الطاعـة

 ريمون رزق

يسوع هو مثال الطاعة الحقيقيّة. لأنّه أطاع أباه الإله الآب، فأعطاه الآب أن يكون له "كلّ سلطان في السماء وعلى الأرض" (متّى 28: 18). ويقول لنا بولس الرسول: "فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع، الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلًا لله، لكنّه أخلى نفسه، آخذًا صورة عبد، صائرًا في شبه الناس... ووضع نفسه وأطاع حتّى الموت، موت الصليب. لذلك رفعه الله وأعطاه اسمًا فوق كلّ اسم لكي تجثو باسم يسوع كلّ ركبة ممَّن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كلّ لسان بأنّ يسوع المسيح هو ربّ لمجد الله الآب" (فيليبّي 2: 5-11).

على المسيحيّ أن يطيع يسوع المسيح وإنجيله وتعليم كنيسته (2 تسالونيكي 3: 14، متّى 10: 40). بالطاعة يصل  المسيحيّ إلى الله بالإيمان (أعمال 6: 7، رومية 1: 5، 10: 3، 2 تسالونيكي 1: 8). ينجو المسيحيّ بالطاعة من عدم طاعة آدم وحوّاء الأصليّة، ويدخل في سرّ الخلاص الذي لا شريعة لمَن يدخله سوى يسوع المسيح (1 كورنثوس 9: 21).

تقتضي شريعة يسوع المسيح الطاعة أيضًا للسلطات البشريّة الشرعيّة، والأهل والمعلّمين والأزواج والسلطات المدنيّة بقدر ما تستمدّ سلطتها من الله، فيطيعها المسيحيّ ليخدم الله بواسطتها (كولوسي 3: 18، 20، 22 ورومية 13: 1-7).

وبما أنّ تلك المرجعيّات يمكنها أن تقوم بأعمال طالحة، ظالمة ومخالفة لشريعة الله، يمكن للمسيحيّ ألّا يطيعها إذا قامت بمثل هذه الأعمال، حتّى إن اقتضى ذلك معاقبته (الشهداء واجهوا الموت) لأنّه "ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس" (أعمال 5: 29).

أمّا في الكنيسة، فالطاعة سرّ يكشفه الروح القدس، ويجب عيشه كسرّ. فالطاعة واجبة للأسقف عندما يُعلن الإيمان الحقّ. وليست ضروريّة عندما يُعرب عن آراء شخصيّة أو يُعيق حرّيّة أبناء الله. عندما يتّضح أنّ التعليم أو السلوك مخالف للتقاليد والممارسة الكنسيّة الصحيحة، فإنّ عدم قبوله واجب، أيًّا يكن عضو الكنيسة الذي يبشّر به. وعندما يتّضح أنّ المسؤول يستعمل وسائل سلطة هذا العالم ويتخلّى عن المحبّة الإنجيليّة، فالطاعة تكون غير واجبة له. على طاعة المؤمنين أن تكون دومًا مستنيرة وموجّهة عبر البشر إلى يسوع المسيح وحده.

 


المشاركات الشائعة