إلى الشبّان في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة

 ريمون رزق

النور - العدد الثاني 1996

 

"كتبت إليكم أيها الشبان لأّنّكم أقوياء وكلمة الله مقيمة فيكم وقد غلبتم الشرير" (1 يوحنّا 2: 14). أعلم أنّه في اللغة الشائعة الاستعمال في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، ليس مقبولًا التوجّه بالكلام إلى الشبان دون سواهم، لأنّنا لا ننفكّ نؤكد أنّه ليس هناك في الحركة من شبان أو كهول، بل هناك شباب دائم يحيّيه المسيح، وأنّ الشباب هو شباب القلب المضطرم بمحبّة الله، وأنّ ولاءنا المشترك للمسيح لطالما جنّبنا صراعات الأجيال، وأنّ الحركة، على غرار قصص "تان تان"، تتوجّه إلى الشبان "من سنّ السابعة حتى السابعة والسبعين".

بالرغم من أنّني أصبحت في خريف العمر وصرتُ أكثر إدراكًا لثقل خطاياي ومساوماتي الذي يصعب إحتماله في أغلب الأحيان، إلّا أنّني أريد الاستمرار، وأستمرّ فعلًا على الرجاء في التقيّد بهذه التأكيدات والاقتناع بأنّ الدعوة إلى الإلتزام، التي أطلقها الروح القدس من خلال الحركة، إنّما هي موجّهة بالمقدار ذاته وبالقوّة ذاتها إلينا جميعًا بغض النظر عن عمرنا الفعلي.

لكن لمناسبة هذه الذكرى الجديدة لتأسيس الحركة، وددت أن أبعث بهذه الرسالة بشكل خاصّ إلى مَن هم في ربيع العمر من شبابنا. فأنا أعلم أنّهم أقوياء وأصلّي بحرارة لكي يَقبلوا أن تُقيم كلمة الله فيهم، حتى يستطيعوا أن يغلبوا الشرّير. أفعل ذلك لأنّه يستوقفني أن ألاحظ أنّ عددهم قليل جدًّا في المراكز القياديّة في الحركة، بالرغم من كونه عددًا متزايدًا في صفوفها, وهذا أمر يتنافى والتقليد الحركيّ حيث كان التبديل في القيادة يحصل عامّة من دون مشاكل تُذكر. قد تكون الأسباب متعدّدة، فالحرب وما نجم عنها من صدمات نفسيّة ليست غريبة من دون شك عن هذا الواقع، لكن ينبغي ألّا نجعلها ترياقًا لأنّ ذلك قد يمنعنا عن كشف عوامل أخرى على قدر أكبر من الأهمية لارتباطها الوثيق بهذه الأوقات الشريرة التي نعيش. تعاظم خلالها مجتمع الإستهلاك، وحلّت سرعة وتيرة التغيّير في الأفكار والأخلاق، وانتشرت الدَنيَوية (Sécularisation)، وانحلت الروابط العائليّة, وهذا يزيد من عمق الهوّة بين الأجيال، وبالتالي من صعوبة الحوار بينها،كما يثير عند الراشدين الشكوك وعدم التفهّم لتصرفات الشباب من جهة، والتردد وانعدام الثقة والقلق عند الشباب من جهة ثانية.

أعلم أنه ليس أحد من الراشدين يتمسّك بمراكز المسؤوليّة. وأضيف إلى ذلك أنّه يصعب على الحركة أن تستغني عن الحكمة والدراية اللتين أهّلهم لها الروح القدس. لكن يبدو لي أنّه ليس فقط الحركة، وإنّما الكنيسة كلّها، بحاجة ماسّة وملحّة إلى الحماسة والاندفاع والتساؤلات التي لا يأتي بها سوى الشبّان الذين يخوضون مغامرة القداسة.

ليس المطلوب فقط أن يكون صوت الشبّان وأفكارهم وهواجسهم مسموعة، بل يجب مهما كلّف الأمر أن يتمكّن الشبّان، عبر انخراطهم الفعلي في الهيئات القياديّة، من المشاركة في تحديد وتنفيذ التوجّهات العمليّة لشهادة الحركة والكنيسة في الألف الثالث. هكذا تُعاش الروح المجمعية في صفوفنا وتستطيع "أن تظهر في الأعمال"، وإلّا كانت "محبتنا بالكلام وباللسان" (1 يوحنّا 3: 18).

أسمح لنفسي بتذكير لراشدين في الحركة وفي الكنيسة بنصائح رسول الأمم حين قال: "أيّها الآباء لا تغيظوا أبناءكم لكي لا تضعف عزيمتهم" (كولوسي 3: 21). وأيضًا: "أناشدكم أن تؤكدوا المحبّة لإخوتكم" (2 كورنثوس 2: 8)، أي أن تتعاطوا معهم ليس كمشرّعين، لكن على طريقة الذي أعطى حياته فداءً عمّن أحب.

أمّا بالنسبة إلى الشبّان، فأودّ أن أذكّرهم بأنّ كلام الرسول نفسه إلى تيموثاوس: "لا يستخفنّ أحد بحداثتك"، الذي غالبًا ما نردّده بطريقة عشوائيّة ومبتورة، إنّما هو مرتبط ومشروط بما ورد مباشرة بعده في النصّ، أي: "بل كن قدوة للمؤمنين بالكلام والسيرة والمحبّة والإيمان والعفاف" (1 تيموثاوس 4: 12)، كما هو مرتبط بما ورد في موضع آخر من الرسالة ذاتها: "اطلب البر والتقوى والإيمان والمحبّة والصبر والوداعة... واجتنب الكلام الفارغ والجدل الباطل الذي يحسبه الناس معرفة" (1 تيموثوس 6 : 11، 20)، وفي الرسالة الثانية إلى تيموثاوس، التي يقول فيها الرسول لتلميذه: "لا تخجل من الشهادة لربّنا" (2 تيموثاوس 1 : 8) و"اجتنب أهواء الشباب" (2 تيموثاوس 2 : 22) و"بشّر بكلمة الله وألحّ في إعلانها بوقتها أو بغير وقتها" (2 تيموثاوس 4 : 2). يوجد في هذه الوصايا برنامج كامل لشبّاننا، وعليهم أن يبذلوا قصارى جهدهم لتطبيقه، إن أرادوا فعلًا ألّا يستخفّ أحد بحداثتهم.

أنا أعلم أنّكم قادرون على هذا. لكن ينبغي لكم أوّلًا الاقتناع بأنّكم أعضاء فعليّون في الكنيسة، وبأنّ الربّ نفسه يدعوكم إلى الاضطلاع بمسؤولياتكم فيها، وأنّه عليكم أن تطالبوا بالمكانة التي هي من حقكم في كل نواحي حياة الحركة والكنيسة، لكن بدون غطرسة وكبرياء، وإنّما بصلابة وسهر دائم على احترام "الأوّل بين المتساوين"، في مختلف صُعد الكنيسة الحركة. عليكم كذلك أن تتيقّنوا بأنّكم، قبل كل شيء، خدّام وأنّ الخادميكون مستعدًا، على غرار سيّده، أن يغسل أقدام إخوته.

إن القداسة هي المغامرة الوحيدة التي تستحق أن يعيشها الإنسان. فعصرنا بحاجة، أكثر من أي عصر آخر، إلى قدّيسين يعرفون أن يعطوا طعمَ الأبدية لرتابة الزمن، بتذكيرنا أنّ الله يحبّنا حبًّا جسيمًا، وقد افتدانا بثمن باهظ، وينتظر، محترمًا حريّتنا، أن نفسح له زاوية في قلبنا. عليكم أن تخوضوا هذه المغامرة التي ستحملكم، في يوميّات حياتكم وعبرها، إلى اكتشاف وجه المسيح المدمّى والمجيد في آن. عليكم أن تصنعوا خلاصكم هنا في هذا العالم، في صراعات البشر وفي مشاركة الآخرين. فالهروب، حتى ولو كان إلى ما يسميه البعض بالروحانيّات، لن يجديكم نفعًا، لأنّ أيّام المحاجر حتى الروحيّة منها قد ولّت. المسيح قد تجسّد وروى بدمه أرض البشر. فلا تخافوا إذًا إن تلوّثت أيديكم في هذه الأرض. ليس هناك من مقابل جدير بشبابكم، تبادلون به حبّ المسيح الجنوني، سوى أن تُظهروا له وللذين اختار أن يقيم فيهم، حبًا مماثلًا. عليكم أن تفتّشوا عن المحبوب في كلّ أماكن سكناه، وألّا تهملوا واحدًا منها، لأنّ الرب يأتي في منتصف الليل، في اللحظة التي لا ننتظره فيها. اسعوا بلا هوادة إلى ملاقاته في تأمّل كلمته، وتناول جسده ودمه، وفي شركة إخوته الذين هم إخوتكم أيضًا، وفي مواجهة الصلاة، وفي خدمة البشر الذي ارتضى أن يسكن فيهم. إنّكم مدعوون أن تكونوا حملة المسيح. يجب أن ينمو هو فيكم وأن ينقص أناكم. حينها سيتّسع قلبكم ويمتدّ إلى أقاصي المعمورة، وتصيرون أكثر تحسّسًا بمشاكل كنيستكم والعالم، وأبلغ تفاعلًا معها.

عندئذ، ينبغي لكم ألّا تتعثّروا بسبب ما قد يبدو لكم أحيانًا، وبحقّ، دنسًا في الكنيسة وتخاذلًا في صفوف أعضائها. ستُحارَبون وتكونون موضع سخرية فيها. وقد تبدو لكم فسحة الحريّة التي على الكنيسة أن تؤمنها قبل كل شيء، خانقة أحيانًا، وسينتابكم غالبًا الشعور بأنّ الروح القدس مكتوم فيها، وأنّ المؤمنين فقدوا الرجاء والجرأة، وأن خلطًا غامضًا ومقلقًا يحدث في أوساطها بين مقتضيات الله ومغريات العالم. وخلافًا لما يوصي به الرسول، قد يحصل أن يغيظكم آباؤكم. إزاء كثل هذه الأوضاع، عليكم التحلّي بالشجاعة والمثابرة، رغم كل شيء، على ممارسة المحبّة حتى أقصى الحدود. فالكنيسة الأمّ لا تُترَك إذا مرضت، بل يحبّها أبناؤها أكثر، ويتفانون أكثر في خدمتها.

إن كان ينفعكم أن تعرفوا أنّ آخرين قبلكم قد حوربوا، فاعلموا أن هذه الحركة، التي هي حركتكم، قد عانت الكثير، ونُعتت بأسماء شتّى، متناقضة إلى أبعد حدّ. إتّهمها البعض بأنّها "كنيسة داخل كنيسة"، بمعنى أنها تعتبر نقسها "فوق الكنيسة". وقال البعض الآخر إنّها "حزب السلطة" أو "الحزب الحاكم"، ويُقال عنها في الآونة الأخيرة بأنّها "فئة في الكنيسة متحزّبة لمصالحها وقيادتها"، ولا بدّ من كمّها هي أيضًا. لا تهتمّوا بهذه الأقاويل والإتّهامات إلّا بهدف اقتفاء أثر الحقيقة التي يمكن أن تحملها، بغية تنقيَة مسيرتكم باستمرار. ما من أحد يستطيع إحتواء "فيض" الروح فيكم، اللّهم إذا كنتم حريصين أن تبقوا دومًا شفّافين لمتطلباته. "فالذين يسلكون سبيل الروح يهتمون بأمور الروح" (رومة 8: 5). بقدر ما تبقون أمناء لدعوتكم على هذا النحو، لا تخشوا أن تُنعتوا "بالمتحزّبين". أجل، إنّ حركتكم هي حزب، لكنها حزب الله وحده، في كنيسة المسيح، وضمن احترام تام للمواهب التي يوزّعها الروح فيها.

كلّما انتظمتم داخل جماعة المؤمنين، كلما ازدادت دهشتكم لاكتشافكم الشقاقات المتنوّعة التي لا تنفكّ، والتي تعززها تفاهة البشر وخطاياهم وأهواؤهم. في الجماعة الكنسيّة، حيث كلّ شيء يجب أن يُفعل بطريقة مشتركة على صورة الوحدة الإلهيّة المثلثة الأقانيم ، وحيث كلّ واحد يتحقّق في اتحاده بالآخرين، تكثر المواجهات المصطنعة بين العلمانيين والإكليروس، بين الكهنة والرهبان، الأغنياء الوفقراء، الروحانيّين والناشطين، الشبّان والكهول إلخ... فالشرير لطالما عمل على تفكيك الكنيسة. ولم يكن لها ثمة عصر ذهبي. عليكم أن تعلموا ذلك. لكن الروح لطالما حرّك في كنيسة الإبن، أناسًا يكرّسون أنفسهم للدفاع عن شرف الله. هل أنتم أهل لذلك؟ على كلّ حال اعلموا أنّكم مدعوون إلى أن تكونوا على هذه الصورة. في صراعكم ضدّ عمل الشرير هذا، احرصوا دومًا على التمييز بين الخطيئة والخطأة. يطلب الله منكم أن تحاربوا الشرّ، إنه لا يقيمكم قضاة للحكم على مَن يقترفوه. وكلّما تقدمتم في العمر، أدركتم ضعفكم الشخصي، وصرتم أكثر استعدادًا لمسامحة الخطأة. وسوف تفهمون أن الكنيسة المقدّسة هي أيضًا كنيسة الخطأة التائبين المسامَحين والمدعوين بدورهم، في اللقاء الإفخارستي، إلى الغفران "لمَن لهم عليه".

من هذا المنطلق، وفي حرصكم التام على التحلّي بالتواضع، عليكم أن تكونوا في طليعة مَن يريدون الكنيسة "بلا عيب ولا دنس ولا ما أشبه ذلك"، كما يصفها الكتاب المقدس (أفسس 5: 27). لذلك عليكم أن ترفضوا الكذب والمساومات وكل انحراف عن الروح الإنجيلي، في نفوسكم أولاً، ومن ثمّ، وإذا اقتضى الأمر، عليكم أن تسهروا على فضح تلك الممارسات عند الآخرين مع السعي الجدّي للمحافظة دائمًا على المحبة الأخويّة. لا يمكنكم ألّا تبالوا بحياة الكنيسة الداخليّة وبالصورة التي تعطيها للعالم. فالأمر متعلّق بأصالة الرسالة الإنجيليّة، ويجب أن يُدرج في صدارة اهتماماتكم. تباحثوا بهذا الموضوع مع إخوتكم، وانفتحوا به على كهنتكم وعلى أسقفكم. فأنتم كلّكم مشاركون بمسؤولية الكنيسة، برئاسة أبيكم المطران وعنايته. واعلموا أن ّكلّ صمت أو تهاون في هذا الصدد هو مساومة مع الشرّ.

أنتم سواعد الكنيسة وسفراؤها إلى العالم وإلى الحداثة. كما أنّكم أكثر تحسّسًا للتغيّرات التي طرأت على عقلية الناس خلال العقود الأخيرة. أنتم تعلمون أكثر من "الكبار" ما الذي لم يعد يفهمه رفاقكم الشباب، في لهجة الكنيسة ولغتها. إنّكم مسؤولون عن كلّ شاب من جيلكم لا يستطيع أن يفهم رموزنا، بسبب تنافر اللغة أو الطريقة، وأن يكتشف المسيح في كنيسته. يتوقّف عليكم أن تقولوا لنا ماذا يجب أن يُفعل. الأمر ملحّ، فلا تخجلوا من أفكاركم. ليس ضروريًا أن يحوز الإنسان على شهادة اللاهوت ليكون لاهوتيًا، لأنّه في تقليد كنيستنا "اللاهوتي هو مَن يعرف أن يصلّي". يلزمنا الكثير من الصلاة، وأن نمتلئ من روح الإنجيل، حتى يعطينا الروح القدس أن نستنبط أشكالًا جديدة في الليتورجيا، ضمن الاحترام التام للفكر الذي تقوم عليه نصوصنا الحاليّة. علينا أن نجعلها تصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وعلينا أن نجدّد تعليمنا الديني وطريقة تنشئة أولادنا، كي نسمح للنفحة التي تسكن تقليدنا الكنسي، أن تحرّره من الغبار الذي تراكم عليه، على مرّ العصور، بفعل التقاليد المتأخّرة التي تأسر التقليد الحيّ الحقيقي بتكاثر التقاليد والعادات البشريّة.

إنّ الهمّ التبشيري يجب ألّا يقتصر على الشباب، بل يمكن لهم أن يلعبوا في نشره جورًا طليعيًا. فغالبًا ما يكون الآباء ينتظرون كلمة واحدة من أبنائهم ليهتدوا. أنتم، أيها الشبّان، تتمتّعون بالقوّة لتحملوا على أكتافكم كل ضيق العالم والكنيسة والحركة. حطّموا الأغلال واخرجوا من"أبراج الصلاة العاجيّة"، واعتبروا البشارة السارّة شغلكم الشاغل. وابتكروا أساليب جديدة تحاكي أوضاع العصر، وجنّدنا، نحن الكهول، عليها. فكلنا مسؤولون عن هذه البشارة، وواحدنا عن الآخر. أظهروا إحساسكم بالمسؤولية تجاه من هم أكبر منكم سنًا.

ولا تنسوا بخاصّة الفقراء والحزانى والمظلومين، لأنّ لهم الحقّ بعنايتكم قبل سواهم. ففي الخدمة الفعليّة الملموسة، والمشاركة العادلة في الثروات، تبرهنون عن محبّة المسيح اللامتناهية تجاه البشر. يجب أن تكون مساعدة المحرومين من إخوتنا، في صلب شهادتكم وهمّكم التبشيري.

إنّكم مدعوون إلى زحزحة الجبال. لا تقبلوا بالحلول الوسطى أو التي هي من باب "رفع العتب". أنتم حاملو راية المسيح. فلا تنسوا أنّ الراية لا توضع في الجيب كالمنديل، بل تُرفع عاليًا في وجه العالم. ذكّرونا بمتطلبات الإنجيل "بوقتها أو بغير وقتها". تكلّموا جهارة وبصوت عال. فإنّ كنيسة أنطاكية عطشى لسماع كلام الحقّ. إن السكوتإلّا عندما يتحوّل صلاة لا يُحتمل من كثرة ثقله.

كونوا لنا المثال الصالح. إنّ المسؤوليات تؤخذ أخذًا، فلا تنتظروا أن يعطيكم إيّاها أحد. أقول لكم مرة أخرى ألّا تخافوا، فالمسيح قد غلب العالم. "الروح الذي نلتموه لا يستعبدكم ويردّكم إلى الخوف، بل يجعلكم أبناء الله وبه نصرخ إلى الله: أيها الآب أبانا" (رومة 8: 15).

المشاركات الشائعة