِّمة، مسترجعةً نظريّة كثلكة القرون الوسطى للكنيسة المعلِّمة والكنيسة المتعلِّمة التي تتخلّى عنها كثلكة اليوم، والتي تخالف جذريًّا اللاهوت الأرثوذكسيّ الذي يعلّم أنّ جميع أعضاء شعب الله ذوي مواهب متمايزة ومتكاملة في خدمة الجسد الواحد، وضاربةً عرض الحائط بمفهوم الكهنوت الملوكيّ الكتابيّ الذي يجعل العلمانيّ مشاركًا في كلّ خدمة كنسيّة، إبتداءً من إقامة الأسرار
  • تفاقم نزعة أصوليّة تكفّر كلّ مَن لا يشاركها الرأي، متمثّلة ببعض الأوساط الأرثوذكسيّة العالميّة الشديدة التطرّف والإنغلاق والتحجّر المخالِفة للتقليد الأنطاكيّ القديم والحديث في الانفتاح والتواصل مع الجميع، ولا أحد يردعها
  • الداعشيّة الأرثوذكسيّة والتساهل...: أيننا منهما؟
  • لا رعاية فعليّة لمَن لا يمارس
  • لا يزال الخلط موجود لا بل يتعاظم بين الكنيسة والطائفة ولا مَن يوضّح العلاقة
  • غياب الكنيسة عن الإعلام.

على صعيد المجتمع والعالم
  • تفاقم روح الفردانيّة التي تهدّد البنى العائليّة
  • تفاقم النزعة الاستهلاكيّة التي تقوّض كلّ مساعي الزهد التي تدعو إليها الكنيسة
  • الدهريّة والعولمة
  • مفهوم منقوص لحريّة الإنسان
  • تقهقر قدسيّة الحياة
  • هيمنة الغرب ومفاهيمه
  • تزايد العنف
  • الهجرة
  • وضع الأقلّيات في الشرق.

على صعيد الحركة
  • وقعت الحركة ضحيّة تمدّدها وانتشارها فتضاءل التهاب الشعلة الأولى وأصبحت الحركة أحيانًا ماكنة يستمرّ تحرّكها لمجرّد العادة والحفاظ على ما تعتبره مكتسبات
  • ضياع روح التوبة الحقيقيّة
  • لم تعِ الحركة دائمًا التغيّرات التي حصلت في الكنيسة والمجتمع بما فيه الكفاية ولم تتكيّف معها
  • نسِيَت هنا وثمّة أنّ أهمّ عمل لها هو إيجاد أناسًا للمسيح، به "يحيون ويتحرّكون ويوجدون" (أعمال 17: 28) ويبنون علاقة شخصيّة معه
  • لم تعد الأولويّة للتعليم بالطرق التقليديّة إذ تعدّدت مصادره، وكثرت الكتب. المشكلة اليوم ليست في قلّة المواد التعليميّة بل في تعدّد الاتّجاهات ومناهل التعليم. الضرورة اليوم ليست فقط منظّمات الطفولة والرعيّة بل الأرثوذكسيّين الذين يمارسون وينشطون لدى الطوائف الأخرى
  • الانفلاش الأخلاقيّ: ماذا نقول فيه؟
  • تراجع التكريس عند شبابنا
  • تراجع الهمّ التبشيريّ في الحركة
  • ضعف الوحدة الحركيّة والمحبّة فيها وتكاثر النميمة
  • انقطاع التفاعل مع المدارس والجامعات وحصر العمل بالرعايا
  • تجاهل يبدو متزايدًا لأمور الكنيسة الأنطاكيّة: عادة التكلّم بالـ"نحن" والـ"هم"
  • تراجع الإلتزام في العالم الأرثوذكسيّ، وتراجع دور الحركة الطليعيّ في سيندسموس، والاهتمام بما يحدث في الكنائس الأرثوذكسيّة، والتيّارات التي تتنازعه؟ أين علاقاتنا مع الأرثوذكسيّين العرب في مصر وفلسطين؟، إلخ..
  • تراجع الحثّ على الوحدة مع الكنائس الأرثوذكسيّة الشرقيّة
  • أيننا من أمور وحدة المسيحيّين الحقيقيّة؟
  • أيننا من المحافظة على البيئة؟
  • أيننا من أوضاع بلادنا الاقتصاديّة والاجتماعيّة المتفاقمة؟
  • أيننا من الأزمة السوريّة ومآسيها وتفاعلاتها على واقعنا ومستقبلنا؟
  • أيننا من روح النبوّة التي ما زلنا نتغنّى بها؟
  • وباختصار أيننا من محبّتنا الآولى؟

أقوال من العهد الجديد
قبل التطلّع إلى أوضاعنا هذه والبحث في تقييمها وتقويمها والتخطيط لانطلاقات جديدة، لا بدّ لنا من أن نتوقّف عند ما يطلبه منّا الربّ ونعي أن لا بدّ لنا من حفظه على الدوام إذا أردنا أن يكون عملنا هذا مجديًا.

جمعنا هذه الأقوال في الملحق رقم 1 الذي يبيّن المحاور الخمسة التالية:

يؤكّد المحور الأوّل أنّ يسوع هو الصخرة الصلبة التي علينا الارتكاز عليها. به "نحيا ونتحرّك ونوجد" ونستطيع كلّ شيء، إذ لا ثبات لنا إلّا فيه. إن لم نثق به كلّيًّا، لا يمكننا الابتعاد عن روح العالم ومغرياته وطلب الملكوت أوّلاً. العضو الحركيّ هو تلميذ للمسيح، يعيش دومًا في حضرته، أو لا يكون. يدعوه يسوع أن يتبعه. مَن يتبع يسوع يتمثّل به ويتخلّق بأخلاقه، ويكون مستعدًّا لاتّباع يسوع إلى حيث يسير، حتّى الصليب الذي تتبعه القيامة.

أمّا المحور الثاني فينظر إلى الطريق الذي يؤدّي إلى هذا الاندماج بيسوع المسيح. يوجد في الأدب الحركيّ الكثير عن هذا الطريق، وليس "قانون الحياة" الذي لا بدّ أن يحكم مسيرة أعضاء الفرق الحركيّة سوى الأسلوب الذي يجب اتّباعه ليستقيم ما اعوجّ من أوضاعنا. وهو ينطلق من الثقة العمياء بيسوع، والصلاة، والتوبة، والعيش القنوع، والجهاد الروحيّ لاكتساب الفضائل وحفظ الوصايا، ويوصلنا إلى المحبّة، محبّة الله ومحبّة الإنسان وخدمته. ويقودنا هذا المسلك المحبّ وهذه المحبّة إلى القداسة التي تفتح لنا أبواب الألوهة. إن لم يقتنع الحركيّون أنّهم مشاريع قدّيسين، وأنّ هدف حياتهم المُراد من الله هو أن يصيروا آلهة بالتبنّي، لأنّ "ابن الله صار إنسانًا لكي يتألّه الإنسان" فلا يستحقّون الادّعاء أنّهم نهضويّين. نصل إلى هذا الهدف بالتفتيش الدؤوب عن يسوع في كلّ مواضع سُكناه: في الابتهال إليه، والتأمّل بأقواله، وتناول جسده ودمه الكريمَين، وفي اجتماع الإخوة حيث وعد أن يكون، وفي الإنسان، كلّ إنسان اختار أن يسكن فيه. لا بدّ من تقييم برامج اجتماعات الفرق الحركيّة لجعلها تتماشى مع هدف الالتصاق بيسوع هذا.

يتوقّف المحور الثالث عند جماعة الإخوة التي أسّسها يسوع، الكنيسة، جسده، وحياة المسيحيّين الأوائل المواظبة على التعليم الرسوليّ والمشاركة وسرّ الشكر والصلاة. والتأكيد على المشاركة في الخيرات، إذ كان جميعهم يعتبرون أنّهم وكلاء على أموالهم وعليهم مشاركتها مع إخوتهم. ولا بدّ من التوقّف عند تأكيد بطرس الرسول ورؤيا يوحنّا على أنّ أعضاء الجماعة الكنسيّة كافّة يشكّلون كهنوتًا ملوكيًّا، تتناغم مواهبهم وتتكامل لخدمة الجسد الواحد. لا بدّ من التأمّل أيضًا بالآيات المذكورة في الملحق لتبيان ما يريده الربّ منّا في علاقاتنا مع بعضنا البعض (لاحظ تكرار عبارة "بعضنا البعض"). يريدنا أن نحبّ كما هو أحبّنا، لا أقلّ من ذلك. بذلك فقط يعرف الناس أنّنا تلاميذه، ويعرفون أنّه يحبّهم. ويريدنا أن نكون واحدًا رغم اختلاف آرائنا لكي يؤمن العالم به. يشدّد بولس، الرسول الإلهيّ، على محبّة الأخ وتعهّده واستضافته والرأفة به وخدمته والصلاة من أجله. هذه هي سمات المسيحيّين. والمفروض عليهم أيضًا رغم خطاياهم الكثيرة أن يسهروا أن تكون الكنيسة التي تجمعهم كما يريدها المسيح "مجيدة بلا كلف ولا غضن ولا شيء مثل ذلك". لا يكفي بموجب الفكر الإنجيليّ أن يصلّي المسيحيّ بمفرده، بل عيه أن يعي أنّه لن يخلص بمفرده بل مع إخوته، وهو تاليًا مسؤول عن جماعة المسيحيّين، يساهم بتواضع بجعلها كما يشتهيها ربّها.

يتوقّف المحور الرابع عند ما يطلبه يسوع من الذي التصق به بالنسبة لتواصله مع الناس، الذين هم جميعًا، مهما كانت معتقداتهم وأجناسهم، إخوة ليسوع. يريد منه الامتناع الكلّيّ عن الحكم على الناس وإدانتهم، بل النظر أوّلاً إلى الخشبة التي في عينه. ويعلّمه أنّ مصالحة الآخر تأتي قبل الصلاة والعبادة وأنّ المحبّة تأتي قبل المعرفة وتنيرها. رسائل بولس الرسول مليئة بالتوصيات على المحبّة والتعاضد. أمّا يسوع فيذهب أبعد من كلّ ذلك عندما يطلب أن "نحبّ أعداءنا ونُحسِن إلى مَن يبغضنا ونصلّي من أجل مَن يضطهدنا". هذه هي ثورة يسوع الحقّة. أنأخذها على محمل الجدّ؟ إن لم تصِر الجماعة الحركيّة مستعدّة أن تحبّ منتقديها وتغفر لمَن يُسيء إليها، فلن تكون حركة يسوع الناصريّ.

أمّا المحور الخامس فيتعلّق بوضع تلميذ يسوع في المجتمع الذي يعيش فيه والعالم. التلميذ مِلح الأرض ونور العالم. أرسله المسيح إلى العالم. لكن عليه ألّا يتشبّه به بل يُعلن مشيئة الله. وعليه أن يشهد أمام الناس للرجاء الذي فيه بيسوع المسيح، وأن يكرز بالإنجيل للخليقة كلّها. لذلك يجب ألّا يحبّ العالم وما في العالم، مع كونه يتحسّس مشاكله ويسعى إلى جعله أكثر إنسانيّة وعدالة. مع أنّ الربّ قال "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله"، يعرف التلميذ أنّ "الله أحقّ من الناس أن يُطاع". لذلك ترتكز الرؤية الحركيّة حول العمل في العالم على أنّ محبّة الإنسان تمنع تحويله إلى شيء، بل يجب دومًا محاربة كلّ ما يشيّئه ويتلاعب بالحياة التي فيه وبمصيره. فالإنسان فريد ومغاير كلّيًّا في سرّه، حرًّا أن يكون مختلفًا، لكنّه "شخص في الشركة". فالعضو الحركيّ مدعوّ أن ينبذ كلّ مظاهر العنف، حتّى الكلاميّ منه، والسعي الدائم إلى التفاهم والمصالحة. ولذلك لا يسعه الاشتراك في الثورات والأحزاب العنيفة، وأنّه لا يمكن تقديس أيّ نظام اجتماعيّ وأنّ كلّ نظام يخضع لدينونة الله إذا لم يستطيع أن يقوّم ذاته من أجل إحقاق الحقّ. وهو مقتنع أنّ الثورة الحقيقيّة هي ثورة المسيح التي تريدنا أن نحبّ أعداءنا ونعطي بدون انتظار المثل ونعيش بروح التطويبات، مقتنعين أنّ كلّ ما نفعله بإخوة يسوع الصغار به نفعله. إذا تبنّينا هذه الثورة حقًّا، نستطيع نقل الجبال والعمل من أجل تغيير المؤسّسات والأنظمة لجعلها أكثر إنسانيّة ولمنع أيّ استغلال من الإنسان لأخيه الإنسان. فلا تقترح إذًا الحركة خطوطًا عمليّة للعمل السياسيّ ولا مخطّطات عامّة إذا كانت تقزّم الحدث الإنجيليّ إلى مجرّد قيَم اجتماعيّة، بل تبقى متجذّرة بالقيم الإنجيليّة ومرتكزة على المحبّة الفاعلة التي لا تأمل بنجاحات تامّة في التاريخ.

أقوال بعض المؤسّسين الحركيّين
لا بدّ أيضًا من ذكر بعض أقوال مؤسّسي الحركة وقادتها الأوائل (الملحق رقم 2) للتأكيد أنّهم سعوا حقًّا إلى تطبيق ما طلبه الربّ ورسله الأطهار. نستمدّ منها أنّهم اقتنعوا أنّ عليهم إعادة إحياء المسيحيّة الأولى، وتجديد أنفسهم والناس بإنجيل المسيح. واجهوا بواقعيّة الانحطاط الذي ساد الطائفة الأرثوذكسيّة وبعض الأوساط الكنسيّة مقتنعين أنّ المعالجة لا تكون سوى من الوجهة الروحيّة. واقتنعوا أيضًا أنّ الحركة مدعوّة أن تكون خميرة تحرّك كلّ الأرثوذكسيّين ليقوموا معًا بالإصلاح الذي هو "انقياد مطلق مطيع لروح المسيح في الكنيسة". فالحركة "لا تعمل خارج الطائفة بل ضمنها وفي سبيلها". وشدّدوا على كونهم "مسؤولين عن كلّ الجسم الكنسيّ"، وأنّ هذه المسؤوليّة ليست "رهنًا بسماح من الرئاسة الكنسيّة"، لكنّها تعمل دومًا "تحت ظلّها"، أي ببركتها. ويقول بعضهم أنّ الحركيّ يجاهد ليعيش كما يحقّ لإنجيل المسيح، أي حياة صدق واستقامة، حياة محبّة تتجلّى بتفهّم الآخرين ومشاركتهم والاستعداد الدائم لخدمتهم". وقد يلخّص مسيرتهم قول للمطران جورج يؤكّد فيه أنّهم "هتكوا الحجب التي كانت تغطّي وجه المسيح لإيقاظ النيام ليشتهوه".

وثائق حركيّة
لا بدّ أيضًا من مراجعة الوثائق الحركيّة المذكورة في الملحق رقم 3 للتمعّن بما ألهمه الروح في المسيرة الحركيّة لتقصّي ما أسقطته منها خطايانا، وإعادة تفعيل ما يستحقّ إحياءه أو تعديلها لأخذ الأوضاع الراهنة بعين الاعتبار.
سيكون من المفيد جدًّا أن تلخَّص هذه الوثائق وتبوَّب بموجب مواضيعها لتبيان من جهة استمراريّة الفكر الحركيّ ومن جهة أخرى إن لزم الأمر لا سمح الله ابتعاده عن الينابيع وكيف يجب تطويرها لمواجهة التحدّيات الجديدة.

مواقف بطاركة أنطاكيّة ومطارنتها من الحركة
سعيت لرصد أقوال بطاركة أنطاكية في الحركة منذ نشأتها وحتّى اليوم، لكنّي لم أجد إلّا المبيّنة أدناه:
- أصدر البطريرك ألكسندروس الثالث (1928 – 1958) السنة 1946، أي أربعة سنوات بعد التأسيس، الطرس البطريركيّ الذي اعترف بالحركة "منظّمة للشبيبة تدعو سائر صفوف الطائفة إلى نهضة دينيّة ثقافيّة أخلاقيّة اجتماعيّة. و"حركة روحيّة كبرى تعمل في قلب الكنيسة الأرثوذكسيّة وفي خدمتها. وتمتدّ إلى كلّ أنحاء الكرسي الأنطاكيّ". و"تعمل في كلّ أبرشيّة... تحت إشراف راعيها". و"لغبطة البطريرك ومجمعه المقدّس وحدهم حقّ الحكم عليها". وعليها "أن تساعد المسؤولين في نشر التعاليم الأرثوذكسيّة".
- أمّا البطريرك ثيودوسيوس السادس (1958 – 1970)، فأرسل إلى الحركة بمناسبة يوبيلها الفضّيّ رسالة نقتبس منها ما يلي: "يطلّ يوبيلكم الفضّيّ والفرح يملأ قلبنا الأبويّ للنِّعم التي أسبغها الله عليكم منذ تأسيسكم والمساعي الخيّرة التي بذلتموها في الكنيسة المقدّسة التي أسهمت في نهضتنا الروحيّة وقدّمت لنا نخبة من الشبّان والشابّات في شتّى حقول النشاط الروحيّ والثقافيّ والاجتماعيّ... ثقوا بأنّنا عندما نلتقي واحدًا منكم ونفكّر بما تبذلون من وقت وجهد تحضرنا كلمة الرسول العظيم إلى تلميذه تيموثاوس: "لا يستهينّ أحد بحداثتك بل كُن قدوة للمؤمنين في الكلام، في التصرّف، في المحبّة، في الإيمان، في الطهارة... لاحظ نفسك والتعليم" (1 تيموثاوس 12: 16). وإنّنا نرجو أن تكونوا واعين لهذه الوصيّة الإلهيّة الرسوليّة لكي لا تنصرف عنكم نعمة الله بل تستقرّ فيكم جميعًا لتنمّيكم في كلّ عمل صالح مرضيّ لدى الربّ".
- أمّا البطريرك الياس الرابع (1970 – 1979) فوجّه رسالة إلى المؤتمر الحركيّ الثالث عشر السنة 1972، قائلاً: "لي ملء الثقة أنّكم أنتم مؤهّلون لمثل هذا العمل (تحريك طاقات الكنيسة الأنطاكيّة وتجنيدها للرسالة العظيمة)... لو اتّخذ مؤتمركم لنفسه هدف إيجاد عَمَلة في حقل الكنيسة يحبّون الله فوق محبّتهم لأنفسهم، فوق محبّة آبائهم وأمّهاتهم، فوق محبّة الدنيا، يكون قد بعث في الكرسي الأنطاكيّ بدءًا جديدًا لتاريخ روحيّ جديد يربط الحاضر المخنوق بالماضي المنفتح إيمانًا ومحبّة وحرّيّة فكريّة. لي ملء الرجاء أنّ أبناء كنيستنا – وأنتم من زهراتها – سيتجنّدون روحًا وقلبًا لمثل هذا العمل العظيم... نحن دائمًا في صلواتنا نذكركم وسنظلّ نذكركم لكي يتزايد دومًا تحرّك إيمانكم".
- لم أجد أيّة رسالة من البطريرك أغناطيوس الرابع (1979 – 2012) مع أنّه يوجد الكثير منها قبل تسقيفه.
- لقد اعتاد البطريرك يوحنّا العاشر افتتاح مؤتمرات الحركة العامّة السنويّة. أذكر أنّه اختار في إحدى هذه الجلسات، مقتطفات من أقوال بعض المؤسّسين الحركيّين للتذكير بمنطلقات النهضة، وربّما الحثّ على الحرص عليها.
- لا بدّ من الذكر في هذا الصدد أنّه ابتداءً من منتصف سبعينات القرن الماضي، تزايد عدد المطارنة الذين اعترضوا على العمل الحركيّ في أبرشيّاتهم، وكان معظمهم من الحركيّين القدامى. الخلاف الحاد الذي حصل في حلب بين الحركة والمطران بولس، أعاده الله سالمًا، ليس الوحيد من هذا النوع، إذ حصل مثيلاته في بيروت واللاذقيّة (أيّام المطران هزيم)، ومُنِعَت الحركة من ممارسة نشاطاتها في كلّ من حمص وحماه وزحلة.
- نلاحظ أنّ تغييرًا كبيرًا حدث بين أيّام البطاركة ألكسندروس الثالث وثيودوسيوس السادس وإلياس الرابع ومَن أتى بعدهم. لا بدّ من الملاحظة أيضًا أنّ هذا التغيّر تزامن مع استلام حركيّين أو أصدقاء لهم بعض الأبرشيّات في لبنان وسوريا. الجدير بنا التوقّف مليًّا عند هذه الظاهرة، والتمحيص بأسبابها، وخاصّة مسؤوليّة الحركة فيها.
- كما يجدر بنا أن نضع إطارًا جديدًا لعلاقة الحركة مع الرئاسة الكنسيّة تأخذ بالاعتبار خبرات الماضي القديم الحديث وتطلّعات المستقبل والتحدّيات التي تواجهنا جميعًا.

محطّات للتفكير في حاضر الحركة ومستقبلها
بعد 75 سنة من الانطلاقة الأولى لا بدّ من الإتيان بأفكار ومشاريع جديدة تحيّي الإيجابيّ من القديم وتؤسّس لانطلاقة متجدّدة. لا يجوز أن نكتفي بالتعلّق بالماضي "المزعوم مجيدًا" ونلجأ إلى تكرار صيغ وأساليب نعتبرها "مقدّسة" لمجرّد قِدَمِها. علينا مساءلة أنفسنا وصِيَغنا وأساليبنا، والاتّكال على روح الربّ الفاعل فينا، إن أردناه وسلّمناه القيادة ليجعلنا نبتكر أساليب وصِيَغًا جديدة كفيلة بتلبية الرسالة التي دُعينا إليها.
لا بدّ إذًا من "فتك الحجب" في الحركة التي تمنع الناس أن يشاهدوا وجه يسوع المجيد والدامي في آن. شكّلت الانطلاقة الحركيّة الأولى ثورة حقيقيّة على المستوى الشخصيّ والطائفيّ والكنسيّ في أرض أنطاكية. لكنّ كلّ الثورات تتمأسَس بعد حين، وتخمد حدّتها مع الوقت، والذين ساءلوا أوضاع الغير لم يعودوا يسائلون أوضاعهم. من طبيعة كلّ تجمّع بشريّ أن يفقد من تأجّج رؤيته الأصليّة، وتجسّد هذه الرؤية في أساليب وأُطر تنظيميّة وُضعت مبدئيًّا للحفاظ عليها، لكنّها إن لم تُساءل، تنتهي إلى دفنها، رغم ترداد معالمها.
فلنسعى إذًا إلى مساءلة هذه الأوضاع على مستوى الحركيّ الداخليّ ومستوى الكنيسة الأنطاكيّة ومستوى الشهادة في العالم.

على مستوى الرؤية الحركيّة
- هويّتنا على أرض الواقع: هل من ابتعاد عن المحبّة الأولى؟
رغم صعوبة الأمر، وما كُتب هنا وثمّة عن طبيعة هويّتنا المرتبطة بالمسيح والهادفة إلى نهضة حقيقيّة في الأشخاص والبنى الكنسيّة، لا بدّ من التساؤل الجدّيّ في ما يعتبره اليوم معظم الحركيّين عن حقيقة هويّة الحركة.

ما يُقال فينا
كيف ينظر معظم النّاس إلى الحركة؟ حبّذا لو كان بالإمكان استطلاع رأي الأرثوذكسيّين فيها. كثيرون لا يعرفون شيئًا عنها ولا يعرفون حتّى اسمها. معرفة آخرين تنحصر في كونها جمعيّة أرثوذكسيّة موجودة في بعض الأبرشيّات بدون تحديد مهامها ونشاطاتها. ويدرك الممارسون، خاصّة في الأبرشيّات حيث تنشط الحركة في الرعايا، أنّها ليست جمعيّة كسائر الجمعيّات، وأنّها تقوم بعمل تعليميّ. أمّا غالبيّتهم فيعتبرونها جمعيّة "تعلّم الأولاد" والشباب وتقوم ببعض النشاطات الثقافيّة والاجتماعيّة. قلّة من هؤلاء، غالبًا الذين يقرأون مجلّة النور، أو هم على قرابة من بعض الحركيّين، يفقهون أنّها تصبو إلى أكثر من ذلك. وتختلف الآراء حول نوعيّة علاقتها بالبنى الكنسيّة. فالبعض يشعرون أنّها "فوقيّة" تعتبر أنّها تملك الحقيقة دون سواها، ويعتبرها آخرون كنيسة ضمن كنيسة، تسعى إلى وصول أعضاءها إلى الأسقفيّة "لتسيطر" على الإدارة الكنسيّة. والبعض الآخر يعتبرها متحالفة مع هذه الإدارة والإكليروس "للسيطرة" على العباد. يحبّها البعض (أو يكرهونها) لارتباطها ببعض الأشخاص الذين يحبّون أو يحترمون أو لا يوافقون بعض مواقفهم. قلّة عزيزة من الشعب الأرثوذكسيّ يعرف مقاصد الحركة الحقيقيّة، علمًا أنّ قسطًا منهم يعتبر أنّها حادت عن هذه المقاصد ولم تعد تحمل راية الإصلاح والنهضة كما فعلت طويلاً، وأنّ هذه الراية انتزعها منها الأساقفة أو الكهنة أو الأديار التي ساهمت في إيجادهم.

كيف يعي الحركيّون الحركة؟
ربّما كانت الأجوبة أصعب لو استطلعنا رأي الحركيّين في الحركة. ولا بدّ أن نفعل ذلك.
لا بدّ أنّ كثيرين في كلّ المراكز يعون الحركة على حقيقتها ويسعون أن يعيشوا الحياة في المسيح بتواضع والتزام. لن نتكلّم هنا عن هؤلاء سوى الابتهال إلى الله أن يحفظهم وينمّيهم، لينقلوا الشعلة التي تعهّدوا أن يحملوها إلى الأجيال الآتية.

منظّمات الطفولة
أكثريّة أعضاء الحركة منشغلة في العمل في منظّمات الطفولة ولا تعرف إطارًا للحركة خارجها. مراكز حركيّة بكاملها تعتبر الحركة مكتبًا للتعليم الدينيّ أو مدارس الأحد كما لا تزال تُدعى أحيانًا في سوريا. يوجد فيها فرقًا تضمّ الشباب لكنّها غالبًا دراسيّة تقويّة بعيدة كلّ البعد عن منطلقات الحركة الأولى في الإصلاح الشخصيّ والجماعيّ. إذا كان همّنا الأوّل التعليم لا بدّ لنا أن نلاحظ أنّ مصادر التعليم في أنطاكية تعدّدت وأنّ الأوضاع تغيّرت جذريًّا – جزئيًّا بفضل الحركة – عمّا كانت عليه في الماضي، إذ يوجد الآن كهنة ورهبان ورعون مثقّفون وكتب، يمكن أن يتّجه الناس نحوهم بدون الحاجة إلى الحركة التي كانت طوال قسط كبير من مسيرتها المصدر شبه الوحيد للمعرفة الأرثوذكسيّة. مع ذلك يتعلّق معظم الحركيّين، ربّما لاشعوريًّا، بصفتهم التعليميّة، ويعتبرون تعدّيًا عليهم كلّ تعليم يقوم به سواهم، ويسخرون منه.

تساؤل حول الفرق الحركيّة
من المفترض أن يكون جميع الحركيّين منتمين إلى فرق هي الركيزة الأساسيّة وربّما الأهمّ، للوجود الحركيّ. يعتبر جورج معلولي بحقّ أنّ الفرقة الحركيّة هي "الاختراع" الحركيّ الأبرز و"الأمين لحياة الكنيسة الأولى ولطبيعة البشر". يُفترض للفرق أن تكون مطارح للتلمذة على معرفة الربّ يسوع واكتساب فكره والتخلّق بأخلاقه، واختبار تربية مسيحيّة حقّة متمحورة حول الالتصاق بالربّ والمحبّة الفاعلة والأخوّة الحقيقيّة في جماعة صغيرة تدعو أعضاءها إلى التأهّب لخدمة الجماعة الأوسع.
مَن يقرأ التقارير المرفوعة إلى المؤتمرات الحركيّة في السنوات الأخيرة يلاحظ تكرار الشكوى من ضعف الإرشاد وتفاقم الطابع المدرسيّ الدراسيّ على نهج الفرق الحركيّة، وتراجع دور الفرقة كمختبر لاكتشاف الربّ والحياة فيه والمحبّة الأخويّة والتعاضد الفعليّ مع كلّ "إخوة" يسوع. إن لم يُعطَ للعضو الحركيّ أن يختبر حلاوة الحياة في المسيح مع أترابه في الفرقة، وأن يتناوله معهم أثناء الخدم الإلهيّة، وإن لم يتفحّص معهم كلمات الإنجيل بشغف سعيًا وراء تطبيقه معهم على أرض الواقع، هذا العضو، رغم نشاطه والحماس الذي يتّسم به، يتّخذ صفة العضويّة الحركيّة زورًا! و"المرشد" الذي لا يعطِ من دمه لأعضاء فرقته، ولا يدرك أنّه مسؤول عن مصير أعضاء فرقته، ليس إلّا، وعليه أن يتمثّل بالمسيح في حياته ليتمكّن من نقله إليهم، هذا لا يستحقّ أن "يتلمذ" أحدًا!
هذا لا يعني أنّ كلّ الفرق في الحركة تسلك على هذا النهج. وعلينا أن نشكر الله على التي لا تزال "تخرّج" إخوة حقيقيّين ليسوع ولبعضهم البعض، تنجرح قلوبهم أمام الصعوبات التي تمرّ بها الكنيسة والمآسي التي تعمّ العالم، ويمارسون الجهاد الشخصيّ ليكونوا بأقوالهم وأفعالهم شهودًا لمحبّة المسيح للجميع.

تساؤلات ملحّة أخرى
مع ذلك ومع الاعتراف باستمراريّة إطلالات الروح في عددٍ من شبابنا وبعض أفعالنا، وعى بعضنا، منذ سنوات طوال، أنّنا ننزلق بعيدًا عن محبّتنا الأولى المتمثّلة بما ذكرنا أعلاه من أقوال إنجيليّة وأقوال المؤسّسين. إضافة إلى الطفولة والفرق الحركيّة، يظهر هذا الانزلاق في الأمور التالية التي يجب أن تُطلِق الحركة ورشة تفكير في كلّ منها:
- ما عدا مبادرات يتيمة هنا وهناك، لا يثق قادة الحركة الحاليّون بما فيه الكفاية بدور الشباب ويقومون عامّة بـ"قصّ جوانحهم"، ناسين أنّ مؤسّسي الحركة كانوا في الثامنة عشر من عشرهم، وأنّ رؤساء مراكز وأمناء عامّين كثيرين مارسوا مهامهم قبل بلوغ الثلاثين، وناسين خاصّة أنّ ثمّة موهبة للشباب في "تحريك" الأمور لأنّهم "أقوياء" وعلينا مساعدتهم على أن تقيم كلمة الله فيهم ويغلبوا الشرّير. نحن اليوم بحاجة ماسّة إليهم في قيادة الحركة. نحن بحاجة إلى حماسهم واندفاعهم وتساؤلاتهم وانتقاداتهم للأوضاع الموروثة التي يتآكلها "غبار" خطايانا. لا يحبّ الشباب الرتابة بل يتفاعل مع كلّ رؤية جريئة وهدف صعبٍ يسعيان إلى "نقل الجبال". وإذ اشتعل قلبه يُشعل بدوره قلوب أترابه. يريد الشباب اقتحام العالم ليس إلّا، وجعله أكثر عدالة وسلامًا ومسؤوليّة، فلنطلق العنان لهم! لا تزال بعض المراكز الحركيّة تدعو مَن بلغوا الثامنة عشرة من العمر "أولادًا" تقيّدهم بشتّى "القوانين" والضوابط. فيقبل بعض الشباب هذا الوضع لافتقادهم إلى مناسبات التزام أفضل، فيجترّون ما يُقال لهم وتموت فيهم الحميّة التي تحتاجها كنيستهم. أو لافتقادهم إلى مرشدين ملهَمين، يضجرون بما يحصل في فرقهم، فيتركونها أو يحوّلونها إلى نواد ثقافيّة أو سياسيّة، التي مع كونها حميدة، لا تروي ظمأهم الدفين إلى يسوع، ولا تجعلهم يسخّرون طاقاتهم لخدمة الكنيسة.
- مع أنّ الحركة تدعو جميع أعضائها إلى التكريس الكلّيّ للربّ في العالم وعبر الكهنوت أو الرهبنة، نتج عن عدم اضطلاع الشباب بالمسؤوليّات وضعف الهمّ الكنسيّ لديهم تقهقر عدد الذين يلتزمون في الخدمة الكهنوتيّة أو الرهبانيّة. يساعد ذلك تفشّي جوّ الـ"نحن" والـ"هم" الشائع في بعض الأوساط الحركيّة لوصف كلّ مَن يخالفها الرأي، وخاصّة الإكليروس "غير الحركيّ" والرهبان الذين تختلف مع بعض توجيهاتهم. وربّما الخبرة الأليمة في التعامل مع معظم الحركيّين القُدامى الذين سلكوا دروب الأسقفيّة والكهنوت. وأيضًا الثرثرة المتزايدة في هذه الأوساط حول "عاهات" بعض أعضاء السلك الكهنوتيّ والطريقة غير اللائقة التي يُعامَل بها الكهنة من قبل رؤسائهم. لكن كلّ هذه الأسباب ليس سوى اعتبارات أهل هذا العالم، وتنسى دعوة يسوع للشاب الغنيّ (وكلّ شاب غنيّ بإمكاناته) أن يترك كلّ شيء ويتبعه. كيف لنا أن نجعل شبابنا يسمعون هذا الصوت؟!
- لا بدّ من ملاحظة تمأسس الحركة وطغيان الروح الإداريّة أحيانًا على العلاقات بين الأفراد والفروع. يعتبر كثيرون من القيّمين على الحركة أنّ عليهم أن يصونوا "الماكنة" الحركيّة، كما تسلّموها. من هنا صرامة التنظيم – وكلّ تنظيم حميد إن لم يتجاوز الحدود – والمزيد من الضوابط على تعبير الشباب الحرّ. ألا نعي أنّ كثيرًا من المأسسة يأخد الروح القدس رهينة لقناعاتنا وخوفنا من هبوبه "خارج الطريق"؟! حتمًا! تكون الحركة نبويّة بقدر ما تفسح المجال لروح الله أن يهبّ بحريّة في وسطها. إن توقّفنا عند عدد الاجتماعات الإداريّة التي تُشغل حركيّين غالبًا مؤهّلين للإرشاد، لا بدّ أن نعي كم من الوقت الثمين يضيع ولا يُسَخَّر للاهتمام بالأعضاء الحركيّين! يزيد من تفاقم هذه الأوضاع الإداريّة طغيان الهمّ المحلّي على الهمّ العام. المركز أهمّ من الأمانة العامّة، والفرع أجدى بالتزامنا من المركز، والفرقة أهمّ من الشأن العام!.
- ازدياد الخوف من كلّ جديد أو مجهول، والإسراع في تكفير مَن يسلك طرقًا جديدة، ما يشير بوضوح إلى تقهقر اتّكالنا على الربّ وثقتنا بفاعليّة روحه فينا. لا يجابَه الجهل والنزعة إلى التكفير، المتزايدة في أوساطنا الكنيسّة، بنزعة مماثلة إلى تكفير المكفّرين، بل بالمحبّة وطول الأناة الذَين هما السلاحان الوحيدان المتاحان لنا، شئنا أم أبينا.
- تقهقر همّ البشارة. الويل لنا إن اختصر همّنا البشاريّ على مَن يأتي إلى الحركة أو يؤمّ الرعيّة! ننسى أن الحركة انوجدت لتدعو "سائر أبناء الكنيسة الأرثوذكسيّة" إلى النهضة. نعرف أنّ من يؤمّ كنائسنا لا يتعدّى العشرة في المائة من شعبنا. فهل تساءلنا أين هي البقيّة؟ أندرك أنّ قسطًا غير ضئيل من هذا الشعب يمارس في كنائس أخرى ويضطلع فيها بمسؤوليّات؟ قيل لي أنّ ذلك صحيح خاصّة بالنسبة إلى الشباب. أندرك أنّ معظم شبابنا الملتحقين بالمدارس غير الأرثوذكسيّة ينمون بدون معرفة أيّ شيء عن تراثهم؟ هل سعينا الاتّصال بهم وإقناعهم أنّ أمّهم بحاجة إليهم؟ أو أنّنا منشغلون "بتعليم الأولاد" وهمومنا الإداريّة وهموم رعيّتنا. أمّا القسط الأكبر من غير الممارسين في الكنيسة الأرثوذكسيّة فيضمّ الذين ابتعدوا عن الحظيرة لاختلاف بالرأي أو ضعف في الرعاية أو مواقف عقائديّة وإيمانيّة أخرى. هؤلاء هم مسيحيّون بالإسم، هذا إن لم يكونوا قد تخلّوا عن الإسم. معظمهم متعلّق بالطائفة الأرثوذكسيّة ومتعصّب لها ولا تزال تربطه بالكنيسة تقاليد ومشاعر وربّما جاهات. وعدد منهم يتكاثر لم تعد تهمّه لا الطائفة ولا الكنيسة ولا شؤونهما. يمكن أن يكون يسوع قد طرق باب قلب بعضهم ودخلها في سرّه. لكن لا أحد من "إخوته" يطرق هذا الباب. لم يدخل هؤلاء جميعًا في مظلّة الأبرشيّات الرعائيّة. هي أيضًا تهتمّ بمَن يطرق بابها، وتعتبر أنّ مَن لا يأتِ هو المسؤول عن غيّه. مَن سوى الحركة مدعوّ أن يبني جسورًا مع هؤلاء؟ ألهمنا الله في بداية الانطلاقة الحركيّة إلى تعليم الأولاد والشباب لأنّه لم يوجَد آنذاك أحد يعلّمهم. أمّا اليوم فيدعونا إلى إيصال البشارة السارّة إلى كلّ الفئات التي كادت تقطع كلّ صلة مع كنيسة الله.

تساؤلات
بالإمكان ذكر المزيد من الإيجابيّات والسلبيّات في عملنا الحركيّ الراهن. على كلّ حركيّ واعٍ أن يفعل ذلك. لكن على كلّ واحد منّا، قبل أن يفعل، أن يطرح على نفسه الأسئلة التالية:
- هل أنا تلميذ حقيقيّ ليسوع، وهل لي علاقة شخصيّة معه وأسعى للتخلّق بأخلاقه، وهمّي الأبرز ألّا يستحي هو بي؟
- هل الجماعة الحركيّة جماعية إنجيليّة بفِكرها وتصرّفاتها ومناقبيّتها، وخدمتها وعلاقاتها، وهل هي جماعة تائبين يصفح أعضاؤها لبعضهم البعض وللآخرين لأنّهم يعرفون أنّ الربّ يتوب إليهم إذا تابوا إليه وإلى إخوته؟
- هل نمتنع في الحركة عن دينونة الآخرين؟ هل نعتبر الناس بالحقيقة إخوة لنا؟ هل نحن مستعدّون ليكون "كلّ شيء (بيننا) مشتركًا" (أعمال 2: 44)، كما فعل المسيحيّون الأوائل؟
- أنعتقد حقًّا أنّ "الخبز الذي أحتفظ به يخصّ الجائع" (باسيليوس الكبير)، وهل نحن مستعدّون أن نغسل، كما فعل السيّد، رجلَيه؟
- هل تحمل الحركة حقًّا همّ الكنيسة، ويتمزّق أعضاؤها للعاهات التي تعتري رجالها وبناتها؟
- هل نشارك الرسول في القول: الويل لي إن لم أبشّر، وهل نحن حقًّا شهود ليسوع في مجتمعنا وفي العالم؟
- وضع عالم اليوم يشبه إلى حدّ كبير الذي ساد أيّام المسيحيّن الأوائل، فهل نحن قادرون على مواجهته على شاكلتهم؟ بالثورة على أنفسنا وعاداتنا في كلّ المراكز والفروع لنستعيد محبّتنا الأولى ونعود فنشهد لاسم يسوع (لا إسم الحركة أو حتّى الكنيسة) دون سواه؟

ربّما تساعدنا تلك الأسئلة على حُسن تقييم أوضاعنا وتفتح لنا أُفقًا جديدة لمستقبلنا.

مرجوّات
على الحركة أن تأتي بأفكار ومشاريع جديدة على الأقلّ تعيد صياغة بعض أهدافها وأساليب عملها لجعلها أكثر جاذبيّة للأجيال الصاعدة. لا بدّ أن تتمحور تلك الأفكار حول بساطة في التعبير، ووضوح في الرؤية وواقعيّة في الهدف. على الشاب أن يفهم المبتغى ويدرك المرمى ويتصوّر الفائدة العمليّة الناجمة عن التطبيق. ولا بدّ أن يسبق إطلاق تلك الأفكار والمشاريع ورش تفكير جماعيّ تدرس الواقع، تقدّر الحاجات وتساهم في بلورة المشاريع وطريقة الإعلان عنها.
أقترح فيما يلي بعض المرجوّات علّها تكون منطلقًا لورش التفكير هذه. إنّها مرتكزة على القناعة أنّ الحركة بحاجة ماسّة إلى "انتفاضة" لاستعادة حدّتها وتقييم أعضائها ونشاطاتها، وأنّه على الشباب أن يتزعّموا هذه الانتفاضة، حتمًا بمعيّة مَن يكبرهم سنًّا، فتتفاعل حميّة الشباب ومتطلّعاتهم مع دراية الكبار وخبرتهم.

على صعيد الحياة الحركيّة الداخليّة
1- العضويّة
· استعادة فترة "المريديّة"، حيث يبدي الشخص استعداده لتبنّي الرؤية الحركيّة فيُعَيَّن له "عرّابًا" يرشده ويتابع نموّ حياته الروحيّة والتزامه الإنجيل في حياته اليوميّة، وتحسّسه لأمور الإنسان والكنيسة وتدرّجه في المحبّة والخدمة، قبل أن يوصي بتكليفه بمهام إرشاديّة (حتّى في منظّمات الطفولة). لا بدّ من الملاحظة في هذا السياق أنّ فترة الموعوظيّة في الكنيسة الأولى كانت تمتدّ إلى قرابة الثلاث سنوات، يتتلمذ خلالها الموعوظ على الحياة في المسيح ومع الإخوة في أصعدتها المختلفة قبل أن تُفحَص سيرته بدقّة ويمثل أمام الأسقف الذي يعطيه إرشادًا خاصًّا، وذلك كلّه قبل أن يُعمَّد. لا بدّ أن تكون لعبت هذه التهيئة دورًا أساسيًّا في جدّيّة التزام المسيحيّين الأوائل.
· تقييم العضويّة الحاليّة، ليس فقط بموجب شروط العضويّة النظاميّة، بل خاصّة بالاجتماع مع كلّ مَن يعتبر نفسه عضوًا في الحركة لبحث وضع التزامه الكنسيّ والحركيّ وتذكيره بمتطلّبت العضويّة الحركيّة والمجالات التي يُفترَض عليه أن يشهد فيها. وإعطائه بعد ذلك فترة زمنيّة يراجع فيها نفسه ويؤكّد بعدها إرادته في الاستمرار أو التخلّي (فيُعتبَر عندها إن أراد صديقًا للحركة).
· التزامات العضو الضروريّة: إضافة إلى شروط العضويّة الحاليّة التي يجب مراقبة تطبيقها دوريًّا، وإضافة إلى الالتزام الضروريّ في فرقة ونشاط ما، على الحركة أن تطلب من جميع أعضائها أن يلتزموا الاشتراك:
- بخلوة روحيّة في أحد الأديار، مرّة في السنة، تدوم على الأقلّ يومَين، ليس لمناقشة "مواضيع" وبرامج، بل لممارسة الصمت، ومراجعة النفس، والاعتراف، والتأمّل بالكتاب المقدّس، والاستماع إلى إرشاد مركّز.
- بصلوات جماعيّة مرّة في الشهر تدوم ساعة على الأقلّ، تجمع كلّ الفئات الحركيّة في بيوت الحركة أو الكنائس حول صلوات ابتهاليّة (قانون يسوع، صلاة يسوع، البراكليسي، إلخ.).
- بالقدّاس الإلهيّ في الآحاد والأعياد بمعيّة أعضاء فرقتهم، والاستعداد لتناول جسد الربّ ودمه الكريمَين.
وعليهم التزام مشاركة الإخوة بنسبة معيّنة من مدخولهم (تُحَدَّد حسب إمكانيّات العضو والفرقة أو الفرع أو المركز)، ولا أعني بذلك اشتراكًا بل مشاركة في الخيرات.

2- الأخلاق في الحركة: 
من المؤسف الملاحظة أنّ كثيرًا من الحركيّين لا يتميّزون عن غيرهم من أهل العالم بما يخصّ استقامة أخلاقهم ودفء لسانهم وامتناعهم عن الإدانة والثرثرة والسعي لمحبّة منتقديهم. يبتعد الناس أحيانًا عن الحركة بسبب تصرّفات بعض أعضائها – وحتّى قادتها – التي تفتقد إلى السماحة والمحبّة، حتّى تجاه الإخوة الحركيّين. إنّه جرح أكيد أنّنا لم نتمكّن دومًا أن نقول للناس "تعالوا وانظروا" كيف نحبّ بعضنا البعض، وكم نصفح لمبغضينا، شهادة منّا على التصاقنا بالربّ يسوع. لا يزال الإنسان العتيق يبرز فينا، ولا يبدو أنّنا نعي خطورة هذا الواقع ونأخذ التدابير الضروريّة لتقويمه. إنّ رذيلة الثرثرة والانتقاد متجذّرة في بعض أوساطنا، نبرّرها بأنّنا ندافع عن الحقيقة ونحارب الشذوذ (الجنسيّ وغيره)! لم أسمع أنّ محاربة هذه الرذائل واقتلاعها من أوساطنا (وقلوبنا) أخذتا قسطًا وافرًا من اهتمامات الحركة. ولقد حان الوت، حتّى متأخّرًا!

3- التكريس: 
لا أعرف مدى وعي الأعضاء الحركيّين أنّهم مدعوّون إلى تكريس حياتهم كلّها ليسوع ولكنيسته، وأنّ التكريس واحد دعانا الله نفسه إليه عندما مسحنا في سرّ الميرون المقدّس. الكنيسة بحاجة دومًا إلى مزيد من الكهنة والرهبان (والمطارنة حسب قلبه). إن أحببناها حقًّا (ولا شكّ بذلك) علينا حثّ أعضاءنا أن يتجنّدوا في هذا الحقل، وإلّا سيحرثه مَن يعتقدهم بعضنا "متزمّتين" و"تقليديّين" ومتعلّقين بالحرف، وهم كُثر. علينا العمل في أوساطنا على تخطّي الاعتراضات والسلبيّات التي سبق وذكرناها في هذا الشأن والعمل على إقناع شبابنا على هذا الالتزام الكلّيّ. كانت العادة في الكنيسة أن يُلاحظ الشعب المؤمن مَن اتّسم بشيء من الإلهام وقدسيّة التصرّف ويدعوه لرعايته. أيمكن أن يقوم بذلك الجسم الحركيّ ويُقدّم بعض أعضائه "قربانًا" لكنيسة الربّ؟
وكذلك يستحقّ التيّار النهضويّ في كنيسة أنطاكية أن يكرّس له عدد من الشباب حياتهم. أعرف أنّ كثيرين يعطون من وقتهم الكثير الكثير. لكن أعتقد أنّنا بحاجة إلى أكثر بكثير. ألا تستحقّ الحركة أن يعطي بعض أعضائها كلّ وقتهم، أو على الأقلّ قسمًا كبيرًا منه، كما يفعل سواهم في الرهبنة أو الخدمة الكهنوتيّة؟ إن كان الحركيّون جدّيّين سيؤمّنون لهؤلاء العيش الكريم. أرى أنواعًا ثلاثة من هذا التكريس:
- يلاحظ الإخوة إثنين أو ثلاثة من المميّزين بالتزامهم وجدّيتهم ووضوح رؤيتهم واستقامة حياتهم ومعرفتهم ومثابرتهم على الشهادة وسعيهم الحثيث لاكتساب الحياة في المسيح، وحتمًا ميزاتهم القياديّة. هؤلاء يمكن أن يكونوا كهنة أو علمانيّين، لا فرق. نلاحظهم وندعوهم ويكون شغلهم الشاغل العمل النهضويّ ونقل الرؤية والسهر على وحدة المسيرة في سائر أنحاء الكرسي الأنطاكيّ. هؤلاء قد يصبحون النواة الأساس في الأمانة العامّة، وربّما يُختار من بينهم الأمين العامّ. عليهم أن يتجوّلوا بين المراكز، يشدّدوا العزائم، يقوّموا الشطط إن وُجِد على أرض الواقع، يُطلقوا المشاريع ويذكّروا بالتعاون مع رؤساء المراكز والفروع بمقتضيات الالتزام الحركيّ وضرورة حمل صليب يسوع والانتفاضة على كلّ ما يخالف روحه القدّوس وكلّ تباطؤ أو تخاذل أو انحراف. قامت الحركة على مثل هؤلاء المكرَّسين الذين أعطوا معظم أوقاتهم لنشر التيّار النهضويّ وتوطيده. كانوا النواة التي اجتمع حولها الجميع واكتسبوا، بالاحتكاك الشخصيّ المباشر بهم، فِكرًا واحدًا وروحًا واحدة وأساليب عمل متجانسة. أخصّ بالذكر الأب جورج (خضر)، والأب قسطنطين (باباستيفانو)، والأب استفانوس (حدّاد)، والأب إلياس (مرقس)، والأب يوحنّا (منصور)، والأخ كوستي بندلي والأخ كابي حبيب، وغيرهم. تتلمذ كثيرون على أيديهم، ونحن بحاجة اليوم إلى أمثالهم.
- أمّا النوع الثاني من التكريس "الحركيّ" فيمكن أن يتكوّن من شباب وشابّات أنهوا دراستهم (الثانويّة أو الجامعيّة) وقرّروا، بملء إرادتهم، أن يكرّسوا، قبل ولوجهم دنيا العمل، سنة من عمرهم لخدمة المسيح في إطار الحركة. أعتقد أنّنا نحتاج اليوم على الأقلّ إلى خمسة من هؤلاء سنويًّا. نضع لهم نظامًا تدريبيًّا مكثّفًا يقتضي أن يعيشوا فترة من الحياة المشتركة وينشطون حيث يُطلَب منهم. ومن البديهيّ أن يتكفّلهم الإخوة الحركيّون.
- يفتقد الكرسي الأنطاكيّ إلى "أديرة" في المدن، يضمّون أناسًا يعملون في العالم، ويقرّرون أن يعيشوا معًا في مكان واحد، يتشاركون في الخيرات ويخصّصون كلّ أوقاتهم، خارج فترات العمل المهنيّ، للصلاة والخدمة. أعرف أنّ بعض شبابنا حلم منذ أكثر من أربعين سنة بمثل هذه الحياة، كما أعرف أنّ الأب جورج (خضر) دعى بعضنا من المتزوّجين أن نبني "قرية" حركيّة شاهدة. لم يُعطى لجيلنا أن نحقّق شيئًا من ذلك. أيمكن لشباب اليوم أن يفعلوا ما فشلنا في تحقيقه؟!

4- التلمذة والإرشاد
حتّى إن وجب تقليص بعض النشاطات لا يجوز إسناد مسؤوليّة الإرشاد لمَن لا يُشهَد له بمحبّة الربّ والسعي الدؤوب لحفظ وصاياه. على المرشد في الحركة أن يُلهِم مَن أُسنِد إليه وأن يجعل أعضاء فرقته يتبنّون أوّلاً قانونًا للحياة في المسيح[1] يختارونه، تتمحور حوله البرامج والنشاطات. عليه أن يحثّهم للدخول في ميثاق مع الله والإخوة يتعهّدون من خلاله التزامًا واضحًا في الكنيسة والحركة، يتسعدّون لبذل كلّ ما لديهم من طاقات من أجل يسوع الساكن في الكنيسة وفي كلّ واحد من إخوته. على المرشد أن يطبّق أوّلاً هذا العهد في حياته، داعيًا خاصّة أعضاء الفرقة لالتزام هذا الميثاق بمثاله الحيّ. عليه أن يسهر أن يصيروا حقًّا "رفقاء طريق، حاملو الإله، وحاملو الهيكل، وحاملو المسيح" (أغناطيوس الأنطاكيّ، الرسالة إلى أفسس 9: 2). مَن لا يريد التزام قانون الحياة هذا يبقى في صفوف الحركة أخًا محبوبًا شريكًا في الخدمة، يساهم في النشاطات ولكن لا يتسلّم مسؤوليّات قياديّة.
إضافة إلى قانون الحياة الذي لا بدّ على المرشدين تعهّده، على الحركة أن تنظّم حلقات خاصّة للمرشدين تمتدّ على سنتَين أو ثلاثة، تتضمّن مداخل إلى كلّ من الأمور التالية، تفصّلها لجنة خاصّة تعيّنها الأمانة العامّة: - الكتاب المقدّس، - الصلاة، الحياة الليتورجيّة وسرّ الشكر، الفكر الآبائيّ المتعلّق بالإنسان والحياة في المسيح والتألّه والفقر وغيرها من المواضيع، محاربة الأهواء والتوبة وسرّ المصالحة، حياة المسيحيّين الأوائل، تاريخ الكرسي الأنطاكيّ، التدريب على القيادة، علم نفس المراهقين، تحدّيات العصر، فكر الحركة وتاريخها...
كما على الحركة أن تنظّم رياضة روحيّة سنويّة للمرشدين والذين يتدرّبون على الإرشاد، وحلقة دراسيّة سنويّة يتباحثون أيضًا خلالها بالمشاكل التي يواجهونها في عملهم الإرشاديّ.

5- البرامج الضروريّة
سبق للحركة أن وضعت مرارًا برامج شاملة للفرق على اختلاف مستوياتها ونوعيّتها، وقد أُهمِلَت غالبًا مع الوقت. يُستحَبّ أن يُصار إلى رصدها والخروج بهيكليّة برنامج حركيّ موحّد يشمل الحدّ الأدنى من الأمور الأساسيّة في التربية الحركيّة تاركًا المزيد لحريّة كلّ فرقة.
ولا بدّ من الملاحظة في هذا السياق أنّنا لا نسعى بما فيه الكفاية للتركيز في حياة كلّ فرقة حركيّة على كيفيّة عيش القدّاس الإلهيّ والتعاطي مع الكتاب المقدّس ليكونا مدخلاً لارتباط وثيق بالربّ يسوع وبالإخوة.
كثيرًا ما يبدو لي أنّنا نتعاطى مع القدّاس الإلهيّ كشأن فرديّ يستقي منه كلّ واحد ما يناسبه، معتبرًا أنّ المناولة التي ينتهي إليها (أحيانًا بدون توبة واعية) تبرّره. لا نعي دومًا أنّ القدّاس هو مسيرة جماعيّة تستحيل بمَن يشترك فيه عضوًا في جسد المسيح، وتاليًا أخًا لكلّ البشر. تبدأ هذه المسيرة قبل بدء القدّاس ولا تنتهي بانتهائه. القدّاس قمّة حياتنا المسيحيّة التي تنير كلّ أيّام أسبوعنا وتجعلنا نخرج من الكنيسة مسلَّحين، ليس فقط بالمناولة المقدّسة بل بما تفرضه علينا من وحدة كيانيّة مع الربّ ومحبّة أخويّة ودعوة لخدمة يسوع في البشر، بواسطة سرّ القريب. من هنا ضرورة أن يختبر ذلك أعضاء كلّ فرقة معًا لتوطيد وحدتهم وتمتين محبّتهم، ووعيهم المشترك أنّهم يساهمون في تكوين كنيسة الربّ في كلّ قدّاس إلهيّ وممارسة كهنوتهم الملوكيّ فعليًّا. هل نشدّد في إرشادنا على مسيرة القدّاس هذه التي توصلنا معًا إلى السماء وتعيدنا إلى الأرض مزوَّدين بالمواهب الإلهيّة التي يغدقها علينا الروح؟ ألم نكتفي في شرحنا للقدّاس الإلهيّ غالبًا بشرح الرموز والطقوس، مغفلين هذه المسيرة – الحجّ إلى ملكوت السموات واستذواقه مسبقًا؟
أمّا التأمّل بالكتاب المقدّس، فعلينا أن نشدّد في إرشادنا أن يكون عمليّة لقاء مع الربّ وحوار معه، نتعلّم من خلالهما كيف علينا أن نتصرّف لكي نتمثّل به ونعامل الآخرين كما فعل. حبّذا التفسير العلميّ إذا كان هدفه توطيد هذا اللقاء الشخصيّ مع يسوع من خلال فهمٍ أفضل لكلامه، وإدراكٍ سليم لتصرّفاته. التأمّل الكتابيّ هو حوار بين متكلّم هو يسوع وروحه القدّوس، من خلال الذين كتبوه، والقارئ، حوار يتعلّم منه الإنسان القارئ كيف عاش بين البشر الإنسان – الإله المتكلّم، ويتمثّل به. الحياة في المسيح التي نتذوّقها في القدّاس الإلهيّ ننمّيها فينا ونحافظ عليها خلال الأسبوع بواسطة هذا التأمّل الذي يجب أن يكون يوميًّا. كان الإنجيل لا يفارق الحركيّين الأوائل حيثما ذهبوا. ألا يجب أن نتمثّل بهم اليوم؟

6- صياغة جديدة للمبادئ: 
إطلاق مسابقة بين الحركيّين لصياغة جديدة للمبادئ الحركيّة أكثر محاكاة لشباب اليوم

7- إحياء التبشير في مجالات جديدة: 
على الحركة أن تنطلق خارج حدود الرعيّة الضيّقة والذهاب عمليًّا وراء الخراف التائهة من شعب الله. ذكرنا آنفًا بعض الحاجات في المدارس والجامعات. ذكرنا الأكثريّات الصامتة التي تبتعد باضطراد عن الكنيسة الأم. ولا يوجد مَن يسأل. كيف تدعو الحركة في مبدئها الأوّل "سائر أبناء الكنيسة الأرثوذكسيّة" إلى النهضة، إن لم تسعَ للتواصل معها ومحاورتها؟ من الضروريّ أن تطلب الأمانة العامّة من كلّ مركز وفرع حركيّ رصد الأوساط الأرثوذكسيّة الكائنة في موقعه الجغرافيّ التي ليس لها علاقة مع الكنيسة، ووضع الخطط والأساليب للوصول إليها. من هذه الأساليب الاتّصالات المباشرة والمحاضرات واستعمال أدوات التواصل الاجتماعيّ. يتطلّب تحقيق ذلك تخفيف بعض النشاطات الحركيّة الأقلّ أهمّيّة، وكسر العزلة التي تضع الحركة نفسها فيها، وتنمية روح الانفتاح واليقين أن مسؤوليّة التبشير لا تنحصر في منظّمات الطفولة والفرق الحركيّة. فالويل لنا إن لم نبشِّر!

8- مراكز الحركة الاجتماعيّة: 
لا بدّ من تأمين التواصل العضويّ بين الشباب الحركيّ والمراكز الطبيّة الاجتماعيّة الحركيّة لتجسيد روح الخدمة لديهم ولجعل هذه المراكز، إضافة إلى دورها الطبيّ والاجتماعيّ، تتّخذ دورًا فعّالاً في التبشير الخفر.

9-  مركز للمؤتمرات: 
طالما حلمت الحركة بأن يكون لها مركزًا للمؤتمرات! لكنّها لم تدرج قطّ الموضوع بين أولويّاتها، على الأقلّ في لبنان، رغم أنّ الإخوة في حلب عزموا وحقّقوا فعلاً مركزً للمؤتمرات أرجو أن يُعاد إليهم! والإخوة في جبل لبنان أيضًا عزموا وحقّقوا مركزًا للمخيّمات في القصيبة! علينا الانتقال من النيّات والتمنّي إلى الفعل، خاصّة أنّ فرصة ذهبيّة هي الآن في متناول اليد في مركز دوما الذي أنشأه آل نعمة والذي يشكّل القسم المبنيّ اليوم منه تقريبًا نصف حجم مركز المؤتمرات المرتجى! علينا وضع خطّة إعلاميّة عن المشروع وتكاليفه وذكر الأهميّة التي يتّصف بها بالنسبة إلى الشباب الأرثوذكسيّ، والله سوف يساعد حتمًا في إيجاد المبالغ التي تبدو الآن باهظة.

10- سيندِسموس: 
بما أنّ الأخ جورج الحاج أصبح رئيس سيندسموس علينا أن لا نفوّت الفرصة لتنشيط وجودنا في هذه المنظّمة، واستعادة الخصوصيّة الأنطاكيّة في علاقاتنا مع العالم الأرثوذكسيّ، وابتكار المبادرات الجريئة للمساهمة في التخفيف من التباعد الحاصل بين الكنائس الأرثوذكسيّة. لا بدّ من مدّ الأخ جورج بالاقتراحات علّ الشباب الأرثوذكسيّ يأخذ المبادرة في تقارب المتباعدين من رؤساء الكنائس.
علينا كذلك إعادة الزخم إلى تواصلنا مع الشباب الأرثوذكسيّ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مصر، الأردن وفلسطين) الذين كانوا وقتًا ما يشتركون في مؤتمراتنا، وكانت الحركة على وشك إنشاء مراكز حركيّة عندهم.
وعلينا أيضًا بتفاعلنا مع شباب الأرمن والأقباط والسريان إحياء همّ الوصول إلى الشركة الكاملة بين كنائسنا المختلفة، هذه الشركة التي بدت في القسم الثاني من القرن الماضي قريبة المنال.
ومن المفيد الرجوع إلى وثيقة "الامتداد الحركيّ" التي صدرت عن المؤتمر الحركيّ الثالث عشر السنة 1972، التي تقترح بعض المبادرات الضروريّة لتنشيط هذه العلاقات.

11- الإعلام والتواصل الإجتماعيّ: 
بعد محاضرة ألقيتها أمام ممثّلين عن بعض الجمعيّات الأرثوذكسيّة الناشطة في لبنان، اتّضح لي من خلال أسئلتهم أنّهم يكادون لا يعرفون شيئًا عن حقيقة الحركة، كأنّ الحركة تعيش في حلقة مفرغة، تعرفها قلّة ممَّن يتعاملون معها، ولا تسعى (وأحيانًا لا يهمّها) أن تُعرَف أكثر من ذلك. ننسى أنّ الإعلام شهادة في عالم اليوم، وأنّه من المجالات الأساسيّة التي يجب أن يطالها التبشير. لا بدّ من مراجعة وثيقة الإعلام الصادرة عن المؤتمر الحركيّ الثالث عشر التي كانت محاولة جدّيّة لرصد الحاجات واقتراح المرجوّات في حقل مجالس الرعايا والنشر الدينيّ والحوار بين الأجيال الحركيّة واستعمال الأساليب السمعيّة البصريّة والاتّصال بالصحفيّين الأرثوذكسيّين وإيجاد مكتب صحفي ومحاضرات ومعارض وراديو وتلفزة وحتّى الوصول إلى العالم العربيّ والعالم. عدتُ فقرأتُ هذه الوثيقة التي وضعت السنة 1972 والتي تستحقّ أن تُعاد دراستها والسعي إلى تطبيق بعض ما اقترحته، مع إدخال عليها أدوات التواصل التي لم تكن موجودة عندما كُتبت.

12- هيئة تنسيق بين المطارح النهضويّة الأرثوذكسيّة: 
أمام تبعثر القوى الكنسيّة الأرثوذكسيّة المتزايد، لا بدّ من سعيٍ لنوع من التنسيق بينها. على الحركة أن تخطّط لاجتماع (أو اجتماعات) يجمعها بمطارح نهضويّة كالرهبنات، والمعاهد، وبعض الجمعيّات للوصول إلى تقييم مشترك للواقع الأنطاكيّ وتوحيد الرؤية وتكامل المسعى.

13- الشأن المسكونيّ المسيحيّ وأمور البيئة: 
تفنّد وثيقة "سياسة العمل المسكوني" الصادرة عن المؤتمر الثالث عشر السنة 1972 مختلف مجالات العمل المسكوني التي يمكن للحركة أن تنتهجها. ربّما يكون مفيدًا أن تُستنبَط منها بعض الاقتراحات التي لم تحقَّق بعد والعمل على تنفيذها إن كانت لا تزال ذات جدوى. أمّا الشأن البيئيّ فعلى الحركة الدعوة إلى حلقة (أو حلقات) لدراسة مختلف نواحيه وإمكانيّات المساهمة في الحفاظ على البيئة، خليقة الله، حتّى لا تقتصر مساهمتنا على احتفالات في أوّل السنة الطقسيّة التي يقع فيه "عيد البيئة".

14- الأخلاق وتحدّيات العصر: 
نمرّ غالبًا مرور الكرام أمام تعداد هذه التحدّيات دون الدخول في حيثيّاتها والإشارة إلى إيجابيّاتها وسلبيّاتها إلّا بالعموميّات. في غياب قول الحقّ في أمور الحداثة والعولمة والدهريّة والمدنيّة الناتجة عنها، ينجرّ شعبنا إلى ما يأتيه من الغرب ويعتبره من "مكتسبات" الإنسان المعاصر التي لا يعارضها إلّا "الأصوليّين" والمتعلّقين بديانات مرّ عليها الزمن. ويكون قد مرّ الزمن على كلّ جماعة لا تواجه التطوّر البشريّ إلّا بالرفض بدون تبرير ارتكازها على مسلّمات لم تعد مفهومة وتاليًا غير مقبولة من معاصرينا. لذلك نرى أنّ الإجهاض، والموت الهنيء، والتلاعب الجينيّ، وتفتّت العائلة، والزواج المثليّ، والطلاق والمساكنة، والحريّة المطلقة بدون ضوابط، والفردانيّة، إلخ. أصبحت هي أيضًا من المسلّمات.
على الحركة التصدّي لهذا الواقع المرير بإيجاد حلقات تبحث هذه التحدّيات بواقعيّة، بعيدًا عن كلّ تزمّت، وتقيّمها على ضوء الإنجيل والتقليد الآبائي، وتعطي العباد رؤية مسيحيّة لها، منبّهة إلى إيجابيّاتها ومحذّرة من سلبيّاتها، وذلك بواسطة محاضرات ومقالات في مجلّة النّور والصحف.
من البديهيّ القول في هذا الصدد أنّ على الحركيّين أن يلتزموا أوّلاً في حياتهم الشخصيّة بمواقف تتوافق مع القيم الإنجيليّة، إذ أنّ الناس ليسوا بحاجة إلى عقائديّين يكتفون بإطلاق الأحكام بل لأناس يقتدون بالمسيح ويبرهنون بمسلكهم أنّ الحياة ليست عبثيّة بل "تقدمة وخدمة ومشاركة وورشة للملكوت الآتي" (كوستي بندلي، شهادة الجماعة الإفخارستيّة).
على الحركة إقناع أعضاءها أنّ الإنسان المسيحيّ يعرف، أمام هذا المجتمع المتعطّش إلى التملّك، أنّ كلّ ما له هو عطيّة الله وأنّه ليس سوى وكيل عليه. وأنّه، في عالم يستخفّ بالإلهيّات، يدعو إلى ما يبدو عديم الفائدة لكثيرين (الله، الليتورجيا، القداسة ، المجّانيّة، الجمال)، بيد أنّه ينير كلّ شيء ويعطيه معنى. وأنّ عليه استعادة هذا "الفرح العظيم" الذي يتحدّث عليه إنجيل لوقا (2: 10، 24: 52) والذي يدعونا المسيح أن نثبت فيه. ويعرف أنّه لن يثبت في هذا الفرح ما لم يستعيد عطشه إلى الله ويقتنع أنّه وحده "الصخرة" و"الكنز الذي لا يُثَمَّن"، ويرتمي في أحضانه. وأن يعي أهميّة العلاقة الشخصيّة مع الله في سرّ لقائهما في الصلاة والأسرار، لأنّه إن لم يصلِّ الإنسان ويبني علاقة وطيدة مع ربّه، لن يستطع أن يعطي معنى لمَن فقد المعنى. وأمام عالم يوشك أن يفقد كلّ شعور بالذنب، ويُستباح فيه كلّ شيء، يتوجّب على المسيحيّ، - والحركيّ ليس سوى مَن يريد أن يصبح مسيحيًّا ملتزمًا – ألّا يخجل بالتوبة إذ يعرف أنّه خاطئ، لا بل أكبر الخطأة، لكن خاطئ يُغفَر له. وفي عالم سادته الفردانيّة وانحلّت فيه الروابط العائليّة، يُسَمَّر فيه الشباب والشيوخ على صليب الوحدة والانعزال، على المسيحيّ الحقّ أن يعرف كيف يحوّل مجموعاته الإفخارستيّة ومؤسّساتنا الكنسيّة إلى أماكن ضيافة رحبة وشركة وخدمة حقّة، مطارح تُختَبَر فيها وحدة البشريّة بغضّ النظر عن كلّ اختلاف بالرأي أو بالجنس أو المعتَقَد، مطارح يلتقي فيها الزمن بالأبديّة فنتذوّق مسبقًا طعم الملكوت. وفي عالم يحتدم فيه العنف على الحركيّ المسيحي ّ القضاء على دوّامة العداوة والثأر الجهنّميّة بمحبّة أعدائنا ولاعنينا. وأخيرًا في عالم يُستباح فيه كلّ شيء بما فيه قدسيّة الحياة، وتبدو الحريّة فيه كأنّها قد أطلقت لنفسها العنان على كلّ الصعد، وخاصّة على صعيد الأخلاق والعلاقات الإنسانيّة، لا بدّ لنا أن نعرف بواسطة ضبط عيشنا واحترام الآخر وحريّته والانفتاح على اختلافه وبممارسة "الطاعة المتبادلة" معه (أفسس 5: 21)، ومحبّته بعيدًا عن كلّ مصلحة، أنّ "الأمر مختلف بالنسبة إلينا" (لوقا 22: 26) لأنّنا نريد تفعيل اهتدائنا بالربّ يسوع.

على صعيد علاقة الحركة بالبنى الكنسيّة
تمرّ علاقة الحركة بالرئاسة الكنسيّة منذ سنوات بمدّ وجذر مستمرَّين، ولا تزال. لا يمكن قبول هذا الوضع بدون معالجة جذريّة. علينا أوّلاً الإقرار أنّ الأوضاع الكنسيّة تغيّرت منذ أن نشأت الحركة، وقد استعملها الربّ في تغيير بعضها. وتاليًا لا يمكن تكرار المواقف والأفعال وردّات الفعل. لذلك نحن بحاجة إلى توضيح هذه العلاقة وإرسائها، إذا أمكن، على أُسس مقبولة من الجميع.
- لا بدّ من ورشة تفكير مع بعض الأساقفة والكهنة الورعين غير الحركيّين حول الأمور الشائكة: المواهب وتكاملها في خدمة الجسد الواحد، مفهوم الطاعة ودورها، التفاعل والتكامل بين أعضاء شعب الله، النبوّة والمؤسّسة، دور الشباب في الكنيسة، الأبوّة الروحيّة، الكهنوت الملوكيّ، إلخ...
- هذا من جهة، ومن جهة أخرى، على الحركة أن تعود فتقول قولها في الأمور الكنسيّة الشائكة وتدعو إلى الإصلاح. يكون ذلك بدراسة الموضوع بدقّة وإمعان على ضوء الإنجيل والتقليد الآبائيّ، ثمّ نشر النتائج تكرارًا والدعوة إلى الإصلاح. وفي بعض الأحيان أخذ المبادرات على أرض الواقع. هكذا فعلت الحركة في الماضي، في قضايا كثيرة، أمثال تغيير الأنظمة الكنسيّة، والمناولة المتكرّرة والطلاق وغيرها من الأمور الرعائيّة. بما يخصّ المناولة، نشرت الحركة مقالات عديدة حول التقليد الأصيل الذي يقضي بمناولة الجميع في كلّ قدّاس إلهيّ. ونشرت استشهادات آبائيّة تؤكّد هذا الموقف. وأذكر أنّ عددًا من الشباب الحركيّ وقف أسابيع متتالية أمام الباب المولكيّ في إحدى كنائس بيروت، والكاهن يخرج بالكأس مغطّاة ممتنعًا عن مناولتهم، إلى أن ناولهم بعد بضعة أسابيع، وهكذا عمّت شيئًا فشيئًا العادة المباركة. أمامنا اليوم العديد من هذه المواقف، أهمّها:
· إعادة النظر بالأنظمة الأنطاكيّة: قد راجع بعض الإخوة الحركيّين (من بينهم إيلي شلهوب) الأنظمة الراهنة واقترحوا تعديلات عليها لجعلها أكثر ملائمة مع الواقع. بما أنّه لا يمكن للكنيسة أن تبقى متجاهلة أنظمتها، لا بدّ من تذكيرها بها، واقتراح أساليب التنفيذ.
· العمل الحثيث بشتّى الوسائل على إيجاد مجالس الأبرشيّات ومؤتمراتها، والحثّ على ممارسة حقيقيّة للشورى.
· كما فعلت الحركة في الماضي بالنسبة إلى المناولة المتواصلة، عليها الآن، أمام تقهقر ممارسة سرّ المصالحة (الاعتراف)، نشر ما يؤكّد أهمّيته والعمل شيئًا فشيئًا إلى إعادة ممارسته.
· القيام بحملة ضدّ ممارسات الطلاق غير القانونيّة المتزايدة.
· مواجهة الممارسات التكفيريّة والأصوليّة بالفكر المستند على الآباء، لا بالعنف الكلاميّ، كما يحصل غالبًا.
· الكتابة في أمور الأخلاق والحثّ على فضح كلّ ممارسة مشينة والانحرافات الجنسيّة بدون التعرّض للأشخاص.
· نشر إنتاج طليعة اللاهوتيّين الأرثوذكسيّين لتجريد الفكر الآبائيّ من الصنميّة التي تعتريه في بعض الأوساط الأصوليّة.
· الكتابة في مواضيع يجب على الكنيسة أن تلعب دورًا فعّالاً وطليعيًّا فيها، كمحاربة الفقر والظلم والعنف والعمل على الحفاظ على البيئة وإحلال السلام ونشر روح المصالحة.

على صعيد الطائفة والمجتمع
- وضع نصّ يوضّح علاقة الكنيسة والطائفة
- السعي إلى درء التفتّت الحاصل في الطائفة ودرس ما يمكن للحركة القيام به في هذا الصدد بالتواصل مع الهيئات المختلفة التي تتّخذ الصفة الأرثوذكسيّة، أو أساليب أخرى.
- مراجعة المواقف والمبادرات التي يتّخذها أعضاء حركيّين والجماعات الحركيّة بشأن التزام أمور الدنيا والاستفادة منها لتقييم وإعادة صياغة وثيقة التزام شؤون الأرض الصادرة عن المؤتمر الثالث عشر السنة 1972.

---------------------------


*ملاحظة: تمّ تحديث الملاحق التي وردت أصلاً في الوثيقة حين كتابتها في العام 2017 استنادًا الى كتاب "تأمّلات في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة" الصادر عن تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة للنشر في العام 2024

--------------------------


ملحق رقم 1

أقوال في الحياة المسيحيّة من العهد الجديد


يسوع هو الصخرة
- "به نحيا ونتحرك ونوجد" (اعمال 17: 28)
- "هو قبل الجميع وبه يثبت الجميع" (كولوسي 1: 17)
- "إنّي أستطيع كلّ شيء في الذي يقوّيني" (فيلبي 4: 13)
- "أنتم في المسيح يسوع الذي صار لنا من الله حكمة وبرًّا وقداسة وفداء" (1 كورنثوس 1: 30)
- "اطلبوا أوّلاً ملكوت الله وبرّه كلّ شيء يُزاد لكم" (متّى 6: 33)
- "يا معلّم أتبعك إلى حيث تمضي" (متّى8: 19)
- "إن كان أحد يخدمني فليتبعني وحيث أكون أنا فهناك يكون خادمي" (يوحنّا 12: 26)
- "مَن أحبّ أبًا أو أمًّا أكثر منّي فلا يستحقّني" (متّى 10: 42)

الطريق نحو يسوع
- "مَن أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه كلّ يوم ويتبعني" (لوقا 9: 23)
- "اذهب وبِع كلّ ما لك وأعطه للمساكين ... وتعالى اتبعني" (مرقس 10: 21)
- "أمّا أنتم فليس فيكم (كأهل العالم). مَن أراد أن يصير فيكم أوّلاً يكون عبدًا للجميع" (مرقس 10: 44)
- "طوبى للمساكين بالروح... طوبى للودعاء... طوبى للجياع والعطاش إلى البرّ... طوبى للرحماء... طوبى لأنقياء القلوب... طوبى لفاعلي السلام" (متّى 5: 3-9)
- "لا تهتمّوا لأنفسكم بما تأكلون ولا لأجسادكم بما تلبسون...فلا تهتمّوا قائلين ماذا نأكل وماذا نشرب أو ماذا نلبس لأنّ... أباكم السماوي يعلم أنّكم تحتاجون إلى هذا كلّه" (متّى 6: 25، 31-32).
- "إقتفوا... القداسة التي بدونها لا يُعاين الربّ أحدٌ" (عبرانيّين 12: 14)
-"كونوا قدّيسين في تصرّفكم كلّه على مثال القدّوس الذي دعاكم" (1 بطرس 1: 15)
- "أحبب الربّ إلهك بكلّ قلبك... وأحبب قريبك كنفسك" (متّى 22: 37، 39)
- "مّن كانت عنده وصايايّ وحفظها فهو الذي يحبّني والذي يحبّني يحبّه أبي وأنا أحبّه وأظهر له ذاتي" (يوحنّا 14: 21)
- "إفرحوا كلّ حين. صلّوا بلا انقطاع. اشكروا على كلّ شيء. هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم. لا تُطفئوا الروح...امتحنوا كلّ شيء وتمسّكوا بما هو حسن" (1 تسّالونيكي 5: 16-21)
- "نقِّ أوّلاً داخل الكأس حتّى يتطهّر خارجها أيضًا" (متّى 23: 26)
- "توبوا وارجعوا لتُمحى خطاياكم" (أعمال 3: 19)
- "ثقوا فإنّي قد غلبت العالم" (يوحنّا 16: 33)

بعضكم بعضًا: كنيسة يسوع
- "كانوا مواظبين على تعاليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات" (أعمال 2: 42)
- "كان لجمهور المؤمنين قلب واحد ونفس واحدة ولم يكن أحد يقول عن شيء يملكه إنّه خاصّ به بل كان لهم كلّ شيء مشتركًا" (أعمال 4: 32)
- "كونوا أنتم أيضًا مبنيّين كالحجارة الحيّة بيتًا روحيًّا وكهنوتًا مقدّسًا لإصعاد ذبائح روحيّة مقبولة لدى الله بيسوع المسيح" (1 بطرس 2: 5)
- "أمّا أنتم فجيل مختار وكهنوت ملوكيّ وأمّة مقدّسة وشعب مقتنى لتُخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب" (1 بطرس 2: 9)
- "جعلنا ملكوتًا وكهنة لله أبيه" (الرؤيا 1: 6، 5: 10)
- "أحبّ المسيح الكنيسة وبذل نفسه لأجلها... ليهديها لنفسه كنيسة مجيدة لا كلف فيها ولا غضن ولا شيء مثل ذلك بل تكون مقدّسة منزّهة عن كلّ عيب" )افسس 5: 25-26)
-"أيّها الآب القدّوس احفظ باسمك الذين أعطيتهم لي ليكونوا واحدًا كما نحن واحدًا" (يوحنّا 17: 11)
- "ليكونوا واحدًا فينا حتّى يؤمن العالم أنّك أنت أرسلتني" (يوحنّا 17: 21)
- "أحبّوا بعضكم بعضًا... كما أحببتكم أنا" (يوحنّا 13: 34)
- "أعِفّوا نفوسكم بطاعة الحقّ لمحبّة أخويّة بلا رياء وأحبّوا بعضكم بعضًا من القلب حبًّا شديدًا" (1 بطرس 1: 22)
- "فليتعهّد بعضكم بعضًا كما تعهّدكم المسيح" (رومية 15: 7)
- "كونوا مضيفين بعضكم لبعض بدون تذمّر" (1 بطرس 4: 9)
- "كونوا ذوي رِفق بعضكم ببعض شُفقاء مسامحين كما سامحكم الله في المسيح" (أفسس 4: 32)
- "اخدموا بعضكم بعضًا بمحبّة الروح" (غلاطية 5: 13)
- "فلنتبع ما هو للسلام وما هو للبنيان بعضنا لبعض" (رومية 14: 19)
- "صلّوا بعضكم لأجل بعض لكي تُبرأوا" (يعقوب 5: 16)

التواصل مع إخوة يسوع ظاهريًّا خارج الحظيرة
- "أخرج أوّلاً الخشبة من عينك وحينئذ تنظر كيف تُخرج القذّى من عين أخيك" (متّى 7: 5)
- "امض أوّلاً فصالح أخاك وحينئذ ائت وقدّم قربانك" (متّى 5: 24)
- "مَن أحبّ القريب فقد أتمّ الناموس" (رومية 13: 8)
- "إقتفوا السلام مع الجميع" (عبرانيّين 12: 14)
- "أحبّوا أعداءكم وأحسنوا إلى مًن يبغضكم وصلّوا من أجل مَن يضطهدكم" (متّى 5: 44)
- "اقول لكم... أحبّوا أعداءكم وأحسنوا إلى مَن يُبغضكم" (لوقا 6: 27)

تلميذ يسوع والمجتمع والعالم
- "أنتم ملح الأرض فإذا فسد الملح فبماذا يُملّح... أنتم نور العالم... فليُضىء نوركم أمام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجّدوا أباكم الذي في السماوات" (متّى 5: 14-16)
- "أوفوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" (متّى 22: 21)
- "إنّ الله أحقّ من الناس أن يُطاع" (أعمال 5: 29)
- "كلّما فعلتم بأحد إخوتي الصغار فبي فعلتموه" (متّى 25: 40)
- "إنّ أجرة العملة ... التي بخستموهم إيّاها تصرخ وصياحها قد بلغ إلى أذني الربّ" (يعقوب 5: 4)
- "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلّها" (مرقس 16: 15)
- "كما أرسلتني إلى العالم أرسلتهم أنا إلى العالم" (يوحنّا 17:18)
- "لا تتشبّهوا بهذا الدهر بل تحوّلوا إلى صورة أخرى بتجديد عقولكم لتختبروا ما مشيئة الله" (رومية 12: 2)
- "لا تحبّوا العالم ولا ما في العالم... لأنّ كلّ ما في العالم هو شهوة الجسد وشهوة العين وفخر الحياة وليس ذلك من الآب بل من العالم" (1 يوحنّا 2: 15-16)
_________________________


الملحق رقم 2

أقوال في الحركة لبعض المؤسّسين والقادة الحركيّين


- قال جورج خضر (1942) إنّ "الحركة وعي يحرّك نفس الأرثوذكسيّة المعاصرة النائمة لتعود فتكتشف ذاتها كحياة حقيقيّة، ككنيسة حياة. علينا إذًا أن نجدّد الناس بواسطة إنجيل المسيح. هذا هو العمل الذي ينتظرنا".

- وقال مرسيل مرقس (1944) إنّه "على الحركة إعادة إحياء المسيحيّة الأولى... ما يتطلّب تجديدًا داخليًّا في كلّ واحد منّا... اليوم الذي يمكننا القول فيه إنّنا أصبحنا تلاميذ للمسيح تكون قد حقّقت الحركة مهمّتها، إذ تعتقد أنّ الإصلاح الداخلي يجب أن يسبق الإصلاح الخارجي والنهضة الفرديّة الشخصيّة أن تسبق النهضة الطائفيّة الاجتماعيّة".

- وقال نفسه أيضًا (1945) : "تعتقد الحركة بوجود انحطاط في الكنيسة الأرثوذكسيّة... ولا تعني بالانحطاط الضعف في الطائفة من الناحية العدديّة والماليّة والإداريّة أو الانقسامات التي تسودها فحسب. بل الانحطاط الحقيقي الأوّل هو الابتعاد عن الحياة المسيحيّة واعتبار الدين عادة قديمة شكليّة ومواجهة المشاكل الطائفيّة كمشاكل إداريّة أو شخصيّة لا مشاكل كنسيّة... لكن لا نبغي معالجة الداء وحدنا... فعلى الطائفة أجمع أن تنهض. لا نعمل خارج الطائفة بل ضمنها وفي سبيلها... على الطائفة أجمع أن تتشرّب روح الكنيسة وتدخل في تيّار التجدّد... أمّا سيرنا جميعًا فلا يمكن أن يجري إلاّ تحت ظلّ الرعاية الروحيّة. فنحن لا نعمل خارج الإكليروس بل نعمل ضمن الكنيسة وحسب روحها".

- وقال ألبير لحام (1944): "كرامتنا كأعضاء في الكنيسة تعطينا مهمّة مقدّسة وتجعلنا مسؤولين عن كل الجسم الكنسي. ليست هذه المهمّة رهنًا بسماح من السلطة الكنسيّة وليست لسدّ الفراغات التي توجدها إذ لا يوجد في جسد المسيح لا تفويض ولا تمثيل ولا استبدال: الكلّ مسؤول، كاهنًا كان أم علماني، لأنّكم جميعًا "جيل مختار وكهنوت ملوكي وأمّة مقدّسة وشعب مقتنى (1بطرس 2: 9)".

- وقال جورج خضر أيضًا (1946): "نحن الشباب نقول للأرثوذكسيّة: دعينا ننظر في ماضيك فتنظري في مستقبلنا. جعلوكِ قوميّة أو قوميّات فحدّدوكِ ورأوا أنّ واجبكِ الأوّل في التصدّر الاجتماعي والتسابق على المناصب،... فاعتقدوا أنّ لا كيان لكِ ما لم تنالي أعلى ما تصبو إليه الجماعات في هذا الشرق من كبرياء وعظمة... الكلّ يتغنّى بأمجادنا التليدة وبغابر العصور حيث كانت مملكة الروم تسود المشرق. وأمّا الممالك فتتلاشى... وتُدكّ العروش كلّ يوم أمامنا...إنّ الانحطاط في الطائفة لهو حديث كلّ أرثوذكسي... لا يمكن معالجة هذا الانحطاط إلاّ من الوجهة الروحيّة. إنّ محاولات الإصلاح التي ظهرت في الطائفة فشلت كلّها لأنّها لم تدرك أنّ مَن اكتفى بإصلاح الخارج دون أن يطلب من الناس جهاد النفس لا يبلغ نتيجة حاسمة... رأيناهم يشيّدون الأوقاف دون تشيّيد العقول ويناصرون فلانًا على فلان كأنّهم وجدوا المنقذ. رأيناهم في كلّ مدينة وقرية يشكّلون هيئات لأغراض موقتة تزول بزوال أغراضها لأنّها لا تعتمد على مقوّمات فكريّة وعوامل روحيّة".

- وقال ألبير لحام أيضًا (1950): "إنّ العمل في سبيل النهضة المنشودة ليس وقفًا على فئة من أبناء الطائفة دون فئة أخرى، إنّما هو ملقى على عاتق كلّ أرثوذكسيّ أمين...الإصلاح هو الانقياد المطلق المطيع لروح المسيح في الكنيسة".

- وكتب كوستي بندلي (1960): "الحركي لا يمكن أن يكون في الحركة مستمعًا ومتقبّلاً فقط. يجب أن يكون منتجًا ، أن يشعر بأنّه مسؤول... إنّه يجاهد ليعيش كما يحقّ لإنجيل المسيح، أي حياة صدق واستقامة، حياة محبّة تتجلّى بتفهّم الآخرين ومشاركتهم والاستعداد الدائم لخدمتهم... إنّه يعلم أنّه شاهد للربّ الناهض من بين الأموات".

- وقال نفسه: "الحركة وُجدت لتكون قبل كلّ شيء مدرسة للحياة المسيحيّة. فيها يتدرّب الأعضاء على الحياة الروحيّة، وفيها يتعلّمون أن ينظروا بمنظار الإنجيل إلى كلّ نواحي الحياة وقضاياها ومشاكلها، وفيها يتدرّبون على حياة الشركة".

- وقال المطران جورج خضر (1991): "هتكنا الحجب التي كانت تغطّي وجه المسيح لنوقظ النيام ليشتهوه".


____________________


الملحق رقم 3

وثائق ونصوص حركيّة

  1. شرح مبادئ الحركة (جورج خضر 1950): في أنطاكية تتجدّد - شهادات ونصوص، منشورات النور، 1992، ص. 59-77.
  2. الحركة والطائفة (الأخ يوحنّا-جورج خضر 1953): المرجع عينه، ص. 116-124.
  3. برنامجنا هو المسيح (الأخ يوحنّا-جورج خضر 1953): المرجع عينه، ص. 125-131.
  4. الرؤية الحركيّة (الأب جورج خضر 1959): المرجع عينه، ص. 144-149.
  5. الالتزام (كوستي بندلي 1960): المرجع عينه، ص. 153-166.
  6. الحركة والنهضة الأرثوذكسيّة (الأب جورج خضر 1963): المرجع عينه، ص. 181-190.
  7. لاهوت الحركة (الأب جورج خضر 1961): المرجع عينه، ص. 204-216.
  8. الحركة في حياتها الداخليّة (كوستي بندلي 1962): المرجع عينه، ص 217-238.
  9. في التزام شؤون الأرض (المؤتمر الحركي الثاني عشر 1970): المرجع عينه، ص. 294-297.
  10. العمل الرعائي (المؤتمر الحركي الثاني عشر 1970): المرجع عينه، ص. 298-304.
  11. الإعلام (المؤتمر الحركي الثالث عشر 1972): المرجع عينه، ص. 305-316.
  12. سياسة العمل المسكوني (المؤتمر الحركي الثالث عشر 1972): المرجع عينه، ص. 317-324.
  13. الامتداد الحركي (المؤتمر الحركي الثالث عشر 1972): المرجع عينه، ص. 325-328.
  14. الشباب الأرثوذكسي اليوم (تقرير مرفوع إلى المجمع المقدّس، جورج نحاس 1981): المرجع عينه، ص. 370-381.
  15. من أهمّ أهداف حياتنا المسيحيّة أن نعيش في حضرة الله الدائمة (المؤتمر الحركي الرابع عشر، ريمون رزق 1974): المرجع عينه، ص. 403-414.
  16. الكهنوت والرعاية (المؤتمر الحركي الثامن عشر 1985، شفيق حيدر): المرجع عينه، ص. 456-475.
  17. شهادة الجماعة الإفخارستيّة (بالفرنسي)، كوستي بندلي، مجلّة كونتاكت، رقم 137، 1987.
  18. مقرّرات المؤتمرات الحركيّة حول العمل الرعائي (المؤتمر الحركي الثاني والعشرون، 1989، جان توما): المرجع عينه، ص. 415-424.
  19. مقرّرات المؤتمرات الحركيّة حول الإرشاد والبرامج والتدريب (المؤتمر الحركي الثاني والعشرون، 1989، سليم بيطار): المرجع عينه، ص. 425-431.
  20. هويّة الحركة في الانفتاح (المؤتمر الحركي السادس والعشرون، شفيق حيدر 1994): مجلة النور، السنة الخمسون، العددان الخامس والسادس، ص. 211-218.
  21. الكرسي ألأنطاكي في علاقاته الداخليّة كما الخارجيّة (المطران جورج خضر 1994).
  22. المال في الكنيسة (جورج ناصيف 1994).
  23. ورقة عمل حول الرعاية والارشاد (المؤتمر الحركي السابع والعشرون 1995).
  24. خطة عمل مستقبليّة (المؤتمر الحركي السابع والعشرون 1995).
  25. إلى الشبّان في الحركة (ريمون رزق 1996): مجلة النور، السنة الثانية والخمسون، العدد الثاني، ص. 50-54.
  26. خطّة عمل للكنيسة الأنطاكيّة (جورج نحاس 1996): مجلة النور، السنة الثانية والخمسون، العدد التوثيقي، ص. 107- 119).
  27. تحدّيات القرن الآتي (ريمون رزق 1996): مجلة النور، السنة الثانية والخمسون، العدد التوثيقي، ص. 25-56.
  28. الإيمان والسياسة (المطران جورج خضر 1997): مجلّة النور، السنة الثالثة والخمسون، العدد السابع، ص. 356-358.
  29. المرجعيّة الكنسيّة (جورج نحاس 1997): مجلّة النور، السنة الثالثة والخمسون، العدد الثامن، ص. 416-422.
  30. الكنيسة والملّة والسياسة (غسان الحاج عبيد 1997): مجلّة النور، السنة الثالثة والخمسون، العدد الثامن، ص. 424-434.
  31. الأرثوذكسيّة إلى أين؟ (جورج نحاس 1998): مجلّة النور، السنة الرابعة والخمسون، العدد الثاني، ص. 53-59.
  32. نحو وحدة المسيحيّين (البير لحام 2001): مجلّة النور، السنة السابعة والخمسون، العدد الخامس (الملحق)، ص. 16-21.
  33. لكي يبرز وجه يسوع (ريمون رزق 2001): مجلّة النور، السنة السابعة والخمسون، العدد الخامس (الملحق)، ص. 22-28.
  34. النبوّة في الكنيسة وبنيان جسد المسيح (المطران جورج خضر 2001): مجلّة النور، السنة السابعة والخمسون، العدد الثاني، ص. 65-73.
  35. الوضع الانطاكي وأولويّات الخدمة فيه (ريمون رزق 2001): مجلّة النور، السنة السابعة والخمسون، العدد الثاني، ص. 88-97.
  36. العضوية في الحركة بين الواقع والمرتجى (إبراهيم رزق 2001).
  37. الالتزام الاجتماعي في رؤيتنا الإيمانيّة (رينه أنطون 2002): مجلّة النور، السنة الثامنة والخمسون، العدد الأوّل، ص. 23-26.
  38. الحركة وتحدّيات الحاضر (أسعد قطّان 2002): مجلّة النور، السنة الثامنة والخمسون، العدد التاسع، ص. 498-501.
  39. الأرثوذكسيّة والتعدّديّة الدينيّة (ألبير لحام 2002): مجلّة النور، السنة الثامنة والخمسون، العدد الثامن، ص. 400-407 والسنة التاسعة والخمسين، العدد الأوّل، ص.13-18.
  40. العضوية في الحركة (إبراهيم رزق 2002).
  41. كونوا كاملين (الارشمندريت إفرام كرياكوس 2002).
  42. تطلّعات ومرجوات (ريمون رزق 2003): مجلّة النور، السنة التاسعة والخمسون، العدد الثاني، ص. 106-110.
  43. كلمة حقّ في واقع الكنيسة (رينه أنطون 2003).
  44. رسالة إلى المجمع الأنطاكي المقدّس (الأمانة العامّة 2004): مجلّة النور، السنة الستّون، العدد الثامن، ص. 400-410.
  45. أنا وحدي سأكون الكنيسة (المطران جورج خضر 2004).
  46. الرعية الراعية (الأب جورج مسوح 2004).
  47. الراعي الصالح (المطران جورج خضر 2004).
  48. ورقة عمل خاصّة بالإحصاء الرعائي (الاب ميخائيل الدبس 2004).
  49. العضوية في الحركة بين النظام وعدمه (طوني الصوري 2004).
  50. تقرير الأمين العام (رينه أنطون)، المؤتمر 35 (2004): صفحة الحركة.
  51. تقرير الأمين العام (رينه أنطون)، المؤتمر 36 (2005): صفحة الحركة.
  52. الحركة اليوم وعلى الرجاء (المطران جورج خضر 2006).
  53. نحو تفعيل ترجمتنا الاجتماعيّة لفكرنا الإيماني (الأمانة العامّة 2006).
  54. الحركة تيّار روحي وشبابي (المطران سابا إسبر 2006).
  55. مع الأصالة ضدّ التشدّد (الاب جورج مسوح 2006).
  56. دور الشباب في الكنيسة والعمل المسكوني (ألبير لحام 2006): مجلّة النور، السنة الثانية والستّون، العدد الأوّل، ص. 33-39.
  57. العضو الحركي عضو في الكنيسة أوّلاً (الأب إلياس مرقس 2006): مجلّة النور، السنة الثانية والستّون، العدد الثاني، ص. 67-69.
  58. بعض الأولويّات (شفيق حيدر 2006): مجلّة النور، السنة الثانية والستّون، العدد الثاني، ص. 83-86.
  59. مقابلة (رينه أنطون 2006): مجلّة النور، السنة الثانية والستّون، العدد الثاني، ص. 88-99.
  60. حياة الكنيسة وكنيسة الحياة (زاهي عازار 2006): مجلّة النور، السنة الثانية والستّون، العدد الثاني، ص. 113-117.
  61. حاضنة للحبّ في هذا العالم (خريستو المرّ 2006): مجلّة النور، السنة الثانية والستّون، العدد الثاني، ص. 118-125.
  62. بعض شهادات حول تفعيل إنتمائي إلى شعب الله (طوني خوري 2006).
  63. كن نورا قذفه الله (جورج نصيف 2006).
  64. نخب الأعوام الآتية (أسعد قطان 2006).
  65. الحركة في الأسئلة والتجلّيات (زاهي عازار 2006).
  66. الهمّ المسكوني (الياس الحلبي 2006).
  67. تقرير الأمين العام (رينه أنطون)، المؤتمر 37 (2006): صفحة الحركة.
  68. أفرغ ذاته (الاب الياس مرقس 2007).
  69. في الأوقاف الكنسيّة (المطران سابا إسبر 2007).
  70. أنطاكية والحركة المسكونيّة (كابي حبيب 2007): مجلّة النور، السنة الثالثة والستّون، العدد الثاني، ص. 89-94.
  71. فلنبقى على محبّتنا الأولى (ريمون رزق 2007): مجلّة النور، السنة الثالثة والستّون، العدد الثاني، ص. 249-252.
  72. تقرير الأمين العام (رينه أنطون)، المؤتمر 40 (2008): صفحة الحركة.
  73. وفاءً لرؤيتنا (رينه أنطون 2008): مجلّة النور، العدد الثاني.
  74. الحركة المستمرّة (رينه أنطون 2008): مجلّة النور، العدد السادس.
  75. عجيبة الوحدة (الاب إيليا متري 2008).
  76. الأخت زكية حدّاد (مقابلة في مجلة النور 2008).
  77. حضورنا في الرعيّة (الأب ميخائيل دبس 2008).
  78. آباؤنا كيف نقرأهم (الأب ميخائيل دبس 2008)
  79. بدء الحياة وإشكاليّاته الطبيّة الأخلاقيّة (حلقة تفكيريّة، عين عار، 2009).
  80. محضر خلوة الأمناء العامين (دير مار يعقوب 2009).
  81. تقرير الأمين العام (رينه أنطون)، المؤتمر 41 (2009): صفحة الحركة.
  82. كيف نستهين بحداثتهم (أسعد قطّان 2009): مجلّة النور، السنة الخامسة والستّون، العدد الأوّل، ص. 33-39.
  83. العضو الحركي عضو في الكنيسة أوّلاً (الأب إلياس مرقس 2009): مجلّة النور، السنة الخامسة والستّون، العدد الثاني، ص. 67-69.
  84. بعض الأولويّات (شفيق حيدر 2009): مجلّة النور، السنة الخامسة والستّون، العدد الثاني، ص. 83-86.
  85. حياة الكنيسة وكنيسة الحياة (زاهي عازار 2009): مجلّة النور، السنة الخامسة والستّون، العدد الثاني، ص. 113-117.
  86. حاضنة للحبّ في هذا العالم (خريستو المرّ 2009): مجلّة النور، السنة الخامسة والستّون، العدد الثاني، ص. 69-72.
  87. دور الشباب في الكنيسة والعمل المسكوني (ألبير لحام 2009): مجلّة النور، السنة الخامسة والستّون، العدد الأوّل، ص. 33-39.
  88. التضامن السياسي والتضامن الإيماني (الاب جورج مسوح 2009).
  89. كلام في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة (الاب إيليا متري 2009).
  90. حياة القربى (الاب إيليا متري 2009).
  91. تقرير الأمين العام (رينه أنطون)، المؤتمر 42 (2010): صفحة الحركة.
  92. وقفة أمام الرؤيا (الاب إيليا متري 2010).
  93. الكنيسة والحركة: عودة إلى البديهيّات (خريستو المرّ 2010): مجلّة النور، السنة السادسة والستّون، العدد الخامس، ص. 243-248.
  94. المشاركة وقانون مجالس الرعايا (رينه أنطون 2010): مجلّة النور، العدد الثالث.
  95. تأميم في الكنيسة (شفيق حيدر 2010).
  96. لقاء حلبي (الاب إيليا متري 2010).
  97. في عاقبة ما يجري في حلب (ريمون رزق 2010).
  98. هل من إنقضاض على الحركة (المطران جورج خضر 2010).
  99. خاطرة في مجلة النور (الاب إيليا متري 2010).
  100. سبعون (المطران جورج خضر 2010).
  101. رعاية الأطفال (الاب إيليا متري 2010).
  102. حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة: إعداد وثائق صالحة للنشر (الاب نعمة صليبا 2011).
  103. تقرير الأمين العام (رينه أنطون)، المؤتمر 43 (2011): صفحة الحركة.
  104. سبعون وما بعد (جورج تامر 2012).
  105. كهنة وعلمانيّون (ريمون رزق 2012).
  106. هل انحسرت العاصفة بعد سبعين سنة؟ (جان توما 2012).
  107. تأمّلات في الحركة لمناسبة عيدها السبعين (ريمون رزق 2012): مجلّة النور، السنة الثامنة والستّون، العدد الثاني، ص. 66-74.
  108. شهوة الإخوة (الاب إيليا متري 2012).
  109. هكذا أحب الله العالم (الاب جورج مسوح 2012).
  110. سنان الأصوليّة ومطرقة الطائفيّة (أسعد قطّان 2012): مجلّة النور، السنة الثامنة والستّون، العدد السابع، ص. 350-352.
  111. حديد وقمر (أسعد قطّان 2012).
  112. تقرير الأمين العام (رينه أنطون)، المؤتمر45 (2014):
  113. شهادتنا في زمن مضطرب (ديمتري سمعان 2014) المؤتمر .45. صفحة الحركة.
  114. حياة الشركة (ريمون رزق 2014): مجلّة النور، السنة السبعون، العدد الثاني، ص. 67-73.
  115. تقرير الأمين العام (رينه أنطون)، المؤتمر 46 (2015): صفحة الحركة.
  116. ثورة يسوع (ريمون رزق 2015): مجلّة النور، السنة الحادية والسبعون، العدد الثاني، ص. 60-62.
  117. خواطر حول عمل الشباب في الكنيسة (ريمون رزق 2015): مجلّة النور، السنة الحادية والسبعون، العدد الثالث، ص. 116-117.
  118. تأمّلات في الحركة (أسعد قطّان 2015): مجلّة النور، السنة الحادية والسبعون، العدد الثالث، ص. 118-120، والعدد الرابع، ص. 174-177، العدد الخامس، ص. 235-237
  119. خواطر حول الالتزام في الكنيسة (ريمون رزق 2015): مجلّة النور، السنة الحادية والسبعون، العدد الخامس، ص. 172-173.
  120. مقابلة (أسعد قطّان 2015): مجلّة النور، السنة الحادية والسبعون، العدد السادس، ص. 313-322.
  121. إلى المؤتمر الحركي السادس والأربعين (رينه أنطون 2015): مجلّة النور، السنة الحادية والسبعون، العدد الثامن، ص. 426-429.
  122. بالمحبة يتحقق المثال (ريمون رزق 2016)، مجلة النور، عدد 1، ص. 4-5
  123. المحبة مركز الحياة في الروح (جورج معلولي 2016)، محلة النور، عدد 1، ص. 22-24
  124. مجورية الشخص (جورج معلولي 2016)، مجلة النور، عدد 2، ص. 72-74
  125. الموقف المسيحي تجاه العقل والعلم والثقافة (ريمون رزق 2016)، مجلة النور، عدد 3، ص. 116-117
  126. سر الأخ والدينونة (جورج معلولي 2016)، مجلة النور، عدد 3، ص. 128-130 
  127. مقابلة (رينه أنطون 2016)، مجلّة النور، عدد 4 
  128. هل من تضاد بين الصلاة والشهادة في العالم والتزام شؤون الأرض؟ (ريمون رزق 2016): مجلّة النور، السنة الثانية والسبعون، العدد السابع، ص. 340-342.
  129. خواطر وانطباعات حول مسيرة الحركة (جورج معلولي 2016): ورقة مقدّمة للمؤتمر الحركي العام.
  130. قراءة شهاديّة في عالم يتغيّر (أسعد قطّان 2016): ورقة مقدّمة للمؤتمر الحركي العام.
  131. الإفخارستيا تجلّي للإنسان والكون ،(جورج معلولي 2016): مجلّة النور العدد الخامس ص. 257-259.
  132. البحث عن معنى (جورج معلولي 2016): مجلة النور، العدد السادس ص. 303-304.
  133. هبوب الروح (جورج معلولي 2016): مجلة النور، العدد الثامن، ص.410-411.
  134. في المبدأ الأول لحركة الشبيبة الارثوذكسية (المطران أنطونيوس الصوري 2017)، مجلة النور، العدد 2، ص.60-62.
  135. تأملات في المحبة الأولى (ريمون رزق 2017)، مجلة النور 3، ص. 64-68.
  136. الحركة حراك كنسي مستمر (جورج نحاس 2017)، مجلة النور 2، ص. 69-73.
  137. الحركة مدرسة اللاهوت والوطنيّة (شفيق حيدر 2017)، مجلة النو ، 2، ص. 74-76.
  138. حركة الشبيبة الأرثوذكسية ونشأة حركة الوحدة المسيحيّة (كابي حبيب 2017)، مجلة النور، 2، ص. 77-80.
  139. حركة الشبيبة الارثوذكسيّة -Power Point – (ريمون رزق 2017).
  140. مسيرة في حركة الشبيبة الأرثوذكسية (جورج معلولي 2017)، مجلة النور، 2، ص. 85-89.
  141. على هامش المبدأ الخامس (أسعد قطان 2017)، مجلة النور، عدد 2، ص.96-99.
  142. قراءة في المبدأ الثاني (ربيع نصور 2017)، مجلة النور، عدد 2، ص. 105.
  143. تأملات في الرجوع إلى المحبّة الأولى (ريمون رزق 2017)، مجلة النور، عدد 4، ص.173-172.
  144. شهادة الفرح (جورج معلولي 2017)، مجلة النور، عدد 6، ص.316-317.
  145. الحاجة دائما هي هي (رينه نطون 2017)، مجلة النور، عدد 4، 170-172.
  146. فكر المسيح (الأب إيليا متري 2017)، مجلة النور، عدد 1، ص. 2-3.
  147. الأبوّة الروحيّة (ريمون رزق 2017)، مجلة النور، عدد 1، ص. 4-14.
  148. الكنيسة إن تابت (أسعد قطان 2017)، مجلة النور، عدد 1، ص. 15-17.
  149. المحبّة المتجددة (جورج معلولي 2017)، مجلة النور، عدد 7، ص. 369-371.
  150. مرآة القلب (جورج معلولي 2017)، مجلة النور، عدد 8، ص.412-414.
  151. الرغبة المتصاعدة (جورج معلولي 2017)، مجلّة النور، عدد 5، ص.257-258.
  152. الهويّة النهضويّة اليوم (ريمون رزق 2017)، مجلّة النور، عدد 3، ص. 124-128.
  153. حبّة القمح (جورج معلولي 2018)، مجلة النور، عدد 1، ص. 33-34.
  154. التربية في الجماعة الإفخارستية (جورج معلولي 2018)، مجلة النور، عدد 8، ص.470-472.
  155. الكنيسة والطائفة (ريمون رزق 2018)، مجلة النور، عدد 5، ص.271-279.
  156. الحركيون والأخلاق (الأب جورج مسوح 2018)، مجلة النور، عدد 5، ص.266-268.
  157. النور الحقيقي (جورج معلولي 2018)، مجلة النور، عدد 5، ص.299-300.
  158. مطارح القداسة في العمل السياسي (الاب ميخائيل دبس 2018)، مجلة النور، عدد 7، ص.383-385.
  159. رحم الله (جورج معلولي 2018)، مجلة النور، عدد 7، ص. 416-418.
  160. جسر كلمة المطران جورج في وجدان الكنيسة (جورج نحاس 2018)، مجلة النور، عدد 3، ص. 121-126.
  161. الروحانية الليتورجية لكنيسة الشرق (جورج معلولي 2018)، مجلة النور، عدد 7، ص. 131-133.
  162. إرث كوستي بندلي اليوم (خريستو المر 2018)، مجلة النور، عدد 7، ص. 148-152.
  163. الله البعيد القريب (جورج معلولي 2018)، مجلة النور، عدد 6،ص.360-363.
  164. حول العمل الحركي (ألبير لحام 2019)، مجلة النور، عدد 6، ص. 313-317.
  165. الله أعظم من قلوبنا (جورج معلولي 2019)، مجلة النور، عدد 6، ص. 320-321.
  166. حركة الشبيبة الأرثوذكسية في رؤية المطران جورح (غسان الحاج عبيد 2019)، مجلة النور، عدد 2، ص. 96-101.
  167. تسليم النور (جورج معلولي 2019)، مجلة النور، عدد 7، ص.373-375.
  168. الإيمان الصعب (جورج معلولي 2019)، مجلة النور، عدد 4، ص. 189-191.
  169. قايين أو العنف المناضل (جورج معلولي 2019)، مجلة النور، عدد 8، ص. 431-433.
  170. كلمة رئيس مركز دمشق في مؤتمره السنوي (فادي العش 2019).
  171. تحديات العالم الارثوذكسي المعاصر (ريمون رزق 2020)، مجلة النور، عدد 1، ص. 18-21، وعدد 2، ص.89-95 وعدد 3، ص.148-152 وعدد 5، ص. 257-263، وعدد 6، ص. 284-286
  172. خبرة حبذا أن تعاد (غسان الحاج عبيد 2020)، مجلة النور، عدد 2، ص. 69-71
  173. تقرير مقدّم إلى المؤتمر 51 (الأمانة العامة 2020): صفحة الحركة.
  174. كلمة الأمين العام في المؤتمر 51 (رينه أنطون 2020): صفحة الحركة.
  175. صنم الطائفيّة (إبراهيم رزق 2020): صفحة الحركة.
  176. رسالة الأمين العام (رينه أنطون) في عيد الحركة (2020): صفحة الحركة.
  177. الأخوّة  (رينه أنطون 2020): الصفحة الشخصيّة
  178. أثبتوا في الحق (مركز طرابلس 2020): صفحة الحركة.
  179. قل الحق بمحبّة (المطران سابا إسبر 2020): صفحة الحركة.
  180. امام الموت والظلام (جورج معلولي 2020)، مجلة النور، عدد 3، ص.145-147
  181. عبور المحن (جورج معلولي 2020)، مجلة النور، عدد 5، ص. 264-265
  182. الحياة في النور (جورج معلولي 2020)، مجلة النور، عدد 6، ص.313-314.
  183. كلمة رئيس مركز دمشق في مؤتمره السنوي (فادي العش 2020).
  184. الرعاية في زمن الأزمات (الاب رامي ونوس 2021): صفحة الحركة.
  185. أولويات في التربية والمرافقة والحياة النهضوية (جورج معلولي 2021): صفحة الحركة.
  186. كلمة الأمين العام، المؤتمر 52 (رينه أنطون 2022): صفحة الحركة.
  187. دليل إستثمار مقال الأب الياس مرقس (1999) الآن أطلق نفسي إليك (2021): صفحة الحركة.
  188. تاريخ من نور (15 حلقة فيديو في الحركة 2021): اصدار الأمانة العامّة ، صفحة الحركة.
  189. كلمة رئيس مركز دمشق في مؤتمره السنوي (فادي العش 2021).
  190. مشيئة الربّ في زمن العنصرة (إيلي كبه 2021): صفحة الحركة.
  191. من الخوف إلى الثقة (جورج معلولي 2021): صفحة الحركة.
  192. رسالة الأمين العام في عيد الحركة (رينه أنطون 2021): صفحة الحركة. صفحة الحركة.
  193. لله نحن (الاب إيليا متري 2021): صفحة الحركة.
  194. التنّين والمرأة اللابسة الشمس (جورج معلولي 2022)، مجلة النور، عدد 1، ص. 35-38
  195. الحركة في عامها الثمانين (أسعد قطان 2022)، مجلة النور، عدد 3، ص. 151-154
  196. سرّ الكبار أنّهم دائمو التأثير من جيل إلى جيل (إبراهيم رزق 2022): صفحة الحركة.
  197. كما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا أنتم بهم هكذا (الاب يونس يونس 2022): صفحة الحركة.
  198. المساءلة الكنسيّة ومواضيع التواصل الاجتماعي (رينه أنطون 2022): صفحة الحركة.
  199. الصمت في زمن القيامة (الأسقف حنا هيكل 2022): صفحة الحركة.
  200. أحد السامريّة (لبنى فارس الحاج 2022): صفحة الحركة.
  201. المحبّة في تنازل (الاب جورج مسوح 2022): صفحة الحركة.
  202. المطران الأيقونة (الاب إيليا متري 2022): صفحة الحركة.
  203. النور المقدّس (الاب رامي ونوس 2022): صفحة الحركة.
  204. بالنعمة ننمو وبالخدمة نسمو وبالمحبة يتناسق البنيان (فادي العش 2022).
  205. الإنسان المسيحي مسؤول عن البيئة (رامي حصني 2022): صفحة الحركة.
  206. من أجل أن تبقى الحركة حدثا (غسان الحاج عبيد 2023)، مجلة النور، عدد 2، ص. 82-84.
  207. كنيسة المواهب (الأب رامي ونوس 2023): صفحة الحركة.
  208. ميناء الخلاص (الأب رامي ونوس 2023): صفحة الحركة.
  209. الله ليس عماد سواه (عماد حصني 2023): صفحة الحركة.
  210. أوقفنا العدّ (شفيق حيدر 2023): صفحة الحركة.
  211. هويّتنا الأنطاكيّة ثبات وتكاتف والتزام (فادي العش 2023).
  212. الحمل والتنين (جورج معلولي 2023) مجلة النور، عدد 4، ص. 198-200.
  213. سلسلة "كبارنا" التي بدأت السنة 2023 والتي صدر عنها حتى أوائل 2024 شهادات للإخوة فواز خوري، مود نحاس، طوني خوري، ميشال غرزوزي وأديب بطحيش وريمون رزق.

______________________


صفحة الحركة mjoa: إنّ هذه الصفحة بحلتها الجديدة الحالية تشكل مصدرًا كبيرًا للنشاطات والفكر الحركيّين. وفيها عدد من "الفيديو" لم نلحظها أعلاه.

تمنّي: - أرجو أن يكوّن كل مركز حركي ملف يتضمّن كل المقالات المذكورة أعلاة (الموجودة لدي) ليتسنى مراجعته من قبل الاعضاء.

على تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة للنشر والتوزيع أن تجمع معظم المقالات المبيّنة أعلاه وتصدرها في كتاب يكون الجزء الثاني لـ"أنطاكية تتجدّد".

______________________

 

 


 

 



[1]  يوجد في وثيقة "من أهمّ أهداف حياتنا أن نعيش في حضرة الله الدائمة" الصادرة عن المؤتمر الحركيّ الرابع عشر (الملحق 3) نموذج لمثل هذا القانون الذي اتّبعه آنذاك بعض الحركيّين.


المشاركات الشائعة