المسيحيّون الأوائل

 ريمون رزق

النور- العدد الثالث 2018


في عالم تطغى عليه التقنيّات ويميل إلى اختزال فرادة الإنسان، وعلاقته الصميميّة من اللَّه الذي خلقه على «صورته ومثاله»، نحن بحاجة إلى التأمّل بعذوبة البشارة الأولى ونقاوتها، والتزام المسيحيّين الأوائل واستعدادهم لبذل كلّ شيء من أجل يسوع، القائم من بين الأموات. البحث في تاريخهم هو بحث في تاريخ الإعلان الإلهيّ، والذين آمنوا به، والاستفادة من أخطائهم، ومن وجوه القداسة التي جسّدوها. تسمح لنا مراجعة سبل عيشهم والوقوف على رجائهم، بالنظر إلى واقعنا بأعين مختلفة، مستنيرة بنور القيامة الذي كان دومًا حاضرًا في تطلّعاتهم. وتروي العطش إلى الشركة والأخوّة والمحبّة، التي طالما نفتقدها في عالم يؤلّه الإنسان وفردانيّته. إنّهم أقرب منّا من اليسوع التاريخيّ، وأوّل مَن جسّد رسالته، ووضعها موضع التطبيق . ما يميّز جماعتهم في القرون الثلاثة الأولى أنّها لا تتمتّع بأيّ سلطان، ولا همّ لها بالتأثير في الممالك. همّها الوحيد أن تعيش في المسيح وتنقله إلى أكبر عدد ممكن من الناس، بكلامها بخاصّة عبر شهادة حياتها.

علينا أن نجعلهم يعيشون مجدّدًا فينا. إنّهم أحياء بالنسبة إلينا، لأنّهم عرفوا الحقّ، ونقلوه إلينا. تقول رؤيا يوحنّا إنّ الروح يكلّم الكنائس. فما يقوله لواحدة منها يعلّم الكنائس الأخرى. علينا أن نتعلّم الكثير من الكنيسة الأولى. ما عاشته في القرون الأولى هو إرث ثمين لنا. علينا السهر على إعادة اكتشافه وعدم بعثرته، بل جعله ينمّينا في الحياة في المسيح...

تتميّز حياة مسيحيّي تلك الحقب بأمور كثيرة عن أوضاع رعايانا الراهنة إلى حدّ يجعل المرء يتساءل أحيانًا إن كانت الجماعتان ملتزمتين بالرؤية الإنجيليّة الواحدة. عند الأوائل، كلّ شيء متمحور حول هذه الرؤية، المعاشة في واقع الحياة اليوميّة، انطلاقًا من اجتماعات تُقام في بيوت بسيطة ومتواضعة. أمّا عندنا، فكثيرًا ما تنحجب هذه الرؤية وراء تشعّب طقوسنا وعظمة كنائسنا، وطغيان المؤسّسة على المواهب في الكنيسة. لماذا هذا التباين؟ ألم ننبع كلانا من مشارب الكرازة الرسوليّة الواحدة؟ ألم يهبّ علينا الروح القدس الواحد؟ ألاّ نتمثّل بوجه يسوع المجيد والدامي الواحد؟

قال المثلّث الرحمة البطريرك إغناطيوس الرابع (هزيم)، في محاضرة ألقاها في باريس، »إنّنا نأخذ اليوم الروح القدس رهينة، ولا نسمح له بأن يهبّ حيثما يشاء، وإنّ علينا إطلاق حرّيّة الروح القدس في الكنيسة«(2).

وقال في مكان آخر:

«إنّ الروح القدس هو الجدّة الفاعلة في العالم. هو حضور اللَّه معنا (رؤيا 8: 6). من دونه، يبقى اللَّه بعيدًا، والمسيح في الماضي، والإنجيل أحرفًا ميتة، والكنيسة مجرّد مؤسّسة، والسلطة تسلّطًا، والبشارة دعاية، والعبادة مجرّد ذكريات، والعمل المسيحيّ مناقبيّة عبيد. ولكن، في الروح، ينتفض الكون، ويدخل الإنسان في عراك مع الجسد، ويظهر المسيح القائم من بين الأموات هنا وثمّة، ويصبح الإنجيل قوّة حياة، والكنيسة تعني الشركة الثالوثيّة، والسلطة تصبح خدمة تحرّر، والشهادة عنصرة، والقدّاس الإلهيّ ذكرى واستحضارًا، ويتألّه العمل الإنسانيّ»؟(٣).

إن أردنا إزالة التباين بين حياة الجماعة الكنسيّة في أيّامنا وما كانت عليه في البدء، علينا السعي إلى استنباط كيف كان يتفاعل المسيحيّون الأوائل مع عمل الروح فيهم، علّنا نهتدي ونتمثّل بهم.

مَن يقابل أوضاع الكنيسة في أيّامهم بما آلت إليه أمورها اليوم، يجد تشابهًا واختلافًا في آن. ثمّة تشابه كبير في كوننا نعيش في عالم متعدّد المشارب، يغوص في علمنة وعولمة تجتاحه. وقد أصبحنا فيه أقلّيّة معرّضة، هنا وثمّة، لاضطهادات، ليست دائمًا دمويّة، بل مزدرية لمعتقدنا وتقاليدنا وتعاليم سيّدنا. وهي جاعلة من الإنسان إلهًا بقواه الذاتيّة وليس بنعمة الإله الأحد الذي نعبد، ومدنّسة قيمنا ومقدّساتنا. ألم يكن العالم الرومانيّ هكذا بالنسبة إلى الجماعات المسيحيّة الناشئة؟ كان موحَّدًا من النواحي السياسيّة والثقافيّة وحتّى الدينيّة الوثنيّة (إذ تعترف كلّ دياناته، ما عدا اليهوديّة، بتعدّد الآلهة). لكنّه يسمح بتعدّديّة منقطعة النظير، ينفتح على مختلف الفلسفات والديانات الأسراريّة الشرقيّة التي عرفت رواجًا كبيرًا فيه. كلّها مقبولة طالما تعترف بالأمبراطور إلهًا وتقدّم الذبائح لآلهته. من هنا اضطهاد المسيحيّين «كأناس يتعاطون خرافة جديدة وخطيرة»(٤).

ألا يقولون الآن على مَن يصرّ أن يكون مسيحيًّا إنّه يتعاطى خرافة قديمة، مرّ عليها الزمن، وازدراها العِلم وتخطاها التطوّر الحديث؟

أمّا الاختلافات، فهي متعدّدة الجوانب. أين نحن اليوم من عيش فرح القيامة في حياتنا اليوميّة (ما عدا ليلة الفصح لمَن يحضر خدمة ذكراها)، ومن صرامة الكرازة الإنجيليّة الرسوليّة؟ أين نحن من انتظار مجيء المسيح الثاني، والعيش بموجبه؟ أين رعايانا من الجوّ العائلي المحبّ، المشارِك والخدوم؟ أين وعي »مؤمنينا« أنّهم كنيسة اللَّه. ألا تختصر عندهم لفظة «الكنيسة» على مَن يرعاها (الأساقفة)، أو المكان الذي يستضيف اجتماعاتها (بيوت الكنيسة)، كما اعتادوا تسميتها؟ هل يعي الإكليروس والشعب أنّهم مسؤولون معًا عن كنيسة اللَّه التي يشكّلون؟ هل الفقراء أسياد في رعايانا؟ كيف يتلاءم تعليمنا الدينيّ، الذي يلي المعموديّة حتمًا (إذ أكثريّة المعمّدين الآن هم أطفال)، مضمونًا ومدًى وجدّيّة، مع نظام الموعوظيّة القديم الذي كان يدوم ثلاث سنوات على أقلّ تقدير؟ أين نحن من مفهوم وحدة الجماعة المسيحيّة التي ساد قديمًا؟ أين رعايانا الكبيرة، و«كنائسها» الفخمة المتشامخة، من »بيوت صلاتهم« المتواضعة؟ كيف يمكن لدور عبادتنا أن تؤمّن جوًّا عائليًّا، وترسّخ الشعور بأنّ الجماعة المجتمعة هي «جيلٌ مختار وكهنوتٌ ملوكي وأمّة مقدّسة وشعبٌ مقتنى» (1بطرس 2: 9)؟

متأمّلا بهذا الأمر، كتب المطران جورج (خضر):
«الرعيّة لم تكن لائحة أسماء مدوّنة في سجل. هي رعيّة المسيح المكتوبة في السماوات».
وقال إنّ وحدة المسيحيّين «تتجلّى في التماسك الذي كان بينهم ويزداد توهّجًا وتآلفًا إذا تناولوا جسد المسيح»، فيعون أنفسهم في الخدمة الإلهيّة «كيانًا واحدًا بانسكاب الروح القدس« عليهم. ثمّ يضيف، مؤكّدًا على الجوّ العائليّ الذي كان يسود الجماعات الأولى: «ما كان أحد يشتري قربانًا من الأفران. هم يعجنونه ويخبزونه ليأتي رمزًا لجهودهم». ويشدّد على ضرورة اجتماع الإنسان مع مَن يعرف ويحبّ في بيت صغير«لأنّ القاعدة أنّك تصلّي مع الذي تعرفه وتعايشه». ويقول إنّ »تكبير حجم الكنيسة كان السبب الذي فقدنا فيه المعنى الأوّل أنّ الكنيسة هي المؤمنون»، إذ تجميع «الناس من هنا ومن هناك تجمّع قوم يجهل أحدهم الآخر. فإذا خرجوا من الكنيسة يعود كلّ منهم إلى جهله الآخر». فتكون صلاته، إن قدّمها بخشوع، «خشوعًا فرديًّا، كأنّ أحدهم غير منضمّ إلى الآخرين، وليس عضوًا من أعضائه». لذلك «صارت الكنيسة جمهورًا، والجمهور ليس وحدة حياتيّة،... الجمهور ليس فيه دفء». وتضحى الديانة ديانة فرديّة تتماشى مع الفردانيّة الراهنة في مجتمعاتنا والعالم. لم يذهب المسيحيّون الأوائل إلى «بيت الكنيسة» ليلتقوا بالمسيح وحسب، بل للقاء الإخوة أيضًا. فيكون لقاء المسيح مضاعفًا إذا ما التقينا به في الإخوة أيضًا.

تضع كلمات سيادته الأصبع على جرح ضعفنا الروحيّ الأساس. المسيحيّة ليست ديانة أفراد، بل هي أشخاص في تواصل بعضهم مع بعض. إن لم يُؤمَّن لهم هذا التواصل العضويّ أثناء عبادتهم، يبقى شعورهم الروحيّ سطحيًّا، غير متجسّد في جماعة محبّة وخادمة. علّمنا آباؤنا أن لا خلاص لأحد من دون إخوته. فأين يلتقيهم في أبنية كنائسنا التي تتزاحم في العظمة والحجم، صورة لكبريائنا ورغبتنا «بالأبّهة» وشعورنا بالتفوّق على الآخرين؟

كان المسيحيّون الأوائل »مهمّشين«. عندما نريد أن نجعل من الكنيسة كنيسة الأكثريّة، لا تبقى في كثير من الأمور كنيسة حيّة. علينا ترقّب روح العظمة وخدعة الأمجاد اللتين نقع باستمرار في تجاربهما. تجعلنا مثل هذه التجارب مكتفين بأوضاعنا، نرفض مساءلتها. معظم أعضاء الكنيسة، إكليروسًا وشعبًا، راضون بما يفعلون، ويتبنّون، بدون وعي، كلام الفرّيسيّ القائل: «أشكرك، أيّها السيّد، أنّي لست مثل هذا العشّار»، مقتنعين بأنّهم لا يستطيعون فعل المزيد، لانشغالهم بمسؤوليّاتهم وانغماسهم في هذا العالم. كم منّا يعي أنّه غريب في هذا العالم وأنّ وطنه الحقيقيّ ليس فيه؟ وأن لا خيار له سوى أن يكون «مهمّشًا» في عالم يبتعد باضطراد عن الروح الإنجيليّة.

نبّه المطران جورج (خضر) في آخر مقالته المذكورة إلى أنّ «الحلّ هو في شقق عديدة نستأجرها أو نشتريها ليلتقي فيها الملتقون في بنايتين كبيرتين أو ثلاث أو أربع. هم يلتقون في المصعد أو في اجتماع أهل البناية، وبينهم علاقات حياتيّة. هؤلاء يؤلّفون وحدة اجتماعيّة تقوى وتتكرّس في الذبيحة الإلهيّة».

لا بدّ من أنّ هذا الاقتراح يحمل ومضات نبويّة علينا التوقّف عندها، إن أردنا استرجاع نمط حياة المسيحيّين الأوائل، والامتثال بهم في نشر الرسالة السارّة في عالم بات لا يعرفها بمجمله، كعالمهم، لكنّه يتوق، رغم ارتياحه إلى تقنيّاته، إلى مزيد من المعنى والمحبّة والدفء الأخويّ، هذه الصفات التي يُفترض أن نعيش عليها، إن كنّا أسلمنا نفوسنا حقًّا ليسوع.

مهما كانت المساعي لتقويم أوضاعنا الرعائيّة، وهي كثيرة، يصعب على الناس في رعايانا الحاليّة الواسعة، الملتئمة في أبنية كنسيّة كبيرة، أن يتعارفوا بعضهم على بعض، وأن يختبروا عمليًّا أساليب المحبّة والخدمة. ما بقيت اليوم كنيسة الحيّ، وحدة مشابهة لكنيسة الأوائل البيتيّة، بخاصّة في المدن، حيث أصبح كلّ حيّ مدينة بكلّ معنى الكلمة. لكنّ الوحدة المشابهة أصبحت وحدة «البناية» الكبيرة، أو مجموعة بنايات صغيرة متقاربة. يعرف سكّانها بعضهم بعضًا ويتعايشون في الحياة اليوميّة. فيسهل على المؤمنين منهم، أن يتفاعلوا ويبنوا أخويّة حقيقيّة، مترسّخة في محبّة يسوع، وينقلوا هذه المحبّة بالخدمة، إلى سكّان «البنايات» المجاورة، وحيثما يكثر الفقر والعناء.

سيسمح الاجتماع، في مثل هذه الأمكنة باستعادة تقليد موائد المحبّة «العائليّة» مثلاً، كما كان في البدء. وإن أُقيم القدّاس الإلهيّ في هذه الأمكنة، يجعل أعضاءها يتشاركون الطعام الروحيّ أيضًا، المتمثّل بجسد المسيح ودمه الكريمين. فتكلّل المناولة حالة المؤمنين الذين يعيشون في المكان ذاته ويتناولون الطعام المادّيّ معًا، وتقدّس الألفة والصداقة والشركة والمشاركة في الأفراح والأتراح القائمة بينهم، وتجعلهم يتمرّسون في الحوار الأخويّ الحقيقيّ والشورى، الذين يصعب الآن كثيرًا على الجماعات المسيحيّة القائمة أن تؤمّنهما. في مثل هذه الاجتماعات «البيتيّة»، يأخذ المتقدّم صورة الأب في العائلة، بدلاً من صورة المدير أو رئيس مجلس الإدارة، اللذين غالبّا ما يتّخذهما بعض المتقدّمين. كلّما زاد عدد المشتركين في اجتماع المسيحيّين اليوميّ أو الأسبوعيّ، كلّما ابتعد عن الشركة المعاشة في اجتماعات الكنيسة الأولى، واتّسمت الكنيسة بصورة المؤسّسة وابتعدت عن الجوّ الأخويّ والعائليّ. من أجل ذلك، تركّز بعض الجماعات المسيحيّة على محوريّة «الفرقة» الصغيرة، ليختبر ضمنها أعضاؤها حياة الشركة والمحبّة والخدمة.

لا بدّ من الملاحظة أنّ اجتماعات المسيحيّين الأوائل البيتيّة، منذ أيّام الرسل وحتّى مشارف القرن الرابع وبعده بقليل، أعطت زخمًا لهؤلاء المهمّشين لاقتحام العالم الرومانيّ بأسره، رغم المصاعب الجمّة التي اعترضتهم! ولا بدّ أيضًا من مقابلة هذا الواقع مع انعدام الهمّ التبشيريّ الذي يسود معظم الرعايا الحاليّة! فهل من موقف يجب اتّخاذه أمام موجة بناء كنائس «أكبر من كنيسة الجار»، المتفشّية في الأوساط المسيحيّة في بلاد الشرق. يبدو أنّ مسيحيّي هذه المنطقة، يضعون ثقتهم بالحجر، وبه يتجاوزون قلقهم على المصير، بدلاً من أن يكسروا قلوبهم الحجريّة لتشتعل بمحبّة المسيح وإخوته جميعًا، وتكون مستعدّة لغسل أرجلهم.

كلام المطران يجعلنا نتساءل هل كان اجتماع المسيحيّين الأوائل في بيوتهم الخاصّة مجرّد صدفة، تماشيًا مع تقاليد اليهود الذين كانوا يجتمعون في مجامع كانت مجرّد بيوت مخصّصة في الأصل، ابتداء من القرن السادس قبل الميلاد، لقراءة الكتاب المقدّس وتفسيره، وأصبحت بعد تدمير هيكل أورشليم «بيوتًا للصلاة»؟ أوَلم يكن لهم خيار آخر، إذ كان يصعب على ديانة ناشئة غير مرخّص لها، أن تشيّد أبنية لعبادتها، وتظهر في أماكن عامّة، خوفًا من الملاحقات والمتاعب؟

علينا إذًا أن نرجع إلى العهد الجديد وحياة الجماعات المسيحيّة الاولى، فندرك أنّ بعض ما نحن عليه يختلف اختلافًا جذريًّا عمّا كان يمارَس في الكنيسة الأولى. ونعي أنّ الأوضاع الراهنة تستدعي نهضة عارمة تسترجع أسس التقليد الرسوليّ، وتسعى إلى تمحور جماعاتنا الإفخارستيّة حول وحدات عائليّة الطابع، صغيرة ومتقاربة، تفعّل فيها مواهب كلّ عضو من أعضائها في جسد المسيح من أجل اقتحام العالم.

ثمّة طرائق مختلفة لقراءة التاريخ. منها مَا تبقى على سطح الأمور، فتبحث بالأحداث الكبيرة والرجالات، وما أنتجوه. لكنّ مثل هذه الطريقة لا يمكنها أن تعطي صورة حقيقيّة عن الجماعة المسيحيّة، التي رأسها المسيح، وجسّدها مجمل المؤمنين. فالقراءة الوحيدة، التي تعطي هذه الجماعة حقّها، تتمثّل في تاريخ القداسة، مستقصية خيطها الذهبيّ، الذي يمرّ عبر تاريخ البشر وخطايا جماعاتهم. وهو الذي يربط بين الماضي والحاضر وتاليًا بالمستقبل الآتي. لا تاريخ للكنيسة بدون وعي التوتّر القائم بين "ما تحقّق" (رغم الخطايا) و»ما سوف يأتي« المتمثّل بالتوق إلى الملكوت الآتي.

لا تبغي مطالعتي هذه في تاريخ المسيحيّين الأوائل، سوى البحث عن تاريخ عائلة هي عائلتي، أعضاؤها عاشوا في مجتمع يشبه أكثر وأكثر المجتمع الذي أعيش فيه، طالبًا معرفة الطريق التي اتّبعوها لنقل الكرازة الإنجيليّة الحاملة وجه يسوع، ولتجسيدها في تقليد حيّ أوصله إلينا روحه القدّوس، رغم سقطاتنا.

المشاركات الشائعة