المشاكل التي تواجه الكنيسة الأنطاكيّة اليوم

 ريمون رزق - 2000

تواجه الكنيسة الأنطاكية اليوم مشاكل مختلفة نتعرّف على بعض ظواهرها الخارجيّة دون أن تكون لنا معطيات دقيقة لا عن أسبابها ولا عن تأثيرها الطويل المدى. من أهمّ هذه المشاكل كما نتلمّسها:

1-   العلاقات ضمن الجماعة الكنسيّة وذلك على كلّ صعيد: ممارسة السلطة في الكنيسة، تطبيق الأنظمة، اكتمال الأنظمة إلخ... لهذه الأمور وجه مبدئيّ ووجه تنفيذيّ. السؤال المطروح هو حول وضوح الأوّل كما حول علاقة الثاني الفعليّة له.

2-   الرعاية في الكنيسة: حجم الأبرشيّات، حجم الرعايا، نوعيّة الرعاية، تأهيل الخدّام، استقطاب المواهب، نوعيّة الرعاة والخدّام وحياتهم العامّة إلخ... هذه الأسئلة مطروحة على ضمير الكنيسة من قبل شبابها ومثقّفيها وذلك من أجل تغيير جذريّ في النمط الرعائيّ السائد، من خلال إنشاء لجان رعائيّة (يمكن أن تطال رقعة اهتمامها أكثر من رعيّة عندما لا تتوفّر الطاقات) من شأنها الإهتمام: بالإرشاد الزوجيّ (قبل الزواج)، برعاية العائلات الحديثة العهد، بتأمين السهرات الروحيّة ورعاية الشباب في عائلاتهم، بالتأهيل للشهادة في الجامعة والعمل، إلخ...

3-   حياة التقديس في الكنيسة: الصلوات في نصوصها وأدائها، الأبعاد الإيمانيّة في الحياة الأسراريّة، الوعظ، التعليم، البشارة إلخ... واقع "الطقوسيّة" في الكنيسة الأنطاكيّة لا يتلاءم والخلفيّة الإيمانيّة التي تقوم عليها الليتورجيا، أي التجسّد. كما أنّ واقع التعليم على كافّة مستوياته بحاجة إلى إعادة نظر جذريّة ربّما.

4-   الإعلام والبشارة: ماذا نقول للنّاس؟ كيف نقوله؟ متى نقوله؟ بأيّة لغة ننقله؟ بأيّة حدّة وجدّة ننقله؟ أسئلة يوميّة على كلّ لسان أرثوذكسيّ وفي كلّ مناسبة. الحماس وحده لا يكفي. الكنيسة، كجماعة مؤمنين، مطالَبة بأكثر في عالم اليوم. فلا نستحي لا بالصدق ولا بالحشمة ولا بالتفاني بالعمل وبخدمة المحتاج ولا بالازدراء، بل نركّز على حدّة الإنجيل في تعليم واضح للكتاب المقدّس قائم على الاستمراريّة في المواقف الأساسيّة من عصر الآباء إلى يومنا هذا. التحدّيات كبيرة، وسكوت الكنيسة غير مقبول من قبل أبنائها وهو يجعلهم في غربة عنها، ولا بدّ من التشاور بها مع أخصّائيّين لتبلور، إذا أمكن وإذا دعت الضرورة، جوابًا عنها. وعلى سبيل المثال لا الحصر: التقنيات الوراثيّة، العلاقات الجنسيّة قبل الزواج، الإجهاض، العنف والأخلاق، التلوّث على أنواعه، الزواج / الطلاق / المساكنة إلخ...

5-   المال والمؤسّسات: ماهيّة الأوقاف ودورها في حياة الكنيسة، ماهية المؤسّسات الكنسيّة وعلاقتها بالبشارة، المال والسلطة ودورهما في الكنيسة والتعامل مع مالكيهم... مجموعة أسئلة ولو كان الجواب المبدئيّ عليها واضحًا إلّا أنّ الواقع الكنسيّ لا يتماشى وهذه الأجوبة.

تصوّر مبدئيّ لآليّة تحريك الوضع الراهن

من أجل تحريك الوضع الراهن، يبدو أنّه لا بدّ من سعي حثيث لطرح كافّة الأمور بجدّيّة وصراحة وجرأة، فتصبح هذه الهواجس محمولة من الجميع في اتجاه يتماشى وروح الإنجيل. أمّا الثوابت لفتح ورشة "الوعي والبناء" هذه فهي:

1-   مشاركة كافّة المؤمنين بها، كلٌّ على حسب ما أُعطِيَ من مواهب.

2-   تأمين القواعد التي عليها يقوم أيّ طرح، بالتمسّك بما هو من صلب التقليد فقط.

3-   وضع كلّ طرح في إطار ظرفيّة المتغيّر تجاه ثبات ما هو من الإيمان.

على هذا الأساس، يمكن تبنّي منهجيّة عمل هي كالتالي:

1-   وضع تصوّر للمحاور التي يمكن أن تُبنى عليها خطّة العمل هذه.

2-   وضع مسح لكافّة الطاقات من شخصيّة ومؤسّساتيّة يمكن أن تشارك في بلورة طروحات كلّ محور من المحاور المحدَّدة والاستفادة من الدراسات التي يمكن أن تكون موجودة لدى كلّ منها.

3-   وضع خطط تنفيذيّة لكلّ من المحاور تبدأ بحلقات استشاريّة تهدف إلى توضيح الرؤية من أجل البلوغ المشترك إلى "استقامة رأي" في الطرح، وتصل إلى تبنّي إجراءات عمليّة يتحمّل مسؤوليّة تنفيذها الأبرشيّات من خلال المؤمنين، كلٌّ حسب ما أُعطِيَ من مواهب.

4-   وضع خطط لدراسات ميدانيّة لا بدّ منها حتّى يأتي التخطيط في المحاور المختلفة هادفًا وواقعيًّا.

5-   وضع خطط إعلاميّة مسرّعة على الصعيد الأنطاكيّ لخلق تيّار متجاوب مع هذه الورشة.

إقتراح أوّليّ للحلقات الاستشاريّة والمشاريع التنفيذيّة

حتّى لو اتفقنا على المنطلقات الأساس وتوافقنا على أولويّات الحقبة المقبلة من تاريخ كنيستنا في العالم، يبقى تصوّرنا غير واقعيّ إن لم نُجمع أيضًا، ككنيسة، على خطط تنفيذيّة واضحة المعالم والأهداف.

        وإطلاقًا للبحث والنقاش، نلحظ فيما يلي بعض المشاريع، وهي إمّا لقاءات (تحضيريّة أو تنفيذيّة)، أو دراسات، أو إنجازات مختلفة (كتب، عمران، مؤسّسات، إلخ...). من المتوقَّع أن تطال المرحلة الأولى سنتَيّ عمل والمرحلة الثانية سنتَين إضافيّتَين.

المشروع	الهدف
حلقة دراسيّة تقويميّة	الأنظمة الرعائيّة القائمة
الأنظمة الماليّة والإداريّة	وضع نظام موحَّد
مؤتمر تربويّ عامّ	توحيد الرؤية التربويّة وبلورتها واقتراح خطط تنفيذيّة
الإعلام	وضع سياسة واقتراح خطط تنفيذيّة
التجديد الطقسيّ	مواكبة الطقوس لحياة المؤمنين
مؤتمر لاهوتيّ	تشاور حول المواقف اللاهوتيّة من إشكاليّات العالم المعاصر
مؤتمر حول الرعاية	تجديد الهيئات الرعائيّة واستقطاب المواهب في الخدمة
المسح الرعائيّ	مسح الطاقات
مؤتمر تنفيذيّ حول المال والأوقاف	وضع أسس التعامل الماليّ، وأسس تنموية الأوقاف
مؤتمر أخصّائيّ حول لغة الإشارة	اللّغة ودورها في التواصل واستطرادًا الوعظ والتأليف
النشر	أشكاله وتنوّعه والطاقات العاملة فيه
المنتدى الفكريّ	منتدى فكريّ دائم يفسح المجال للحوار حتّى على الـInternet
الفنّ الكنسيّ	قراءة جديدة لدور الفنّ في الكنيسة خاصّة التصوير والموسيقى والعمارة
مؤتمر لاهوتيّ	الكهنوت الخاصّ ومميّزاته في حياة الكنيسة والتعاطي مع تحدّيات الفكر المعاصر
التأليف التربويّ	إطلاق مشروع التأليف التربويّ المتكامل
المؤسّسات الكنسيّة	تكاملها وخصوصيّاتها
المنتدى الرعائيّ	مؤتمر عامّ لرعايا الكرسيّ على سنتَين

 

جولة الأولويّات

أخيرًا، من الصعب في الوضع الراهن وضع جدول أولويّات. فالأمور كلّها ملحّة للغاية. لكن وإن كان لا بدّ من اقتراح أولويّات عمل للسنة القادمة، فيمكن اقتراح:

1-   حلقتَين دراسيَّتَين في صيف سنة 2001 (أسبوع لكلّ واحدة منهما):

·        حلقة حول التربية ومستلزماتها اليوم

·        حلقة حول الرعاية وأطرها الحيّة

تكلّف لجنة خاصّة لتحضير كلّ من هاتَين الحلقتَين.

2-   حلقتَين استشاريّتَين في خريف سنة 2000 (ثلاثة أيّام لكلّ واحدة منهما):

·        حلقة حول الأنظمة العامّة

·        حلقة حول الأوقاف وتنميتها 

تدرس كلّ من هاتَين الحلقتَين مشروعًا تنفيذيًّا يكلّف بوضعه شخص أم أكثر.

3-   مسح رعائيّ شامل للطاقات الأرثوذكسيّة.