نبذة في تاريخ المسيحية في الهند

ريمون رزق

النور - العدد الأوّل 1962

 

الأصل الرسولي

منذ أقدم العصور والمسيحيون في الملبار (جنوب الهند) يعتبرون القديس توما الرسول شفيعهم وأباهم. ويجزمون أن الرسول جاء إلى الهند في السنة الثانية والخمسين للميلاد وأنه كسب للمسيحية بعض العائلات البراهمانية (1) ثم مات شهيداً في 72م. إلا أن المؤرخين لا يملكون أدلة كافية على هذا الاعتبار. ولكنه غير مستبعد أن يكون الرسول توما سافر إلى الهند نظراً للعلاقات التجارية في عهد الرسل بين الهند والبلاد الغربية. وأول نص يصف سفر توما إلى الهند هو نص أبو كريف مكتوب باللغة السريانية: "أعمال يهوذا توما". هذا النص يرجح أنه كتب بين 180 و230 ويروي سيرة الرسول منذ ذهابه من أورشليم حتى استشهاده في الهند. ويؤكد المؤرخ دوروثيوس الصوري (254 – 313) أن الرسول توما استشهد في مدينة كالامينا من أعمال الهند. وكتب القديس يوحنا الذهبي الفم أن قبر القديس توما كان مكرماً في الشرق منذ فجر المسيحية تماماً كقبر القديس بطرس في روما. وفي مجال تبرير كونه غريباً يستشهد القديس غريغوريوس النـزيانزي بمثال الرسل ويسأل: "أين لم يُعتبر الرسل كغرباء؟.. بولس بين الأمم، لوقا مع اخائيا، اندراوس مع ابيرا، يوحنا في أفسس وتوما في الهند". ويروي روفينوس أن بقايا الرسول توما نقلت من الهند إلى مدينة اديسا. ويتكلم القديس يارونيموس وكثير من الآباء القديسين عن مهمة توما في الهند كواقع معترف به من الجميع.

 وتجدر الملاحظة أن عدداً من هؤلاء الآباء لم يكن عندهم فكرة واضحة عن المكان المقصود عندما يتكلمون عن الهند. وقد يخلطون بينها وبين بلدان أقرب (بلاد الحبشة مثلاً) ولكن هذا التقليد المستمر في كتاباتهم أي ربط اسم الرسول بالهند مع تأكيدات المسيحيين في الملبار، منذ القديم، يجعل مجيء القديس توما إلى الهند ممكناً بل أقرب إلى الحقيقة.

كنيسة الملبار في العصور الأولى الميلادية

إلا أننا نقدر أن نثبت قدم وجود هؤلاء المسيحيين. ففي القرن الثاني للميلاد يقال أن أسقف الاسكندرية ديميتريوس أرسل المعلم Pantène  الشهير إلى الهند تلبية لطلب المسيحيين الذين كانوا من قبل. ويتكلم اكلمنضوس الاسكندري – وهو تلميذ لامع للمعلم Pantène  - في أحد مؤلفاته عن بوذا، عن البراهمانيين وعن النساك الهنود. وليس من المؤكد أن اكليمنضوس استقى هذه المعلومات من Pantène.

ويُقال أيضاً أن أسقف البصرة زار الهنديين سنة 295 و300 وهذا أول أسقف للهند يتكلم عنه التاريخ.

في عام 325 كان بين أعضاء مجمع نيقيه أسقف اسمه يوحنا وهو أسقف العجم والهند الكبرى. ويقول القانون السادس من المجمع النيقاوي أن آسيا – بما فيها الهند – تتبع البطريركية الانطاكية. وقد أكد هذا القانون ما جاء في القانون الثاني لمجمع القسطنطينية المنعقد في سنة 381.

ويقول تقليد هندي أن يوسف أسقف فارس سمع في الحلم نداء المسيحيين في الملبار وطلب من بطريركية أوروشليم تكليف شخص اسمه توما من قانا، بزيارة الملبار. ولما عاد توما من مهمته دافع عن المسيحيين الهنود طالب بالعطف عليهم فأرسلته البطريركية مع الأسقف الآنف الذكر ومع كهنة وشمامسة وعلمانيين ليعيشوا مع الهنود ووصلوا في سنة 345 فصار لهم استقبال حافل ليس من المسيحيين الهنود فحسب بل من ملك تلك البلاد أيضاً. وقد تكون هذه الرواية هي تاريخ هجرة المسيحيين الهاربين من الاضطهاد الدائرة رحاه آنئذ في بلاد العجم. وهو تاريخ مكتوب تحت تأثير الخيال، وقد خلط بعض المؤرخين بين توما الرسول وتوما الذي من "قانا".

منذ القرن السادس كثرت البراهين على وجود المسيحيين في الملبار وهذه البراهين صادرة في أكثرها عن شهود عيان. من هذا العصر حتى سنة 1497، تاريخ مجيء فاسكو داغاما، كان المسيحيون يتمتعون بامتيازات اجتماعية كبيرة فقد صنفهم الملوك من الطوائف الهندية العالية. هذه الامتيازات قطعت الصلة بين المسيحيين وسائر الهنود إذ صاروا ينظرون إلى الطبقات أو الطوائف الهندية الدنيا نظرة امتهان. ومن نتيجة هذه الامتيازات أن النشاط التبشيري تعطل والحياة الروحية تدنّى مستواها كثيراً.

وبمقدار ما يسمح لنا علمنا (2) نقول أن المسيحيين في الهند ظلوا بعيدين عن المخاصمات العقائدية الناشبة في الشرق خلال القرون الأولى. كانون يعتبرون نفوسهم أعضاء في الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية، ويستقبلون كل مسيحي يأتي من الخارج مثل أخ لهم في المسيح غير ملاحظين إلى أي جماعة، من الجماعات المسيحية الكثيرة، ينتمي هذا الزائر.

كنيسة الملبار والبرتغاليين

وانسجاماً مع روح الضيافة والأخوة المسيحية استقبل الهنود البرتغاليين في أوائل القرن السادس عشر (1502). فضلاً عن ذلك، فإن المسيحيين الهنود كانوا بحاجة إلى مساعدة البرتغاليين لحمايتهم ضد الغزوات الإسلامية التي تكاثرت في الهند الجنوبية. وأمضى القديس فرنسيس كزافيه (François Xavier) المبشر الكاثوليكي الكبير ثلاث سنوات في الهند (1542 – 1545) ولكنه، مع مجموعة البرتغاليين لم يتدخلوا في حياة المسيحيين الداخلية والذاتية ولم يمارسوا في البدء أي نوع من التبشير بين المسيحيين (3). ولكن سرعان ما تغيرت خطتهم وبدأوا يفرضون الإعتراف بسلطة البابا والطقوس اللاتينية. وكان الهنود، على جهلهم للنوايا البابوية، قد يمكن أن يقبلوا باستبدال سلطة البطريرك النسطوري القائم في الموصل (4) بسلطة أسقف روما. إلا أنهم رفضوا. وسبب رفضهم هو مجرد تمسّكهم بتقاليدهم الخاصة فيما يتعلق بالليتوجية وزواج الإكليروس وقضايا أخرى. وأسرع البابا اكليمنضوس الثامن فكلف رئيس أساقفة غوا (Goa) ألكسي ده منيسيس أن يحل المشكلة القائمة بسرعة. وبعد زيارات شخصية لجميع الفئات المسيحية في الملبار استمرت عدة شهور، وبعد جهود متواترة لإقناعهم، عقد رئيس الأساقفة ألكسي مجمعاً في ديامبور سنة 1599، ضم 813 ممثلاً لكنائس الملبار. وتحت ضغط القوات البرتغالية قبل المجتمعون بسلطة البابا واعترفوا بالإيمان الروماني وأعلنوا اعترافهم أيضاً بمقررات مجمع ترانت (1565) وديوان التفتيش عدم زواج الكهنة وإلغاء كثير من العادات المحلية (5)، وإعادة النظر بالخدم الليتورجية. وأتبعت قرارات مجمع ديامبور بإحراق جميع الكتب الدينية والرقوق المكتوبة باللغة السريانية، مما أثار احتجاجات عنيفة. وراح الاستياء العام يتزايد يوماً بعد يوم وقامت مظاهرات ثورية. إلا أن السلطات قمعتها بسرعة. بقي الحال كما هو حتى سنة 1653 إذ أوقف البرتغاليون الأسقف اعاطلله (Ahatala) الذي جاء من بابل ودخل البلاد متخفياً، بقصد مساعدة الثائرين وسيامة أسقف عليهم. أوقفوه وقتلوه. فانفجر العصيان وتجمهر ألوف الناس في بلدة مطانحيري بالقرب من كوشين أمام صليب كبير من حجر يسمى كونان (6) ربطوا به حبلاً وأمسكوا به وأقسموا على رفض التبعية للكرسي الروماني. مائتا ألف مسيحي سرياني أعلنوا الاستقلال عن روما وبقي عدد ضئيل جداً على الولاء اللاتيني ولكن هذا العدد بدأ يتكاثر بشكل ملحوظ بفضل نشاط الكرمليت واضطهادات جديدة. وعرفت هذه الجماعة، الموالية لروما، بإسم (سيرو-رومان) السريانية الرومانية (7).

بعد هذا العصيان توترت العلاقات بين البرتغاليين والهنود وظهر أثر هذا التوتر في الحياة الداخلية للجماعات السريانية. وفي الواقع لم يعد في استطاعتهم استقبال أساقفة من الخارج فوجدوا أنفسهم مجبرين أن يرسموا أساقفة بوضع أيدي الشيوخ (8). واستمر هذا حالهم حتى جاء الهولنديون وطردوا البرتغاليين في سنة 1663. عندئذ استطاع الهنود الاتصال من جديد بالكنائس الشرقية الأخرى. وفي سنة 1665 وصل إلى الهند الأسقف السرياني مار غريغوريوس حيث أعاد تثبيت الأسقفية الرسولية في هذه الكنيسة القديمة. ومنذئذ انضوى المسيحيون في الملبار تحت سلطة بطريرك انطاكية السرياني بدلا من البطريرك النسطوري (9).

كنيسة الملبار والارساليات الانكليزية

طيلة مدة وجود الهولنديين، والانكليز الذين سرعان ما تبعوهم في الهند، كانت الاضطرابات الداخلية تضعف الكنيسة وبدأ المبشرون البروتستانت بتوافدون إلى الهند. وكانت الكنيسة تشكو كثيراً من التعدي على القانون كما تشكو نقصاً عاماً في الكهنة المثقفين.

 وفي هذا الوقت وصل المبشر الانكليزي الكبير الدكتور Buchanan  الذي أعطى نفسه كلياً لعمل التجديد فنشر طبعتين للكتاب المقدس الواحدة باللغة السريانية والثانية بالملايالان (Malayalan) لغة الشعب. وبفضل رجل انكليزي آخر صار للكنيسة سيمينار أي مدرسة اكليريكية وكان ذلك سنة 1813. وبغية تأمين أساتذة جديرين لهذه المدرسة فقد أرسل نداء إلى جمعية المبشرين الكنسية (C.M.S) المؤسسة سنة 1799، لإرسال مبشرين من أجل مساعدة كنيسة القديس توما. وجاء المبشرون وأظهروا حماساً كبيراً واحتراماً لتقاليد الكنيسة مكتفين بتدعيمها على مبادئ إيمانها الذاتية. ولكن، لسوء الحظ، فقط تذمر بعض المبشرين الشباب من ممارسة بعض العادات المحلية واعتبروا أقدس تقاليد الكنيسة الهندية خرافات. واستطاعوا أن يكسبوا بعض المؤمنين فألفوا جماعة جديدة بروتستانتية في سنة 1836.

كنيسة مار توما

 وبعد زمن أرادت جماعة أقوى أهمية، بتوجيه ابراهام مالبان خاصة، إدخال بعض التحريفات في الليتورجيا، وفي حياة الكنيسة العامة على ضوء التعاليم الانكليكانية الجديدة. وهكذا طلبوا منع الصلوات من أجل الأموات، وتكريم العذراء مريم والقديسين، وممارسة الاعتراف الفردي، وإقامة الليتورجيا بدون مناولة جسد الرب ودمه. والتحريفات في نص الليتورجيا كانت تهدف نكران عقيدة الاستحالة الحقيقية في مفهومها التقليدي الصحيح. فبدل عبارة: "واصنع هذا الخبز جسد يسوع المسيح" –أثناء الاستحالة- اقترحوا عبارة: "وليأت الروح القدس على هذا الخبز ويصنع منه جسد يسوع المسيح للذين يتناولون منه". وأيضاً بدل :"الذبيحة غير الدموية" وضعوا كلمة :"الصلاة" ، وتغييرات كثيرة أخرى.

هذه الحركة "الإصلاحية" البروتستانتية اصطدمت بمعارضة المتروبوليت وعدد كبير من الإكليروس والمؤمنين، فنتج عند ذلك انشقاق خطير. ففي سنة 1887، استقل عدد كثير من المسيحيين السريان، بقيادة أسقفين، وأقاموا كنيسة منفصلة معروفة بإسم "كنيسة مار توما".

إلا أنه جدير بالملاحظة أن بعض الشبان المثقفين من هذه الكنيسة بدأوا يعارضون الحركة منذ سنة 1923. وأعلنوا أن كنيسة مار توما والكنيسة القديمة السريانية يجب أن تتحدا وأن ابراهام ماليان، إذ أراد إزالة بعض الأخطاء، قد أزال بعض الحقائق... وفي عام 1937 ارتقى واحد من هؤلاء الشبان إلى الدرجة الأسقفية فتدعمت الحركة حتى توصل فيما بعد هذا الأسقف إلى رئاسة كنيسة مار توما وهو المتروبوليت يوهاتون مار توما (10). ومنذ تسلّمه الرئاسة أطلق تصريحاً قال فيه أنه صار متروبوليت كنيسة مار توما حتى يصفي (يزيل) هذه الكنيسة. وأكد، من جملة تأكيداته، وجود المسيح الحقيقي في الخبز والخمر المقدسين... وشجع على الرجوع إلى ينابيع كنيسة الملبار وتقليدها الحقيقي. ولكن هل يصل المتروبوليت إلى غايته بسهولة؟ في الواقع انفصل بعض المؤمنين المعارضين في سنة 1961 وأسسوا كنيسة سموها كنيسة مار توما الإنجيلية. وهذه الكنيسة الجديدة ترفض الأسقفية الرسولية وتمارس سيامة الأسقف بوضع أيدي الشيوخ، وتعتمد في كثير من المواضيع على مبادئ الإصلاح البروتستانتي. وفي تصريح للكنيسة الجديدة قال أبناؤها: "لقد وطدنا العزم على تأليف جماعة مسيحية حقيقية ترغب في استمرار كنيسة مار توما الحقيقية وإيمانها الأصيل وعقيدتها. نعتبر الكتاب المقدس المرجع الوحيد في الإيمان والعقيدة. ونعترف بدستور إيمان نيقيه وبسرين اثنين بما يتوافق مع تعليم الكتاب".

أما مبادئ كنيسة مار توما، بعد انشقاق 1961، فقد عرضها أسقف هذه الكنيسة - وهي مليئة بالغموض والتشويش - كما يلي:

1. لا تعتقد الكنيسة بأن الخبز والخمر في الافخاريستيا مجرَّد رمز لجسد المسيح ودمه. إنما تترك لأعضائها أن يعتقدوا أو يرفضوا أن جسد المسيح ودم المسيح موجودان فعلياً بين المؤمنين بشكل الخبز والخمر وبطريقة سرية.

2.   الافخارستيا ذبيحة غير دموية.

3. لا تعتقد الكنيسة بأن شفاعة القديسين معاكسة للكتاب المقدس ولكنها لا تأمر بتقديم الصلاة إلى القديسين ولا تصلي من أجلهم. هكذا موقفها أيضاً من الصلاة من أجل الأموات.

4.  لا  تعتمد الكتاب المقدس فحسب، كأساس لإيمانها وعقيدتها، تعتمد، زيادة عن الكتاب، دستور إيمان نيقية والخدم الإلهية والطقوس.

 وهكذا تعتبر هذه الكنيسة نفسها "بأنها الكنيسة الشرقية الوحيدة التي تمسكت بتراثها الشرقي وتبنت المواضيع الرئيسية في الإصلاح البروتستانتي وقد حافظت على اللتورجيا التقليدية فيها بالرغم من التحريفات التي ذكرناها آنفاً. هذه الكنيسة نشيطة جداً، وتدير عدداً كبيراً من المدارس الثانوية والابتدائية ومدرستين عاليتين، ومدارس أحدية ومدرسة إكليريكية، وحركة للشباب وجمعية نسائية. والعمل التبشيري فيها مزدهر وقد ارتد حتى الآن بواسطتها نحو عشرة آلاف شخص إلى المسيحية.

ونزيد أن كنيسة مار توما، على الرغم من حركة الرجوع إلى الأصل القديم، متأثرة كثيراً بالكنيسة الانكليكانية. وجدير بالذكر أنها تمارس مع هذه الكنيسة مشاركة المقدسات.

-----------

 1) البراهمانية هي الطائفة (caste) العليا بين الطوائف الهندية وهي طائفة الكهنوت. المجتمع الهندي ينقسم إلى فئات تسمى الطوائف. لقد ألغت الحكومة هذه الطوائف مؤخراً ولكن الشعب ما زال يحتفظ بالاحترام لها. هكذا الطائفة الأولى هي طائفة الكهنوت. الثانية:المحاربون والأمرا (كشاتريا). الثالثة:المزارعون والتجار (فيشيا). الرابعة:الخدام والصناعيون (مشودرا).الخ... وهناك غير المصنفين (Intouchables) وهم سواد الشعب أو الطبقات السفلى. ونلاحظ أن كل طائفة تنقسم غلى أصناف كثيرة. وهناك نظام خاص لصيانة التمايز الطائفي.

2) ويعود جهلنا في هذا الموضوع إلى أن المراجع المتعلقة بتلك الأيام قد أحرقها البرتغاليون بعد انعقاد ممع ديامبور، كما سنرى في العدد القادم. وتجدر الإشارة إلى أقوال بعض المؤرخين بأن كنيسة الهند، بعد ظهور الهرطقة النسطورية، قد انتقلت من سلطة أسقف العجم الذي صار نسطورياً وانضوت تحت رئاسة أسقف "هبرات" التابع لبطريركية انطاكية. وفي القرن الحادي عشر زالت كنيسة "هبرات" من الوجود. فعادت كنيسة الهند إلى الاعتراف بأسقف فارس النسطوري التابع لبطريرك العجم النسطوري.

3) اقتصر القديس فرنسيس Xavier على تبشير الصيادين الذين ما زالوا كاثوليك وقد اقنع في وقت قصير عدة آلاف بالدين الجديد. وحافظ على طيب العلاقات بالكنيسة الأرثوذكسية حتى أنه أوصى ملك البرتغال يوحنا الثالث بأسقف أرثوذكسي "شيخ قديس وفاضل،خدم الله بإخلاص وجلالتك مدة 45 سنة".

4) تذكر القارئ، بأنه في سنة 1552 حدث خصام في الكنيسة النسطورية كان من جرائه انفصال عدد كبير من المؤمنين والتحاقهم بروما وهكذا تكونت الكنيسة الكلدانية.

5) من التقاليد الملغاة ما هو شديد التأثر بالعادات الوثنية.

6) لفظة كونان (Coonen) تعني المنحني وربما تدل هنا على أن صليب مطانحيري الكبير لم يكن عمودياً.

7) لقد سمح رئيس الأساقفة منسيس لهذه الكنيسة بالإبقاء على استعمال الليتورجيا السريانية مع شيء من التعديل. هذا ما يربط هذه الكنيسة بأصلها لأنها- عدا الليتورجيا- لاتينية خالصة.

8) من هذا الواقع واعتماداً مقصوداً على نصوص الكتاب (اع: 11-12 و15-18، اع 13: 1-2 اتيمو 4: 14 وغيرها)جتمع الهندي ينقسم إلى فئات تسمى الطوائف. لقد ألغت الحكومة هذه الطوائف مؤخراً ولكن الشعب ما زال يحتفظ بالاحترام لها. هكذا الطائفة الأولى هي طائفة الكهنوت. الثانية:المحاربون والأمرا (كشاتريا). الثالثة:المزارعون والتجار (فيشيا). الرابعة:الخدام والصناعيون (مشودرا).الخ... وهناك غير المصنفين (Intouchables) وهم سواد الشعب أو الطبقات السفلى. ونلاحظ أن كل طائفة تنقسم غلى أصناف كثيرة. وهناك نظام خاص لصيانة التمايز الطائفي.

9) الكنيسة السريانية الهندية لم تقر أبداً أنها نسطورية في عقيدتها. لذلك كان من السهل الانتقال إلى السلطة الانطاكية. تقول أن كاثوليكوس الشرق كان يتبع بطريركية انطاكية ولم يكن نسطورياً عندما دخلت في طاعته كنيسة الهند. واستمرت هذه الكنيسة، حتى بعد الحكم على نسطوريوس بالهرطقة، في مجمع أفسس، في استقبال الأساقفة من البطريرك النسطوري في بابل (وهو خليفة كاثوليكوس الشرق)، بدون أن تصير نسطورية. وإذا قبلت مار غريغوريوس فقد عادت إلى انطاكية من جديد.

10) هذا المتروبوليت نفسه كان رئيس مجلس الكنائس العالمي بين مؤتمر افنستون في سنة 1954 ومؤتمر دلهي الجديدة في سنة 1961.

المشاركات الشائعة