خبرتي في الحركة

 ريمون رزق


- محاضرة لجيلله في كنيسة مار نقولا: لأوّل مرّة سمعت كلامًا على يسوع كقريبي: كنت أمارس على الطريقة الكاثوليكيّة كواجب.

المرحلة ما بين 1956 و1974
- إجتماع في بيت الحركة ومحاضرة ألبير لحّام وكلامه على الاهتمام بالأم عندما تكون مريضة: كنت قد سئمت من مستوى كهنة كنيستي القليل الثقافة ويغامرني فكر الالتحاق بالكثلكة.
- مود وكابي وغيرهما وقبولهم لي كصديق قديم واكتشاف حياة الفرقة وقانون الحياة والتجذّر في الموعظة على الجبل.
- لقائي الأوّل مع جورج خضر: الأب الروحيّ يستمع ويجعلك تتكلّم (وكانت لي هذه الخبرة مع أوليفييه كليمان والبطريرك أثيناغوراس والأب صفروني...).
- مكتبة مركز بيروت: تحت سريري أنهل منها: الكتابان اللذان أدخلاني في اللاهوت الأرثوذكسيّ "الكنيسة الأرثوذكسيّة" لسرج بولغاكوف، المترجم من جيلله، و"اللاهوت الصوفيّ للكنيسة الشرقيّة" لفلاديمير لوسكي، ومجلّات إيرونيكون.
- مرسيل مرقس وشفيق منصور ودير الحرف: رياضات روحيّة واعترافات: أدخلاني في الحياة الروحيّة: لا حياة أفقيّة ولا عموديّة بل الاثنين معًا. لاحقًا الأب أندريه سكريما.
- مسؤوليّة عن الطلاب: المسؤوليّة تبني وتكوّن: غزونا المدارس الكاثوليكيّة وبعض الجامعات إضافة إلى بعض المدارس الأرثوذكسيّة. أهمّ العاملين:
G. Habib, Maud Nahas, puis R. Rizk, Nouhad Tarazi, Ghassan Maalouf, Tony Saad, Michel Gharzouzi, Siham Tabbah, Tony Khoury, Georges Habet, Fares Bitar (+), Salim Issid (+), Edouard Zreik (+), etc.

في أواخر ستينات القرن العشرين كان يوجد في بيروت نحو ثلاثين فرقة طلّابيّة (ثلاثة جامعيّة، عشرة طلّاب ثانويّين و15 إستعداديّين). كنت عضو في إحدى فرق الجامعيّين مع أغناطيوس هزيم (+)
- العمل البشاريّ: في الجبل أوّلاً مع حليم نهرا (+) لاحقًا الأب تريفون: فتح الكنائس والتعليم ثمّ بقيادة كابي حبيب ثمّ أليف خوري (+) من عكّار الذي كان طالبًا في بيروت. كان يوجد نحو عشرين فرع في الجبل في أوائل سبعينات القرن العشرين.
- رئيس مركز وعضو أمانة عامّة (الإرشاد بعد هزيم).
- العمل الكنسيّ: موقف ألبير لحّام المطواع لرأي الأخوة وموقف مؤسّس آخر رافض التوسّط للحفاظ على ماء الوجه والعلاقات العائليّة.
- مساهمة الحركيّين من المراكز الأخرى: مرسيل بندلي (+) وجورج صايغ (+) (من طرابلس) كانوا ينشطون في بيروت ولاحقًا طالبات من اللاذقيّة (لينا وبنات بدر) وطلّاب من حلب والكورة.
- مؤتمرات الطلاب: في مدرسة البشارة في منتصف الستّينات على صعيد كلّ الحركة.
- اشتراك أعضاء الفرقة الواحدة دائمًا معًا في القدّاس الإلهيّ: "لنحبّ بعضنا بعضًا".
- نشاط مشترك مع حركات شبابيّة مسيحيّة وبدء الاجتماعات المسكونيّة.
- اشتراك شبابنا في نشاطات ثقافيّة (غسان معلوف في الندوة اللبنانيّة).
- العمل في منظّمات الطفولة بقيادة سليم خوري ثمّ فؤاد جوجو وجورج حدّاد (+). في بدايات سبعينات القرن العشرين كان يوجد في بيروت نحو 1500 ولد. قال لي ذات مرّة أحد الأولاد أنّه يعيش خلال الأسبوع في ذكرى مناولة الأحد الماضي وانتظار مناولة الأحد القادم.
- التعليم الدينيّ في المدارس الرسميّة والطائفيّة المجّانيّة.
- كان يوجد ثلاثة بيوت للحركة في بيروت (الأشرفيّة، المصيطبة ورأس بيروت).
- ساهم شباب مركز بيروت بتنظيم استقبال البطريرك أثيناغوراس، وتكلّم أحدهم باسم الطلاب الأرثوذكس.
- تأسيس المركز الطبّي الاجتماعيّ السنة 1965.
- نشاط سندسموس: كان ألبير لحّام رئيس المنظّمة وكابي حبيب أمينها العامّ، فانعقدت جمعيّتها العموميّة في لبنان.
- في بدء سبعينات القرن العشرين انفتاح على غير الخلقيدونيّين، وبواسطة كابي حبيب الذي أصبح أمين عامّ دائرة الشباب في مجلس كنائس الشرق الأوسط في النشاطات المسكونيّة. ثمّ أصبح أمين عامّ هذا المجلس.
- بعد حرب 1967 انخرط شبابنا في الدفاع عن القضيّة الفلسطينيّة. نظّم كابي حبيب في بيروت المؤتمر العالمي للمسيحيّين من أجل فلسطين السنة 1969.
- مؤتمرات الإرشاد على صعيد الحركة جمعاء ابتداءً من أواخر الستينات.
- تفعيل حركة النشر وتنظيم معرض الكتاب الأرثوذكسيّ.
- أمين عامّ لأوّل مرّة بعد تسقيف المطران جورج خضر. أثناء ولايتي صدرت وثائق "العيش في حضرة الله الدائمة"، "العمل الرعائيّ"، "العمل المسكونيّ" وأُعدّت برامج لكلّ الفرق والأعمار.
- عرف مركز بيروت بعدها مشادّة بين قلّة من الشباب أرادت الانخراط بالكفاح المسلّح والأغلبيّة التي شجّعت المقاومة اللاعنفيّة. مؤتمر حصرون السنة 1972 انتهى إلى الاتفاق على وثيقة "إلتزام شؤون الأرض" التي أعدّها شفيق حيدر.
- باشتراكنا الدائم في صلاة النوم الكبرى عوّدنا البيروتيّين الذين ما كانوا يعرفونها على ممارستها، وساهمنا أيضًا بتدريج عادة المناولة في كلّ قدّاس إلهيّ.
- تكريس نديم طرزي وسمير غلام في الكهنوت.
- تأثير الأب أندريه سكريما.

المرحلة بين 1975 و1992: 
حرب وتبعثر الحركيّين، وبعد تسقيف المطران عودة، وبطلب منه أُغلقت مدارس الأحد والتعليم في المدارس وبيت الحركة في المصيطبة، وتمّ انفصال الجبل عن مركز بيروت إلى أن وصل الأمر مع بعض الكهنة أن يخيّروا الشباب بين الحركة والرعيّة. فدخل الكهنوت ألكسي مفرّج، وقسطنطين باشا، وبولس وهبه وسليم بردويل وغيرهم. وآخرون دخلوا الرهبنات النسائيّة.
- إنخرط بعض الشباب في العمل الإغاثيّ خلال الحرب داخل المركز الطبّيّ الاجتماعيّ وخارجه.
- إنشاء مشروع التبنّي المدرسيّ السنة 1978 ولاحقًا مشروع العمر الثالث.

أهمّ ما علّمتني الحركة
- العيش في حضرة الله الدائمة.
- التفتيش على المسيح في كلّ مواضع سُكناه: الصلاة، الكتاب المقدّس، القدّاس الإلهيّ والليتورجيا، اجتماع الأخوة، الفقير: الحياة في المسيح.
- عدم الإدانة.
- همّ الكنيسة.
- الشهادة في العالم واستقامة التعامل في العمل.
- الشهادة بواسطة الكتاب والنشر.
- ممارسة النقد الذاتيّ وفحص الضمير والاعتراف.
- روح التكريس والالتزام.
- الكهنوت الملوكيّ والليتورجيا وحريّة أبناء الله.
- التعلّق الشديد بالكنيسة الأرثوذكسيّة مع الانفتاح المسكونيّ.
- لا أحد مسيحيّ لكنّه يكون في صيرورة إذا أراد.
- حسرة في القلب وانكسار

نهضة من تحت أو من فوق؟
انعدام الهمّ البشاريّ
ضعف التكريس
المجالس
تهديد الوحدة الأنطاكيّة والأرثوذكسيّة

علّمتني الحركة باختصار أنّه "بالاتّحاد بالمسيح فقط يبلغ الإنسان ملء كيانه، ويجد كمال طبيعته وكلّيّتها والمعنى الحقيقيّ والأخير لمصيره، وكمال أعماله وحياته كلّها. فبالمسيح وحده يستطيع أن يكون إنسانًا كاملاً ويحقّق طبيعته الحقيقيّة بكلّ أبعادها" (سمعان اللاهوتيّ الجديد). وأنّه يتحقّق بالتواصل مع أخيه الإنسان ويرتفع قدر ما يغسل أرجل الناس.

وأن تصبح كلّ جماعتنا (العائلة، الرعيّة، الأبرشيّة، الكرسيّ الأنطاكيّ) جماعات إنجيليّة تحيا على صورة الجماعة المسيحيّة الأولى وتدخل في ميثاق حقيقيّ مع الله والأخوة، وتعي أنّها خادمة وحدة شعب الله تذكّر باستمرار بعدم الإدانة والمحبّة.

هل يأتي يوم لا تعود فيه الحركة ضروريّة؟ ستظلّ ضروريّة طالما أنّه يوجد شباب وشابّات تنجرح قلوبهم بمحبّة الربّ وأخوته والبيعة التي تجمعهم، ويكونوا مستعدّين على غسل أرجل الناس في الكنيسة وخارجها، ويبقوا منتبهين إلى هبوب الروح القدس الذي يسأل كلّ تمأسس في الكنيسة ويمنحهم المواهب لخدمة الجسد بكامله، هذا الجسد الذي يشاركون في تكوينه بواسطة كهنوتهم الملوكيّ في كلّ قدّاس إلهيّ.

علينا أن نفهم أنّ هويّة الحركة الأساسيّة الحياة في المسيح ونظامها الأوحد الإنجيل مترجمًا عطاء وخدمة، وقانونها المحبّة والأخوّة وهمّ التبشير. وأنّ كلّ شيء آخر فيها يجب أن ينبع من هذه المسلّمات، وإلّا لا داعي لاستمرار وجودها.

المشاركات الشائعة