حول الرياضات الروحيّة، وسرّ المصالحة والصلاة العفويّة

 ريمون رزق


يستوقفني عندما ألتقي بشباب الكنيسة تشديد بعضهم على أولويّة السهرانيّات والأبوّة الروحيّة وما يسمّونه الحياة "الروحيّة". كلّ ذلك جيّد إن لم يقع المرء في الصنميّة ويرهن الحرّيّة التي أعطاها له الله. كما يستوقفني عند آخرين قلّة ممارسة سرّ المصالحة (الاعتراف) وعدم ممارسة مواقف يتعلّمون فيها عظمة الصمت والسكون إلى الله. ويستوقفني أيضًا شبه انعدام الصلاة الشخصيّة غير المكتوبة والاكتفاء بالصلوات الطقسيّة. لا بدّ من هذه الصلوات إذ تحمل إلينا كنوزًا وضعها آباؤنا، وتنقل إلينا "خبرة" الكنيسة الأصيلة، لكنّها لا تغني عن مناجاة النفس لخالقها.

ويبدو لي أنّ ممارسة سرّ الاعتراف تتقهقر عند البعض يقابلها "الاتّكال الكلّي" للبعض الآخر على أبيه الروحيّ.  أذكر، فيما أذكر من أيّام شبابي في الحركة، الطوابير الطويلة التي كانت تنتظر دورها للاعتراف. وأذكر أيضًا الرياضات الروحيّة التي لم تكن تتمحّور حول نقاشات ومواضيع عامّة، بل حول الإرشاد والصمت والصلاة والتأمّل الشخصيّ. وأذكر أيضًا أنّنا كنّا نشجّع في اجتماعات فرقنا على أن يُقدِم كلّ واحد منّا مداورة على صلاة شخصيّة يكتبها هو ويضع فيها المشاكل التي يعيشها وأعضاء فرقته أمام الله. لا أدري إن سقطت هذه الممارسات. وإن سقطت يكون سقوطها عظيمًا. وعلينا استعادتها لكي نتدرّب على علاقة واعية مسؤولة مع الربّ، نفحص فيها ضميرنا ونسعى إلى التأصّل في الموعظة على الجبل، مجسّدين الفكر الإنجيليّ في حياتنا اليوميّة وفي علاقاتنا.

 


المشاركات الشائعة