تقرير الأمين العامّ إلى المؤتمر الواحد والثلاثين


ريمون رزق - 2000


- سأتحدّث، في هذا التقرير، عمّا يفعله الله في وسط الجماعة التي ما تزال تسعى جاهدة إلى أن تجسّد هذا التيّار الذي أطلقه الروح في كنيسة أنطاكية والذي سُمّي حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة. ولا بدّ من رفع الشكر، في كلّ حال، ليسوع السيّد الذي ما زال يقبل أن يهبّ روحه فينا رغم ضعفاتنا الكثيرة، وابتعادنا، هنا أو هنالك، عن محبّتنا الأولى.

- ولكنّي أريد، بادئ بدء، أن أشارككم في الخبرة التي عشتها خلال الأشهر العشرة المنصرمة، بعد أن باشرت، في أوائل هذه السنة، ممارسةَ المسؤوليّةِ التي أُلقيت على عاتقي في المؤتمر الحركيّ الأخير. وكلّكم يعرف أنّني كنت قد ابتعدت، بالجسد على الأقل، عن متابعة العمل الحركيّ بانتظام خلال ما يُقارب الـ15 سنة التي قضيتها في أوروبا. لذلك سعيت أوّلاً إلى أن أزورَ المراكز، وقد زرت معظمَها وتسنّى لي في بعضها أن ألتقي مختلف فئات الشعب الحركيّ. فاستمعت إلى الآراء والمشاكل التي عبّر عنها الإخوة واغتبطت لرؤية الإنجازات البهيّة والامتداد الأكيد الذي تحقّق في السنوات الأخيرة في عدد من المراكز، ممّا جعلني أطمئنّ إلى أنّ معظم المراكز الحركيّة ما زالت تحمل القضيّة. ولكن اسمحوا لي أن أكون صريحًا – إذ أتكلّم من جرح – فإنّي شعرت أحيانًا بنوع من الغربة أمام بعض ما اعتبرته مظاهر مَرَضيّة في حياتنا الحركيّة، جعلتني أتساءل إذا كنّا لا نزال – هنا وهناك – نؤمن بهذا التيّار النهضويّ الجارف الذي أراده الروح لكنيسة أنطاكية.

- وكذلك، وتلبيةً لملاحظة أبداها لي أحد الإخوة خطّيًّا في أثناء أحد اللقاءات في مركزه، إذ قال: "إذا أردت أن تعرف أمورنا، فلا تكتفي بسؤالنا نحن، بل حاول أن تجتمع بالشباب الأرثوذكسيّ الذي كان معنا وتركنا. أو الذي لم يشأ أبدًا الانضواء إلينا. اسألهم لماذا؟ عندها تعرف حقيقة الأمر الذي وصلنا إليه". سعيت إلى أن أسمع ما يقوله الناس عنّا، أن أسمع الآخرين بصفاء وانفتاح قلب. فسمعت الكثير. بعض ما سمعته كان من باب التجنّي، وبعضه الآخر سببه سوء تصرّف بعض الحركيّين. ووجدت أيضًا أنّ الكثيرين لا يعرفون حقًّا ما هي الحركة، ويصفونها حسب رغباتهم أو أهوائهم. في بعض الأماكن تساءَل البعض إذا كانت الحركة ما زالت موجودة أو فاعلة؟ وفي أحسن الأحوال، يقولون إنّنا معلّمو أطفال. البعض يقول إنّنا متعصّبون. عدد لا بأس به ما عاد يرى سببًا لوجودنا، إذ أخذ يعتبر أنّ العمل يجب أن يُختصَر على الرعايا، بخاصّة أن الكهنة بدأوا، وفي معظم الأبرشيّات، يقومون به، وتاليًا أنّه لا يوجد بعدُ من داعٍ لمؤسّسة أو جمعيّة تُضاف إلى الهيكليّة الرعائيّة الموجودة في الكنيسة. كثيرون قالوا لي: إنّ الحركة فقدت صوتها النبويّ، وتاليًا مبرّرَ وجودِها، لكونها سكتت وتسكت عن المخالفات، وعن خيبات الأمل التي تعرّض لها الشعب الأرثوذكسيّ في الآونة الأخيرة، إنْ بسبب ضعف الرعاية أو انعدامها، أو بسبب النزعة الإكليريكيّة المتصاعدة في الكنيسة، وتقزيم دور العلمانيّين بإهمال السعي إلى تأليف المجالس، أو عدم التقيّد بالقوانين، أو ضعف تجميع الطاقات الأنطاكيّة ووضع الخطط الضروريّة لمواجهة تحدّيات العصر، إلخ... ولكن، توجد أيضًا، هنا وهنالك، أصواتٌ تقول: أين أنتم، فالكنيسةُ اليومَ بأمسِّ الحاجةِ إليكم وإلى ما كنتم عليه؟ أعداد من أفراد الشعب الأرثوذكسيّ تتزايد باطّراد وتنتظر من يؤمن بوجودها، ويذكّرها بأن تأخذ الإنجيل على محمل الجدّ وأن تترجمه حياةً ومواقفَ وعملاً في العالم.

- وسعيتُ أيضًا إلى قراءة ما كتبناه في الآونة الأخيرة، انطلاقًا من التقارير التي رفعها الأمناء العامّون في المؤتمرات الـ20 الأخيرة. وما لفت انتباهي أنّنا نشكو تقريبًا، منذ أواخر الستّينات ومطلع السبعينات، من المشاكل ذاتها. فقد ورد، مثلاً، في تقرير الأمين العامّ، في المؤتمر الثاني عشر السنة 1970، أنّ مكامن الضّعف في الحركة تظهر في الصعد الخمسة التالية:

1. تقهقر حياة الصلاة والخوف من مغامرة القداسة

2. تضعضع الوحدة الحركيّة داخل كلّ مركز، وبين المراكز في ما بينها، وبين كلّ واحد منها والأمانة العامّة

3. هزالة البرامج والتوجيه

4. انكماشيّة وانعزال

5. فوضى في الوضع الماليّ.

وفي التقرير المرفوع إلى المؤتمر الـ13، ذكّر الأمين العامّ بضرورة إعادة النظر في العضويّة الحركيّة، ودرس إمكانيّة جعلها أكثر جدّيّة "إذ لا حركة دون أعضاء ولا أعضاء دون أناس مكرّسين للربّ يسوع وللكنيسة".

ما عدا الصعيد الخامس (ويمكن أن يكون إغفاله سهوًا، أو ربّما لأنّنا صحّحنا الأوضاع)، تتصدّر الأمور الأربعة الأخرى معظم تقارير الأمناء العامّين في المؤتمرات العشرة الأخيرة. المشكلة إذًا مزمنة، ويبدو أنّنا، رغم الكثير من المباحثات والدراسات، لمّا نُوَفَّق إلى حلّها بشكل مُرضٍ.

- إنّ مشاكل من هذا الحجم، إن لم يُفَكَّر بحلول مُرضية لها، لا بدّ من أن تتفاقم مع مرور الوقت، ويبدو لي أنّها قد تفاقمت بالحقيقة.

- ممّا لا شكّ فيه أنّه توجد اليوم ضبابيّة في مفهوم ماهيّة الحركة. وأجرؤ على القول إنّه لولا وجود "قطيع صغير"، في بعض المراكز والفروع، لأصبحت الحركة مؤسّسة، جمعيّة لها امتيازات تجب المحافظة عليها، اختصاصها التعليم والاهتمام بالأولاد والمراهقين، منظّمة، وغالبًا متقوقعة ومنغلقة على ذاتها، يسوس العلاقات بين أعضائها القانون والأنظمة. أخشى، إذا تفاقمت هذه المظاهر، أن يُمسَخ وجهُ الحركة وتفقد كونها تيّارًا إنجيليًّا، أخشى أن تصبح تنظيمًا، أو جمعيّةً إلى جانب الجمعيّات، "دكّان دين" إلى جانب دكاكين، وما أكثرها.

- هويّة الحركة الوحيدة هي الحياة في المسيح. نظامها الأوحد هو الإنجيل مترجمًا حياةً. قانونُها المحبّةُ والأُخوّة وهمّ التبشير. الحركة تيّار مواهبيّ يحرّكه الروح القدس في كنيسة المسيح، وطنه الأوّل والحقيقيّ كنيسة المسيح، وهذا يفترض أن يكون (هذا التيّار) في شركة تامّة مع شعب الله، وفي طليعتهم مع مَن هو الأوّل بينهم: الأسقف. ومن واجب هذا التيّار أن يضمّ كلّ من يريد أن يسعى إلى التزام حياة القداسة، أي الامتثال بيسوع والتفتيش عنه في كلّ مواضع سكناه، والاستعداد اللازم لتسليمه زمام الأمور، والسير وراءه إلى حيث هو يرد (هذا ما تعنيه عبارة: "لتكن مشيئتك"). وبما أنّه هو "الطريق" نعرف يقينًا أنّنا لا نَضلّ. دعوة كهذه لا يمكن أن تكون جماهيريّة. هي تحديدًا موجّهة إلى مَن يقرّ بمحوريّة يسوع وبضرورة التخلّق بأخلاقه، مهما كان عدده قليلاً. شئنا أم أبينا، الحركة بهذا المعنى – معنى التكريس والسعي إلى القداسة – نخبويّة. إنّها تعمل مع الكلّ ومن أجلهم، ولكنّها لا تضمّ الكلّ، إذ لا يمكن أن يُطلَب التزام كهذا من كلّ البشر. ويبقى الرجاء أن يقبل الكلُّ هذا الحقّ.

- هكذا فعل العديد من الآباء الكبار، ولا مجال لذكرهم جميعًا هنا. ولكن لا بدّ من التذكير بأنّ القدّيس نيقولا كاباسيلاس الذي عاش في القرن الرابع عشر، وكان علمانيًّا ومن ألمع لاهوتيّي عصره، قد وجّه كتابه الشهير "الحياة في المسيح" إلى كلّ إخوته في الكنيسة كهنةً ورهبانًا وعلمانيّين داعيًا إيّاهم جميعًا إلى الامتثال الكلّيّ بالمسيح يسوع مهما كان وضعهم الكنسيّ أو المدنيّ، إذ إنّ الروح القدس يدعو الجميع، على حدّ سواء، إلى عيش قيامة المسيح عيشًا كاملاً. وقد ظهرت في العديد من الكنائس الأرثوذكسيّة جماعات أرادت أن تعيش على هذا النحو دون الانخراط بالرهبنة وتبتّلت سعيًا وراء القداسة وخدمة الأخوة والكنيسة. وكان ذلك في روسيا ابتدأ من القرن الثاني عشر. وقد سُمِّيَت هذه الجماعات أخويّات وهذا الإسم يذكّرنا بأن جماعة المسيحيّين الأولى كانت تُدعى أصلاً أخويّة. وقد ساهمت هذه الأخويّات في نهضة الكنيسة الروسيّة خاصة في القرنَين الخامس عشر والسادس عشر ثم تضاءل فعلها إلى أن عادت إلى الظهور أواخر القرن الماضي ومطلع نصف هذا القرن. حيث تأسّست في مختلف أنحاء العالم الأرثوذكسيّ حركات شبابيّة وغيرها أخذت المنحى نفسه. فكانت حركتنا ومنظّمات مشابهة في اليونان والمهاجر وغيرها من الكنائس الأرثوذكسيّة. وبعد تحرّر البلاد الأرثوذكسي في أوروبا الشرقيّة تزايد عدد هذه الأخويًات وهي تساهم فعلاً في نهضة الكنيسة ورجوع النّاس إلى الإيمان.

- كلّ قطيع صغير يتجذّر في المسيح يجذّره المسيح في جسده – الكنيسة. وهذا القطيع لا يمكنه أن يكون أبدًا إزاء الكنيسة. هو منها وموجود فيها لأنّه ملتصق برأس الجسد ويحيا به، وهذا ما يعطيه الحقّ أن ينقل البشارة السارّة ويخدم كلّ من مات ابن الله حبًّا بهم. ومن النافل القول إنّ هذا القطيع لا يذوب في حدود الرعيّة، وإنّما هو موجود لكي تحيا الرعيّة ويصل أبناؤها إلى ملء قامة المسيح. وإنّ مسعاه، في كلّ حال، أن يكون دائمًا منفتحًا على حركة الروح في كنيسة الفادي، لأنّه يؤمن بأنّ الروح هو محرّك المواهب، فيرفض كلّ بُعد وتفرّج، وتاليًا كلّ تمأسس في كنيسة المسيح وكلّ رداء لا يتماشى مع طبيعتها يريد أبناؤها أن يلبسوها إيّاه.

هكذا أوحى الله إلى المؤسّسين أن تكون حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة. وهكذا عرفناها عندما دُعينا إلى الخدمة فيها. وهكذا يجب أن تستمرّ. زمرة من الناس يتكرّسون كلّيًّا للمسيح، وله وحده – أكانوا كهنة، رهبانًا أو علمانيّين، لا فرق – ويختبرون محبّته ويلتمسون حضوره في كتابه العزيز، في سرّ الشكر، في الصلاة الفرديّة والجماعيّة، في حياة الشركة في ما بينهم وفي خدمة البشر في الكنيسة والعالم.

- ليس لنا خيار آخر، هذا ما يجب أن يكون الحركيّون عليه. هم موجودون ليكتشفوا الربّ ويكونوا الخميرة في العجنة كلّها. هم خدّام بطّالون، همّهم أن يقرّوا بخطاياهم وأن يستمرّوا تائبين، وأن يكونوا سفراء ليسوع في العالم ويبتكروا الأساليب التي تعرّف الناس به. لذلك وجدت منظّمات الطفولة وغيرها من النشاطات. لذلك وجدت مجلّة النّور ومنشورات النّور وأمور أخرى كثيرة، شاء الروح أن تظهر تلبيةً لحاجات كانت موجودة في الرعايا وبعضها ما زال. كلّ هذه الأمور مهمّة، وكلّ هذه الأعمال مباركة، ولكن الحركة ليست فيها. يمكن أن تزول كلّها وتبقى الحركة. الحركة في الفرقة، ولا أقصد ما تُعرَّف به الفرقة في معظم أوساطنا اليوم، بأنّها: "مكان الدرس واكتساب المعرفة"، وإنّما الفرقة كما هي مختبر للعيش في المسيح والشركة بين الأخوة والمكان الذي يُعرف فيه "فكر المسيح" ويمتدّ في الحياة الخاصّة ويترجَم تبشيرًا ومشاريعَ خدمةٍ.

مشكلتنا أنّنا نكاد أحيانًا ننسى مبرّر وجودنا. المدارس والتعليم لا تبرّر وجود حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة. وكذلك المنشورات، أو أيّ شيء آخر من الإنجازات مهما سمت. الكنيسة ليست بحاجة إلى الحركة للقيام بكلّ هذا، فهي قادرة أن تخطّط وتؤسّس منظمّات في الرعايا أو حولها للاهتمام بهذه الأمور. الكنيسة تصبح بحاجة إلى الحركة فقط إذا كان الحركيّون يسعون حقًّا إلى القداسة، ويرون إلى الكلّ، وإلى إحقاق حقّ الله، إذا كانوا، جماعةً وأفرادًا، يحيون بتوبة نصوح، ومحبّة مجّانيّة، ومستعدّين لغسل أرجل كلّ الإخوة.

- من هنا أتت التساؤلات التي طُرحت على المراكز تحضيرًا لهذا المؤتمر، ولا أجد أهمّ منها للخروج من الأزمة:

· هل نحن حقًّا تلاميذ ليسوع – هل لنا علاقة شخصيّة معه ونتخلّق بأخلاقه؟

· هل أنّ جماعتنا جماعة إنجيليّة في فكرها، في تصرّفاتها، في مناقبيّتها، في خدمتها، في علاقاتها؟ وتاليًا هل نحن جماعة تائبين نصفح لبعضنا البعض وللآخرين لأنّنا نعرف أنّ الله يتوب علينا إذا تبنا إليه؟

· هل نحن حاملون حقًّا همّ الكنيسة؟ هل نحن نتمزّق إذا شاهدنا الأوساخ فيها؟ وهل نقول حقًّا: الويل لنا إن لم نبشّر؟

· هل نحن حقًّا شهود ليسوع في مجتمعنا وفي العالم؟

· هل نجرؤ، إذا سألنا أحدٌ عن إيماننا، أن نقول له: تعال وانظر كيف نعيش في الحركة فتعرف أنّ إلهنا إله محبّة وتكتشف أنّك محبوب، وتاليًا قادر على أن تنقل الجبال؟

- هذه التساؤلات، التي قد تبدو بديهيّة لعدد من الإخوة، طرحتُها على الإخوة حيث ما تسنّى لي لقياهم. طرحتُها لأنّها تعبّر عن الحركة التي عرفتها وترعرت في كنفها والتي كانت بالنسبة إليّ، وما تزال، جسرًا إلى المسيح وكنيسته.

غير أن المبكي أنّه قيل لي في معظم الأماكن التي قصدتها: "هذا الكلام جديد علينا، لم نسمعه من قبل إلّا نادرًا". وأمّا المفرح – المعزّي فهو أنّ الكثيرين من هؤلاء قالوا أيضًا: "إذا كانت هذه هي الحركة فتستحقّ أن نعطيها شبابنا".

- وقد أكّدت التقارير التي وصلتني من بعض المراكز في لبنان وسوريا – تجاوبًا مع التساؤلات التي طُرحت عليها – الملاحظات التي وردت آنفًا. وإليكم بعض ما ورد فيها:

· "الفرق الحركيّة هي القلب النابض لتيّارنا النهضويّ، ولكنّها، وبسبب انشغالات كثيرة، ابتعدت عن الكتاب المقدّس..."، وهذا الابتعاد أدّى بها إلى "ضعف الحياة الجماعيّة وفتورها وضعف المحبّة"، ومن جهة أخرى، إلى "نموّ الكلام البطّال وضياع الهدف وانشغالنا بالنظام... والأمور الإداريّة...". ولكي نُصالِح حياةَ الشركة الحقيقيّة يسرد أحد التقارير عددًا من الأمور التي تساعدنا على ذلك، ومنها: "حياة الصلاة والشهادة والخدمة"، ويضيف، ولكنّ "هذا يحتاج إلى الوقت الذي قلّ وجوده بسبب العمل ومجتمع الاستهلاك".

· "قسم كبير منّا يجهل الصلوات... ويتململ إذا ما طلبت إليه المشاركة فيها. هذا ما نلمسه في مخيّماتنا ولقاءاتنا، وهذا ما نراه في رعايانا، إذ غالبًا ما نرى الكنيسة شبه خالية من المصلّين في صلاة الغروب أو البراكليسي... بينما الحركيّون قابعون في منازلهم أو في بيوت الحركة (وأحيانًا مجتمعون فيها، وكأنّ الاجتماع أهمّ من الصلاة؟!)".

· "ما الذي يُدرس في اجتماعات الفرق؟ ما هي جدّيّته؟ ما هي نتيجته وفعاليّته؟". هذا ما يتساءله تقرير آخر، ويورد بعض المشاكل التي تعيق ترجمة ما يُدرس في الفرقة لنموّ الحياة في المسيح وشركة الإخوة، فيعدّد: "عدم كفاءة المرشدين، عدم جدّيّة الأعضاء في التحضير والقراءة، عدم انتظام الاجتماعات"، ويتابع: "هذا الواقع يطرح علامات استفهام كبيرة على الطريقة التي نتّبعها في أُسرنا وعلى جدّيّة انتساب الشباب إلى حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة".

· "هل ما زلنا منخرطين في العمل الكنسيّ؟ هل ما زالت البشارة هاجسنا في المجتمع الذي نحيا فيه؟ أو بالأحرى هل يرعى التنظيم الحركيّ عملاً من هذا النوع، أو على الأقلّ يوجّه الحركيّين نحوه؟ الجواب هو: نكتب كثيرًا عن هذا الموضوع، لكن واقعنا يخالف قولنا. نكتب كثيرًا ولكنّنا لا نفعل شيئًا لتغيير الواقع. فإذا نظرنا إلى ما هو قائم اليوم نرى أنّ معظم الطاقات البشريّة الحركيّة مصبوبة على عمل الأسر من الطفولة حتّى العاملين... هذا الواقع يقزّم الحركة بتحويله إيّاها إلى مجرّد مدرسة تقدّم التعليم الدينيّ وشيئًا من الترفيه... وغالبًا ما لا يترجم شهادة حياة في مختلف مجالات العمل... وهذا يعني أنّ الواقع الذي نعيشه مَرَضيّ ويجب تغييره حتّى نبقى أمناء للهدف الذي من أجله انطلقت الحركة".

· "بعض أصول الديمقراطيّة المتّبعة في الحركة تعطّل الروح والفكر"، وذلك أنّها توجب، على سبيل المثال: "أن يأخذ أيّ اقتراح موافقة الأكثريّة حتّى يقرّ". ويتابع التقرير: "لسنا بمعرض الهجوم على الديمقراطيّة... ولكنّ الديمقراطيّة غير المرتبطة بالوعي وغير المرتكزة على مبادئ وأُسس واحدة تكون سلبيّة... فكم من مرّة اضطررنا... إلى أن نؤجّل إقرار موضوع ما لسبب عدم اكتمال النصاب وتوفّر الأصوات المطلوبة... رغم أنّ المشروع ينسجم تمام الانسجام مع الفكر الحركيّ الكنسيّ". ويؤكّد أنّ: "المبادئ العامّة والأساسيّة، كما العقيدة، ليست بحاجة إلى تصويت وأكثريّة حتّى تُفرَض، بل علينا قبولها لأنّها مبادئ الحركة، حتّى ولو خالفت أهواءنا وآراءنا".

· "نحن نخاف دائمًا أن نخسر عددًا من أعضائنا، ونفضّل أن نؤجّل اتخاذ أيّ حلّ جذريّ بانتظار اقتناع الكلّ".

· "النظام الحركيّ المعمول به اليوم (النظام الداخليّ للحركة وللمركز) يركّز كثيرًا على الوجه المؤسّساتيّ التنظيميّ... بينما علينا أن نوفّق في التطبيق بين النظام الضروريّ لحُسن سير أيّ عمل بلياقةٍ وترتيبٍ وبين الحفاظ على هويّة الحركة كتيّار نهضويّ في الكنيسة".

- أزيد على هذه المقتطفات مقاطع من تقارير كتبها بعض الإخوة في الآونة الأخيرة.

· فقد تساءل الأخ إبراهيم رزق في ورقة قدّمها إلى الأمانة العامّة، ووزِّعت على المراكز للاطّلاع والدرس، وممّا قاله: "أمقتنعون نحن اليوم أنّ الحركيّ هو التائق أبدًا إلى عيش الكلمة الإلهيّة ونشرها في العالم؟ أهو المجروح بحبّ الناصريّ والمعاين أثر المسامير في جسد الكنيسة الأنطاكيّة؟ أهو المتأهّب لردّ خاطئ عن ضلال طريقه، لأنّه بذلك يخلّص نفسًا من الموت ويستر جمًّا من الخطايا؟ هذه المسلّمات، أتراها اليوم واقعًا كما كانت فجر التأسيس؟ أترى أطر العمل الحركيّ اليوم فاعلة لتحقيق التطلّعات والأهداف وتجسيدهما؟"

· وهذا يذكّرنا بما ورد في ورقة أعدّها مركز طرابلس السنة 1996، وقد جاء فيها: "أنّ الهيكليّة التنظيميّة والإداريّة باتت تشكّل عبئًا على العمل وليس إطارًا له. وأنّنا تحوّلنا إلى جمعيّة كالجمعيّات الأخرى، ولكنّنا جمعيّة تنقصها العلميّة والتقنيّة. وأيضًا أنّنا نادرًا ما توقّفنا وأجرينا نقدًا، ولو بسيطًا لعملنا ومدى ملاءمته الحاجات الموجودة على الأرض ومدى إنتاجيّته وفعاليّته.

· كلّ هذا يتطابق وبعض الملاحظات التي أوردها الأخ إلياس الحلبي، المسؤول عن أُسرتَيّ الثانويّين والجامعيّين. في تقريره عن اللقاء الذي تمّ في الصيف الفائت وعن نتيجة اتّصالاته بالإخوة الطلاّب في الفترة الأخيرة، إذ قال: "لاحظنا من خلال هذا اللقاء أنّ الشباب لا يعرفون إلى أيّ تيّار ينتمون ولا يدركون ماهيّة الحركة، وأنّ معظمهم لم يعتد على أخذ القرار، ويخاف من تحمّل المسؤوليّة، ويرتاح إلى وجود سلطة فوقيّة يحمّلها مسؤوليّة أيّ فشل أو حتّى أيّ نجاح". وخلص إلى طرح هذَين السؤالَين المقلقَين: "1) أيّة تنشئة للشباب تتمّ في المراكز، ومتى سوف نرفع الوصاية عنهم؟ 2) بأيّة مبادئ وأيّة روحيّة تتمّ تنشئة شبابنا؟".

- لا يمكن حلّ مشكلتنا، يا إخوة، بإعادة النظر في التنظيم أو البرامج فقط، وهذا لا بدّ منه، وإنّما بالسعي مجدّدًا إلى إطلاق الدعوة الحركيّة، في أوساطنا، بكلّ جدّيتها وحدّتها وصعوبتها. ربّما سوف يكلّفنا هذا بعض النشاطات. فليكن. إذا عدنا وتبتّلنا إلى الله – وإليه وحده – وخصّصنا الوقت الكافي لاكتشافه حيث يسكن – وهو يسكن حتمًا في إخوتنا في الحركة والكنيسة والعالم – سوف يعطينا أن نستعيد ما يلائمه من تلك النشاطات في الوقت الذي يراه هو مناسبًا.

ترى هل نحن مستعدّون لهذه المغامرة؟ أو ربّما يعتبر البعض أنّها "مخاطرة". فأسأل: أيّة "مخاطرة"؟ "مخاطرة بماذا؟". "أطلبوا أوّلاً ملكوت الله وبِرّه وكلّ شيء يُعطى لكم ويُزاد". هذا ما قاله ربّي. من له أُذنان للسمع يجب أن يسمع. أرجو أن يعطينا الله ألّا نصمّ آذاننا ويقينا التمسّك بالقشور مهما حسنت أو سمت.

- يخيّل إليّ أحيانًا أنّ السيّد إذا أتى اليوم إلينا سوف يقول: "مرتا! مرتا! إنّك تهتمّين بأمور كثيرة وكنيستي بحاجة إلى واحد. كنيستي بحاجة إليّ. دعوا الناس يكتشفوني وراء الطقوس والكلمات والقوانين والأنظمة والتيجان والمؤسّسات. دعوا الناس يلمسون لمس اليد أنّ مَن يؤمن بي يفعل أفعالي ويفرح بي وأنا أفرح به...، دعوا الناس يصبحون كالأطفال". بالضبط كالأطفال. نحن الحركيّين نحتاج إلى أن "نعود كالأطفال"، فأهمّيّة الأطفال أنّهم يثقون بمن يحبّون. ويقول لنا الربّ: "ثقوا، فقد غلبت العالم"، وكنيستي، في النهاية، هي غالبة.

- يتطلّب، بنظري، الإطلاق الجديد للدعوة الحركيّة أمورًا كثيرة، أهمّها:

1- التعبير عن الرؤية الحركيّة والمبادئ بأسلوب يفهمه الناس، وهذا يحتاج إلى وضع دليل للعضو يحتوي على النصوص الأساسيّة في تراثنا الحركيّ، والسعي إلى شرحها في كلّ مناسبة، وكذلك ترسيخ هذا المفهوم في مجلّة النّور والمنشورات.

2- التأكيد على محوريّة الحياة في المسيح يسوع والتفتيش عنه في كل مواضع سكناه وترجمة هذا السعي في البرامج والممارسة.

3- الدعوة الملحّة إلى التكريس كشرط للعضويّة الحركيّة.

4- أن تكون الفرقة مختبرًا للحياة في المسيح واكتساب فكره وأخلاقه. وهذا يتطلّب التوغّل الدائم في دراسة الكتاب المقدّس والتراث الآبائي الأصيل، والتدريب على المحبّة والشركة والعيش المشترك والمشاركة الفعليّة في الخبرات بين الإخوة، وكذلك حمل همّ الكنيسة والتبشير وخدمة كلّ فقير أو مظلوم أو مريض في أماكن وجودهم كلّها.

5- التشديد على أنّ الحركة تيّار ذو وجه تنظيميّ، وليست مؤسّسة، لذلك لا بدّ من إعادة النظر في الأنظمة للتأكيد على ذلك. وفي هذا الصدد من المفيد بمكان مراجعة التساؤلات التي طرحها الأخ إيلي كبّي، رئيس مركز جبل لبنان، في ورقة قدّمها للأمانة العامّة ووزّعت على المراكز للاطّلاع عليها ودراستها.

6- التجذّر في الكنيسة ورفض كلّ إزائيّة معها، والتفاعل البنّاء المحبّ مع كلّ أعضاء شعب الله وفي طليعتهم الأسقف وكهنة الرعايا.

7- السهر على شخص المرشد والقياديّين في الحركة. والوعي أنّ الأولويّة في انتقائهم هي أن يكونوا ملهَمين وملهِمين... الأفضل أن تُلغى فرقة ما أو تُدمَج في فرقة أخرى (أو حتّى يُلغى فرع ويُدمَج في فرع آخر)، إذا لم يوجد مرشد أو رئيس مؤهّل وحامل مواهب الروح. من هنا أوّليّة التأهيل وضرورة إعطاء الحلقات التدريبيّة أهمّيّة قصوى.

8- التعاون الوثيق مع بعض الرهبان والآباء وبعض الإخوة لكي يذكّرونا دومًا بمقتضيات التوبة والالتزام. لا بدّ من إيجاد أب أو أخ أكبر في كلّ مركز يتعهّد استمراريّة الخطّ النهضويّ ويسهر على أصالته فيه.

9- إعادة توطيد همّ البشارة من أجل الوصول إلى من لا تصل إليهم الرعايا من طلاب في مدارسهم وجامعاتهم وعاملين وعائلات في أوساط عيشهم وعملهم. كذلك في الأبرشيّات حيث لا توجد مراكز حركيّة، وبصورة عامّة في الأرثوذكسيّة العربيّة في بطريركيّتَيّ الإسكندرية وأورشليم.

10- متابعة درس التحدّيات التي تواجه الكنيسة في المجالات الرعائيّة كافّة، والمساهمة في بلورة خطّة شاملة للرعاية في انطلاقة الألفيّة الثالثة. وسوف نخصّص بعض الوقت في اليوم الثاني من هذا المؤتمر لبحث الورقة المعدّة لهذا الغرض وإيجاد الطرائق الناجعة لتفعيلها.

11- التواصل مع المحيط الذي نعيش فيه وتفعيله وجعله مساهمًا في العمل النهضويّ. لدينا وثيقة حركيّة عنوانها: "الحركة هويّتها في الانفتاح"، ولقد وزّعت، هذه السنة، على المراكز، ورقة بعنوان: "الاتّصال ضرورة للشهادة"، تؤكّد على هذا الهمّ. فيجب إيجاد الأطر المناسبة لتفعيل هذا الهمّ في الرعيّة والمجتمع وبخاصّة عند الشرائح العريضة من أعضاء الشعب الأرثوذكسيّ المتفرّج أو البعيد. مسؤوليّة أسرة العاملين والعائلات أساس في هذا المجال، ولا بدّ من درس كيفيّة قيامها بدورها هذا.

12- تقليل النشاطيّة وإعطاء الوقت المناسب للمجّانيّة، أي لما نراه، لأوّل وهلة، غير "منتج". من هنا ضرورة إقامة الخلوات على صعيد الفرقة والأسرة والفرع والمركز، على الأقلّ مرّة في السنة. وضرورة الأناشيد والتسلية بين الأخوة. وضرورة استعادة مفهوم العيد وفرح اللقاء، إذ "ما أجمل أن يكون الإخوة معًا"، ليس للبحث أو الدرس أو التخطيط أو العمل فحسب، وإنّما أيضًا من أجل مجّانيّة فرح اللقاء.

13- السهر على دعوة أعضائنا باستمرار، وحثّ الموهوبين منهم على التكريس في الكهنوت والرهبنة لحاجتنا الملحّة إلى كهنة ورهبان حسب قلب الله والدور الأساس الذي يمكن أن يلعبوه في المسيرة النهضويّة.

- أدعوكم في الجلسات المقبلة لهذا اليوم إلى أن ننخرط في أربع مجموعات عمل، تبحث كلّ منها في بعض الأمور المذكورة أعلاه لإيجاد الأساليب الضروريّة لتطبيق المقبول منها:

· مجموعة العمل الأولى: تبحث في ماهيّة التيّار الحركيّ؛ الحركة كجماعة إنجيليّة؛ العضو الحركيّ؛ الفرقة الحركيّة كمختبر للحياة في المسيح، أي المواضيع تحت 1 إلى 4 و12 أعلاه.

· مجموعة العمل الثانية: تبحث في تجذّر الحركة في الكنيسة والتواصل مع الرعايا والمجتمع، أي المواضيع تحت 6، 9 و11 أعلاه.

· مجموعة العمل الثالثة: تبحث في شخص المسؤول في الحركة، والتأهيل، والإرشاد، والنمط العلائقيّ والتربويّ، أي المواضيع تحت 7، 8 و13 أعلاه.

· مجموعة العمل الرابعة: تبحث في موضوع الأطر والأنظمة الحركيّة، أي الموضوع تحت 5 أعلاه.

أما الموضوع تحت 10 أعلاه، أي الأمور الرعائيّة، فسوف يبحث غدًا.

- هذا بشأن القسم الأوّل – والأهمّ – من تقريري إليكم، أيّها الأخوة. أمّا القسم الثاني فسوف يختصر على سرد سريع لما سعت الأمانة العامّة إلى تحقيقه، أو على الأقل الحثّ عليه في فترة ولايتها الأخيرة.

التواصل مع المراكز وفي ما بينها:

اجتماعات الأمانة العامّة:

اجتمعت الأمانة العامّة كهيئة عامّة أو كمكتب 15 مرّة خلال السنة المنصرمة، وذلك في بيروت (5 مرّات). جبل لبنان (5 مرّات)، طرابلس (3 مرّات)، دمشق (مرّة واحدة) وعكّار (مرّة واحدة).

زيارات إلى المراكز:

قام الأمين العامّ بزيارة مركز دمشق (من 11 إلى 14 شباط)، واللاذقيّة (من 9 إلى 11 آذار)، وحلب من (30 آذار إلى 2 نيسان)، والبترون (في 21 نيسان)، كما زار عددًا من فروع جبل لبنان وطرابلس واجتمع مرارًا مع الإخوة في بيروت.

كذلك زار بعضُ المسؤولين في مكتب الأمانة العامّة عددًا من المراكز.

النشرة:

أعيد إصدار النشرة الإخباريّة للأمانة العامّة ابتداءً من شهر أيّار 2000، وقد صدر منها حتّى الآن 4 أعداد. وكان الهدف من إصدارها نقل أخبار العائلة بسرعة للإخوة جميعًا حيث ما وُجدوا. المطلوب تعاون رؤساء المراكز والفروع لكي تصل هذه النشرة فعلاً إلى سائر الإخوة تباعًا، ولكي تكون صلة وصل حقيقيّة بين الإخوة في سائر المراكز.

خلوة في دير مار ميخائيل (بقعاتا):

دعت الأمانة العامّة الإخوة رؤساء المراكز والمسؤولين عن الإرشاد فيها وأعضاء مكتب الأمانة العامّة إلى خلوة في دير مار ميخائيل من 29 حزيران إلى 1 تمّوز 2000. قاد هذه الخلوة الأب أفرام (كيرياكوس) رئيس الدير، وكانت ناجحة جدًّا، غير أنّ ما يؤسف عليه هو أنّ معظم الإخوة المدعوّين تغيّبوا عن الاشتراك لأسباب متنوّعة.

الخطّة التأهيليّة والحلقة الدراسيّة الأولى:

تلمّسًا لواقع الحركة الحاليّ والحاجة إلى تأهيل مستمرّ للعاملين فيها على مستوى:

1- الرؤية التي انطلق منها التيّار النهضويّ السنة 1942

2- التحدّيات التي يطرحها العالم اليوم

3- الحاجات الكنسيّة الملحّة التي لا بدّ من التفاعل معها بجرأة وواقعيّة.

أقرّت الأمانة العامّة برنامجًا عامًّا لخطّة تأهيليّة تمتدّ على أربع سنوات، وتتمحور حول:

- التيّار النهضويّ (مبادؤه، معالمه، النبوّة في الكنيسة وبنيان جسد المسيح، الحياة في المسيح، الهمّ الكنسيّ في الجماعة"، الشهادة، أولويّات العمل النهضويّ اليوم، الفِرَق، شخص المسؤول، إلخ...).

- أطر معرفيّة (مداخل معمّقة حول بعض المواضيع وكيفيّة ترجمتها إلى عيش وشهادة، ومنها: الكتاب المقدّس بين الإلهام والإنزال، العقيدة في الكنيسة بين التعبير والعيش، جسد الربّ، جماعة مواهبيّة مصلّية وشاكرة. القداسة وجدليّة الشخص والجماعة، لغة التعبير المعرفيّ ومخاطبة الذهن المعاصر).

- توجّهات تربويّة (أيّة "تربية" تُبنَى على رؤية مسيحيّة للإنسان والكون؟، المعرفة بين التواصل والحياة والمعلومة، الثقافات التربويّة: أهمّيّتها ومحدوديّتها...).

وقد أقرّت الأمانة العامّة أن تكون الحلقة الأولى التي انعقدت في بكفيّا من 21 إلى 26 آب مدخلاً عامًّا لكلّ البرنامج التأهيليّ. ورأت أن تتمحور كلّ من الحلقات الثلاثة اللاحقة على موضوع أن اثنين فقط لمزيد من التعمّق فيه (أو فيهما).

وقد أقرّت الأمانة العامّة، تجاوبًا مع طلب المشتركين، أن تُقام لكلّ حلقة حلقتا متابعة، وأن تتركّز حلقة المتابعة الأولى حول المسؤوليّة في الكنيسة (أيّام عيد الأضحى 2001)، والثانية حول المضامين التعليميّة وعلاقتها بالمعيوش الرعائيّ والشهادة (من 4 إلى 6 أيّار 2001).

وكذلك طلب من كلّ مركز أن يعرّف الإخوة المسؤولين كافّة بما جرى في الحلقة الدراسيّة الأولى، وأن يحثّهم على الاشتراك في حلقات المتابعة والحلقات الدراسيّة المقبلة. وسوف يعقد اجتماع لهذه الغاية، في 22 تشرين الثاني 2000، في طرابلس، يضمّ المسؤولين من المراكز اللبنانيّة. وسوف يوزَّع على المشاركين ملفّ الحلقة، ويتمّ إعلامهم عمّا جرى فيها وعن منهجيّة الخطّة التأهيليّة. وسوف يُتاح لنا، أثناء هذا المؤتمر، أن نتداول في هذه الخطّة لإشراك أكبر عدد ممكن من الإخوة المسؤولين أو المعدَّين للمسؤوليّة في حلقاتها.

المراكز الحركيّة:

إنّ التحدّيات والمشاكل هي بعامّةٍ متشابهةٌ في كلّ المراكز، وقد أشرنا إلى أهمّها في القسم الأوّل من هذا التقرير. أودّ هنا أن أذكّر فقط ببعض الأمور الإداريّة.

- مركز بيروت:

سهرت اللجنة التي عيّنتها الأمانة العامّة برئاسة الأخ فؤاد جوجو على أمور مركز بيروت، فتأسّس مجدّدًا عدد من فِرَق الطلاّب والعاملين. واشترك أيضًا بعض أعضاء المركز في نشاطات الأمانة العامّة، كما أقاموا لقاءات ومخيّمات واجتماعات عامّة خاصّة بالمركز. كذلك تمّ ضبط الأوضاع الماليّة وسُدّدت جميع الديون التي كانت قد تراكمت خلال سنوات الحرب. أمّا بالنسبة إلى العمل الاجتماعيّ فهو ناشط في المركز الطبّيّ الاجتماعيّ وبرنامجَي التبنّي المدرسيّ الذي يساعد ما يزيد على الـ210 طلّاب، و"العمر الثالث" الذي يهتمّ بما يقارب الـ80 مسنًّا. أمام هذه التطوّرات الإيجابيّة، سوف يعقد مركز بيروت، في شهر كانون الثاني، مؤتمرًا داخليًّا يترأسه الأمين العامّ ويشترك فيه ممثّلون عن سائر الفرق وبرامج الخدمة للتخطيط وانتخاب رئيس مركز أصيل. وتجدر الإشارة إلى أنّ مركز بيروت، الذي كان يتوزّع على ثلاثة فروع، يتبع الآن نظام الفرع الواحد.

- مركز اللاذقيّة:

طلب الأمين العامّ من الإخوة في اللاذقيّة دراسة جدّيّة لإعادة تنظيم المركز بغية فكّ الارتباط الكامل القائم حاليًّا بين الفرع الحركيّ والرعيّة، حيث، في كثير من الأحيان، رئيس الفرع هو كاهن الرعيّة. وقد وعد الإخوة بتلبية هذه الرغبة لما لها من أهمّيّة، لكي لا تصبح الحركة مؤسّسة للتعليم الدينيّ حصرًا، ولكي يزيد عمل الإخوة وهمّهم وتحرّكهم خارج حدود رعاياهم.

- مركز طرطوس:

طلب الأخ سيمون عبد الله، المسؤول عن العمل التبشيريّ في الأمانة العامّة، من الإخوة في طرطوس السعي إلى إحياء الفروع الحركيّة القديمة التي كانت قائمة في صافيتا ومشتى الحلو وغيرها من القرى المجاورة لطرطوس.

- مركز دمشق:

لقد أعلمني الأخ رئيس مركز دمشق أنّه يدرس إمكانيّة تقسيم المركز إلى ثلاثة فروع، وذلك من أجل تفعيل العمل والسهر على المدّ البشاريّ في الأبرشيّة، وأنّ هذا التقسيم سيتمّ بأسرع وقت ممكن.

الأسر – النشاطات المشتركة

- الطفولة والاستعداديّين:

وضعت الأخت رضا جبّور خطًّا عامًّا لكيفيّة العمل في هاتَين الأسرتَين، ولقد وافقت عليه الأمانة العامّة، وهو يتمحور حول: التحقّق من أوضاع الأسرتَين على الأرض، إظهار مواطن الضعف، إن وُجِدت، ومحاولة التصحيح ومدّ المراكز بالوسائل الأساسيّة المتوفّرة من سمعيّة وبصريّة وكتب ومجلّات، وبخاصّة البرامج. وقد عقدت اجتماعات مع مسؤولي هاتَين الأسرتَين في المراكز لتوضيح خطّة العمل. فتقرّر إقامة حلقة تدريبيّة أولى انعقدت في دير النوريّة من 19 إلى 22 أيّار 2000 حول أساليب الإيضاح والألعاب التربويّة. وسوف يُقام المزيد من اللقاءات والحلقات بهدف تحقيق أمور أخرى من الخطّ العامّ المقرَّر.

- الثانويّين والجامعيّين:

لقد وضع الأخ إلياس الحلبي خطّة عمل، وافقت عليها الأمانة العامّة، وهي تنطلق من ثوابت ثلاث، هي:

1- إنّ الحركة هي تيّار في الكنيسة وتعمل فيها وليس بموازاتها، وهذا يستتبع تشديدًا على أهمّيّة دور الشبيبة وعلى عدم السقوط في المأسسة أو التحوّل إلى مدرسة للتعليم الدينيّ حصرًا.

2- إنّ النهضة تنطلق من الإحساس بأنّنا في انحطاط ما، وهذا، وما يتبعه من همّ، هو معنى وجود الحركة. إنّ نهضة أنطاكية عنوان عريض يترجم التزامًا بقضايا محدّدة تتجنّد لها الشبيبة.

3- إنّ المهارات القياديّة تقوم، أساسًا، على الخبرة العمليّة، أي على وعي المسؤوليّة وتحمّلها والتمرّس بها لمؤازرة الإخوة.

انطلاقًا من هذه الثوابت شدّدت الخطّة على أمور كثيرة، منها: ضرورة إيجاد لقاءات متنوّعة مع الشباب في المراكز والفروع تهدف إلى جعلهم يطرحون القضايا والمشاكل المتعلّقة بالوضع الحركيّ والكنسيّ والتحدّيات التي يواجهون والشهادة التي يجب أن تؤدّى في الرعايا وكلّ المستويات الأخرى. وأيضًا ضرورة عيش خبرة حياة الشركة من خلال الفرقة الحركيّة، والتخفيف من التعقيدات الإداريّة، وتبسيط أطر عمل الشباب إفساحًا لهم في المجال لمشاركة أوسع في الحياة الحركيّة. وكذلك إعطاء الشباب خصوصًا هامش حرّيّة أكبر في الفرق من خلال مشاركتهم الفاعلة في طرح برنامج عمل فرقتهم وبعض الموضوعات التي تستحوذ على اهتمامهم، إلخ... ولقد عقد الأخ إلياس الحلبي عددّا من الاجتماعات مع الشباب أو مسؤولي هاتَين الأسرتَين في المراكز، ومنها:

- لقاء لمسؤولي الثانويّين والجامعيّين في طرابلس في فترة عيد الأضحى الأخير في 8/1/2000

- لقاء لمسؤولي الأسرتَين في المراكز السوريّة في طرطوس

- لقاءات أجراها الأخ إلياس الحلبي مع الجامعيّين والثانونيّين في دمشق وحلب وطرابلس

- لقاء عامّ لمدّة أسبوع في الجديدة – سوريا من 6 إلى 12 أيلول 2000.

وقد ذكرت، في القسم الأوّل من هذا التقرير، بعض ملاحظات الأخ إلياس الحلبي في تقريره عن اللقاء العامّ، وهي شديدة الخطورة وجديرة بالاهتمام ولن أعود إليها مجدّدًا.

- العاملون والعائلات:

وضع الأخ فادي نصر المسؤول عن هاتَين الأسرتَين خطّة عمل في أوائل هذه السنة تضمّنت أمورًا مهمّة، منها:

- اجتماعات دوريّة للمسؤولين عن هاتَين الأسرتَين في سائر المراكز

- زيارات للمراكز، تبادل الخبرات والهموم

- لقاء للمرشدين ورؤساء الفرق

- مؤتمر سنويّ

- مخيّم عمل

- تشكيل لجان لدرس بعض المواضيع والبدء بتنفيذها، ومنها:

· مكتب إعداد للمتزوّجين (في كلّ مركز)

· تنشيط العمل الرعائيّ ودورنا فيه

· إيجاد مجالات جديدة للشهادة والخدمة الاجتماعيّة.

غير أنّ تنفيذ هذه الخطّة بمجملها قد تأخّر بعض الشيء، وذلك لأسباب عديدة.

لقد عقد عدد من الاجتماعات كان آخرها في 27/10/2000، وقد تمّ تشكيل بعض اللجان لرسم خطط تمكّن من تنفيذ الأمور التي وردت أعلاه، وأيضًا لإحياء "عيد العمّال" كنسيًّا، ولبحث المشاكل الأخلاقيّة المتعلّقة بالعمل (الرشوة والكذب والتحرّش الجنسيّ...). وكذلك لإقامة مخيّم عمل للعمّال وآخر للعائلات، وذلك في النصف الأوّل من شهر أيلول 2001. ولا بدّ هنا من الإشارة إلى أنّ فريقًا من الإخوة أعضاء هذه الأسرة قد تولّوا قيادة حلقة تدريبيّة في أبرشيّة حوران كانت على مستوى عال من النجاح.

شؤون رعائيّة:

نتيجة عدد من الاجتماعات أقامها الأمين العامّ مع صاحب الغبطة، على انفراد أو بصحبة بعض الإخوة، وذلك في دمشق ولبنان، حيث تمّ التداول بضرورة دراسة أوضاع الرعاية في أنطاكية وكيفيّة تطويرها لمواجهة التحدّيات، تألّفت لجنة مصغّرة من بعض الإخوة ركّزت أبحاثها على عدد من الأمور الملحّة، منها: شؤون رعائيّة، الأنظمة والقوانين، الإعلام.

وقد وُضِعَت ورقة مفصّلة لموضوع الشؤون الرعائيّة، وهي بين أيديكم. وقد طلب غبطته من الأخ جورج نحّاس عرضها على المجمع المقدّس، وقد تمّ ذلك فعلاً في أثناء إحدى جلساته الأخيرة. وكما ذكرتُ آنفًا علينا أن نخصّص الوقت اللازم، في هذا المؤتمر، لدرس كيفيّة تفعيل مضمون هذه الورقة على الصعد كافّة، وبخاصّة تنظيم حلقة دراسيّة لهذا الموضوع، وإطلاق حلقة نقاش حوله داخل الفرق الحركيّة وكلّ أبرشيّة. والانطلاق لتهيئة رأي عامّ أرثوذكسيّ للتعبير عن الهموم الرعائيّة والضغط في سبيل تحقيق الإصلاح.

أمّا بالنسبة إلى موضوع الأنظمة والقوانين فإنّ بعض الإخوة، بقيادة الأخ إيلي شلهوب، يعملون الآن على إعادة صياغة بعضها قبل أن يتمّ بحثها على صعيد أوسع ومن ثمّ تقديمها إلى الجهات المختصّة.

أمّا موضوع الإعلام وإيجاد آليّة فعّالة لنقل ذكيّ للأخبار والآراء الأرثوذكسيّة من خلال سائر وسائل الإعلام، فإنّ اللجنة هي الآن بصدد دراسة مسوّدة أولى وضعها الأخوان الشمّاس إلياس (كرم) وديمتري خضر.

وقد قرّرت الأمانة العامّة إيلاء هذا الموضوع في نواحيه الثلاث الأهمّيّة القصوى، إذ به يمكننا أن نترجم صدق همّنا الكنسيّ ونسعى إلى المساهمة الجدّيّة في حلحلة المشاكل التي تواجهها الكنيسة.

العمل المسكونيّ:

لقد أقرّت الأمانة العامّة الخطّة التي اقترحها الأخ فادي أبو مراد حول توجّهات العمل الأرثوذكسيّ العامّ والمسكونيّ، وقد وزّعت على المراكز للاطّلاع والدراسة والاهتداء بها في علاقاتهم مع غير الحركيّين، وذلك على صعيد الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة والأرثوذكسيّة العربيّة والكنائس الأرثوذكسيّة الشرقيّة والعلاقات المسكونيّة مع غير الأرثوذكس. وقد لحظت هذه الخطّة العديد من المشاريع لتنمية روح المسؤوليّة المسكونيّة في أوساطنا، منها ما بوشر تنفيذه (اجتماعات مشتركة مع حركة الـFOCOLARE وبعض أعضاء الـCHARISMATIQUE)، ومنها ما هو منوي تنفيذه في المستقبل القريب (وبخاصّة التحضير لمؤتمر للشباب الأنطاكيّ في الوطن والاغتراب برعاية صاحب الغبطة). كذلك اشتركت الحركة في عدد من المؤتمرات التي تظّمتها سيندسموس والاتّحاد العالميّ المسيحيّ للطلبة، كما واصلت التفاعل مع الأرثوذكس في الأردن والناصرة ومصر ومدّهم بالمساعدة.

العمل مع شباب الأبرشيّات الأنطاكيّة حيث لا توجد مراكز حركيّة:

استمرّ التعاون مع العاملين في مكاتب التعليم الدينيّ في أبرشيّات حماه وحمص وزحلة وصور وصيدا، إضافة إلى أبرشيّة حوران التي ساهم عدد من الحركيّين في تدريب بعض الإخوة الذين يعدّهم سيادة مطرانها للقيام بالعمل بين الطفولة والشباب. ولقد اشترك ممثّلون من معظم هذه الأبرشيّات في الحلقة التدريبيّة والخلوة وباقي اللقاءات التي أعدّتها الأمانة العامّة.

العمل الاجتماعيّ:

استمرّ العمل بنجاح في مشروعَيّ التبنّي المدرسيّ (الأمانة العامّة وبيروت)، وكذلك في المراكز الطبّيّة الاجتماعيّة التي ترعاها الحركة في مراكز بيروت وطرابلس وجبل لبنان، كما أنّ بعض المراكز الأخرى في سوريا ولبنان تقوم بنشاطات اجتماعيّة مختلفة. أعتقد أنّه آن الأوان لنقوّم هذه المسيرة بجدّيّة ونرصد إيجابيّاتها ونصحّح سلبيّاتها، ولندرس مليًّا الكيفيّة العمليّة لترجمة همّ المشاركة الفعليّة بالخيرات بين الإخوة في الحركة، وكذلك السهر على أن لا يكون مريض أو جائع أو فقير أو مظلوم في أوساطنا وفي أماكن وجودنا. سوف تدعو الأمانة العامّة، في أقرب وقت ممكن، إلى حلقة دراسيّة حول هذه المواضيع، ولعلّه إلى صياغة جديدة آنيّة لوثيقة "التزام شؤون الأرض".

منشورات النُّور:

- تأسّست تعاونيّة النشر وتألّف مجلس إدارتها، وهي الآن تدعو إلى زيادة عدد المساهمين فيها علمًا أنّ المساهمة الأدنى هي مائة ألف ليرة لبنانيّة والأقصى مليونان وخمسماية ألف ليرة لبنانيّة للشخص الواحد. وعلى المراكز اللبنانيّة أن تسعى جاهدة إلى إيجاد أكبر عدد ممكن من المساهمين.

- الكتب التي أنجزت في الفترة الأخيرة هي التالية:

خطاب إلى المعلّم أوريجانس

للقدّيس غريغوريوس اللاهوتيّ

أصداء من الدير

للأب إلياس ناصيف

الأيقونة (طبعة جديدة منقّحة)

للأخت إيما خوري

"سلسلة الله معنا" من أربع كتيّبات، للأولاد

للأخ كوستي بندلي

الجنس في أنواره وظلاله

للأخ كوستي بندلي

المرأة في موقعها ومرتجاها

للأخ كوستي بندلي

النضال اللّاعنفي: ملامح وصور

للأخ كوستي بندلي

الروابط النفسيّة الاجتماعيّة للمرأة المسيحيّة

لمهى فاخوري

اللاهوت الصوفيّ (ترجمة)

لفلادمير لوسكي

"يسوع المسيح من خلال الأيقونة والإنجيل"

تمّ شراء 180 نسخة من دار النهار، ولقد بيع، لغاية هذا التاريخ، 151 نسخة

 

-         الكتب التي هي تحت الطبع والتي سوف تنجز في الأشهر القليلة القادمة، هي:

"شرح رسائل الآحاد" في جزئَين

ترجمة الأب أفرام كيرياكوس

سيصدر في نهاية شهر تشرين الثاني

"رسائل في خدمة أنطاكية" (وثائق وتعليق حول انشقاق الروم الكاثوليك)

للأب مكاريوس جبور

يتوقّع صدوره قبل المؤتمر

"فتات من نور"

للأخ كوستي بندلي

يتوقّع صدوره في نهاية هذا العام

"في حياة التوحد"

للأب أندريه سكريما ورهبنة دير الحرف

يتوقّع صدوره قبل نهاية هذا العام

"مدخل إلى العهد الجديد" (الجزء الأوّل)

للأب بولس طرزي

يتوقّع صدوره قبل نهاية شهر تشرين الثاني

 

-         الكتب التي هي قيد الإعداد أو الترجمة من أجل النشر، هي:

"مدخل إلى العهد الجديد" (الجزء الثاني)

للأب بولس طرزي

"الملكوت الداخليّ" (ترجمة)

للمطران كاليستوس وير

"الشهيد الحارث النجراني"

للأب حارث إبراهيم

"مخطوطات مغاور قمران" (ترجمة)

 

"Jésus le Maitre de Nazareth" (ترجمة)

لألكسندر مان

"Mère Marie"

 

مجموعة كتب للترجمة من سلسلة "Sel de la terre" وذلك بعد أن استحصلنا على حق الترجمة من Edition CERF

مجموعة كتب من Lion Editions وقد استحصلنا على حقّ ترجمتها

أربعة كتب تعرّف بالكنيسة الأرثوذكسيّة (تاريخ – عقيدة – طقوس، إلخ...)

لتوماس هوبكو (ترجمة)

"سنكسار الأطفال"

للأب توما بيطار

"الموسيقى البيزنطيّة" (ترجمة)

للأب أفرام كيرياكوس

ترجمة كتاب La Résurrection et l’homme d’aujourd’hui

لغبطة البطريرك أغناطيوس الرابع

كتب تتعلّق بالآداب الطبّيّة

كنيسة الروم الكاثوليك

لريمون عبد الكريم

(أطروحة ماجستير – تتمّ إعادة النظر في مضمونها وتبويبها على أثر نقاش الأطروحة مع الكاتب بحضور المطران جورج خضر).

 

كما توجد مشاريع:

مشروع: دراسات في القانون الكنسيّ

مشروع: دليل الكرسيّ الأنطاكيّ

الأديار والكنائس في منطقة الجبال الكلسيّة

(منطقة قلعة سمعان والأماكن المحيطة بها في شمالي سوريا)

 

-         متابعة الحلقة الاستشاريّة من أجل النشر (توصية المؤتمر 30 رقم 9):

لقد وضع الأخ جورج نحّاس استمارة لتقويم مجلّة النُّور، ولكن التجاوب لم يكن على مستوى التطلّعات. كذلك وضع مشروعًا للنشر التربويّ أحاله الأمين العامّ إلى لجنة النشر في منشورات النُّور وطلب بحثه ومتابعة توصية المؤتمر، وهذا ما تسعى اللجنة إلى إتمامه.

مجلّة النُّور:

إحصاء

يطبع من مجلة النُّور 4250 نسخة لكلّ عدد.

-         توزّع النسخ على الشكل التالي:

المركز

عدد الاشتراكات

أعداد توزَّع مجّانًا

جبل لبنان

950

200

طرابلس

550

100

عكّار

200

40

البترون

200

40

بيروت

100

صفر

(ملحوظة: الأعداد المذكور هنا أنّها توزّع مجّانًا تسلّم للمراكز، حسب قرار المؤتمر الأخير، لتوزّعها بغية تشجيع غير المشتركين على الاشتراك).

-         ويوزّع أيضًا على:

طلّاب البلمند

60

أبرشيّة الجنوب

60

أبرشيّة زحلة

60

مطرانيّة جبل لبنان

30

السادة المطارنة

25

الأديار

25

سندسموس

15

-         وتوزّع 200 نسخة: متفرّقات (تهدف إلى زيادة عدد المشاركين...).

-         أمّا في سوريا فالتوزيع يتمّ على الشكل التالي:

المراكز السوريّة

15

أبرشيّة حوران

29

أبرشيّة حمص

12

أبرشيّة اللاذقيّة

10

ويستلم أيضًا الأخ سيمون عبد الله 15 نسخة لتوزّع في سوريا.

-         كما يطبع 500 غلاف للمجلّة وتوزّع على ثلاثة مراكز من أجل تصويرها وجمعها، وهم:

حلب

200

اللاذقيّة

200

حماه

100

-         ويوزّع 50 نسخة خارج لبنان على الشكل التالي:

كندا

15

ألمانيا

10

أميركا

7

بريطانيا

6

فرنسا

4

مصر

3

اليونان

1

قبرص

1

سويسرا

1

الجزائر

1

الأردن

1



- وتحفظ إدارة المجلّة ما تبقّى (أي 299 نسخة من كل عدد) وتجلّد منها 50 مجلّدًا.

- يشكو الإخوة المسؤولون عن المجلّة عدم اكتراث الحركيّين الكافي بالمجلّة التي من المفروض أن تكون منبرهم. والواقع أنّ القليل جدًّا يتفاعل معها مساهمًا أو منتقدًا أو موزّعًا. وتتطلّع هيئة تحرير المجلّة إلى "أن يزيد عدد إصداراتها، وأن ترتفع أعدادها المطبوعة، على رجاء أن توزّع بطريقة أفضل في لبنان وسوريا وبلاد الاغتراب، وأن يطال توزيعها كلّ فئات الشعب، وأن تعني كلّ شخص أرثوذكسيّ (وإذا أمكن غير أرثوذكسيّ)، وأن يشعر الجميع بأنّها مجلّتهم التي تساهم في توجيههم إلى معرفة الحقّ والتي تحاكي مشاكلهم اليوميّة والطارئة، وأن يزيد عدد الأقلام الجديدة فيها، بخاصّة الشباب، وأن تطرح مواضيع تخصّ الشباب والعائلة ومشاكل العصر، إلخ...".

الانترنت:

أمّن الأخ إيلي الضنّاوي، بالتعاون مع عدد من الإخوة، فتح الصفحة الخاصّة بالحركة، وقد أنجزت منذ ما يقارب الشهرين. وبعد اعتذار الأخ إيلي عن تحمّل هذه المسؤوليّة لكثرة انشغاله المهنيّ، تسلّم هذه المسؤوليّة الأخ إبراهيم رزق، وهو الآن بصدد تأليف اللجان اللازمة لتفعيل الصفحة وتطويرها.

الأرشفة:

بدأ الأخ نيقولا رملاوي بطلب من الأخ إيلي الضنّاوي تنظيم الأرشيف الحركيّ وجمعه في مكان واحد في بيت الحركة في الميناء – طرابلس. وسوف يستمرّ هذا العمل بإشراف الأخ إبراهيم رزق حتّى إنجازه. أمّا بشأن مشروع إيجاد CD يحتوي على أعداد مجلّة النُّور كافّة منذ تأسيسها، فلا يزال قيد الدرس، وعند اكتمال الدراسة والتأكّد من الكلفة سيُصار إلى إطلاق حملة اكتتاب لمعرفة عدد الأشخاص المستعدّين لشرائه.

المؤسّسات ذات الطابع التجاريّ، والوضع الماليّ:

ستخصّص جلسة مستقلّة لبحث التقرير الماليّ الذي سيقدّمه الأخ رينيه أنطون، لذلك لن أتطرّق إلى هذا الموضوع الآن.

الخلاصة:

- بعد هذا التقرير السريع عمّا سعت الأمانة العامّة إلى إطلاقه في الآونة الأخيرة، يبقى أن أقول إنّ "العين بصيرة واليد قصيرة"، لاقتناعي بأنّ الكثير الكثير ممّا كان ممكنًا وضروريًّا أن يطلَق، لم يُطلَق، وذلك من جرّاء ضعفنا وخطايانا، والصعوبات الناتجة من تضعضع وحدتنا، وانشغال كلّ مركز بنشاطاته الخاصّة، وانزواء الجميع غالبًا عن المحيط الكنسيّ، والانقطاع عن الشهادة الفعليّة الجريئة في المجتمع، وبخاصّة، وقبل كلّ شيء، الضبابيّة الحاصلة في الرؤية وفي الهويّة، وعدم الوعي أنّ الحركة هي، قبل أيّ شيء، جماعة إنجيليّة، عائلة، الخميرة التي تحرّك العجنة كلّها وليست هي العجنة، وأنّ الذي يحرّك، في النهاية، هو الربّ يسوع، هذا إذا جعلنا من ذواتنا وفرقنا وفروعنا ومراكزنا أدوات طيّعة لروحه القدّوس وإذا تخلّقنا أفرادًا وجماعة بأخلاقه وتدرّبنا على فكره وسلكنا طرقه.

من تلك الصعوبات التي واجهتنا لا بدّ من ذكر تأخير – أو حتّى عدم إيصال – توجيهات الأمانة العامّة أو أخبارها للإخوة جميعًا، وهذا الإهمال يسيء إلى وحدتنا والفائدة العامّة ويعطّل المساهمة في تفعيل الرؤية التي تجمعنا والتي، كما لمسنا في القسم الأوّل من هذا التقرير، تشوبها، هنا وهناك، انحرافات على شيء من الخطورة أحيانًا.

وأيضًا عدم اهتمام أغلب المراكز بإرسال المستوى المطلوب من الموفدين إلى الحلقة التدريبيّة والخلوة وغيرهما من النشاطات العامّة، وذلك عمومًا لعدم اقتناع المسؤولين بأولويّة هذه اللقاءات أو انشغالهم بأمورهم الداخليّة.

ولقد ظهر أيضًا ضعف الشعور بوحدة المصير والانتماء إلى العائلة الواحدة بعدم مشاركة المراكز بأعياد بعضها البعض، وكذلك بعدم دعوة الأمين العامّ وأعضاء مكتب الأمانة العامّة إلى الاشتراك في مؤتمرات المراكز الداخليّة.

وكذلك تجب الملاحظة أنّ خلل عدم الاتّصال أو التواصل لا يقتصر على العلاقة بين المراكز وبين أحدها والأمانة العامّة، بل هو موجود أيضًا في حدود المركز أو الفرع الواحد. ولعلّ هذا ينتج من انشغال المسؤولين الواعين، أو من شعور عند بعضهم بأنّه يكفيهم أن يعرفوا هم وحدهم التوجيهات والأخبار...، وأن ينقلوا إلى الإخوة ما يعتبرونه هم أنّه يستحقّ النقل وعندما يرون ذلك مناسبًا. وتمرّ الأيّام ويبقى معظم الأعضاء في جهل عمّا يصير وحتّى، كما رأينا، عن المبادئ الأساسيّة والرؤية الحركيّة الأصيلة.

كيف يمكننا، والوضع كما تسمعون، أن نقنع شبابنا بأنّهم، بانتسابهم إلى الحركة، يدخلون عائلة محبّة تسعى إلى أن تقتدي بالجماعة المسيحيّة الأولى في كلّ تفاصيل حياتها وفي حضورها وشهادتها... ولا شيء مثل هذا الشعور، وأساسه الانتماء الحرّ إلى المسيح، يبنيهم ويؤهّلهم للشعور بالمسؤوليّة، وتاليًا بضرورة التكريس.

أيّها الإخوة،

هذا غيض من فيض. الحركة وديعة بين أيدينا. علينا أن نتوب ونثور، ليس فقط على خطايانا، وعلى الأوضاع الخاطئة في كنيستنا، وإنّما أيضًا، وبسرعة فائقة، على كلّ ممارسة وتصرّف قائمين في أوساطنا وعلاقتنا ببعضنا البعض، وعلى كلّ ما يدمي وجه المسيح ولا يعكس ضياءه. يسوع هو المبتغى. يجب أن نبرز نوره في وجوهنا، في ابتساماتنا، في عيوننا، في فرح اجتماعاتنا، في المحبّة التي يجب أن تسود كلّ شيء في ما بيننا. ليس لنا من الولوج في مغامرة القداسة بديل. علينا ألّا نخاف. المؤسّسة والأنظمة توحيان بثقة واطمئنان، ولكنّهما من هذا العالم. لا ثقة حقيقيّة إلا بالصخرة التي هي المسيح الذي غلب العالم ويريدنا أن نكون سفراءه فيه.

علينا، يا إخوة، أن نجرؤ وننطلق من دون تلبّك أو تعثّر، اقتناعًا منّا بأنّ "ما هو غير مستطاع لدى الناس هو مستطاع لدى الله"، فهو "القادر على أن يفعل أكثر بكثير ممّا نطلب... فله المجد إلى الأبد" (أفسس 3: 21).

والسلام.

المشاركات الشائعة