أقوال الآباء الشيوخ المعاصرين[1]
أثناسيوس، رئيس دير غريغوريوس
في الجبل المقدس (+1953)
- المتواضع يرتفع نحو الله، حتّى في حياته الأرضيّة، لأنّه يتلقى النعمة الإلهيّة وتسكن نفسخ. يرتفع عن الأهواء وتجارب الشيطان، لأنّه يعيش حياة مستقرة وخالية من القلق ويصل إلى راحة مباركة.
- مَن يحبّ لا يزعج الآخرين أبدًا، ولا يحزنه مهما كان صغيرًا، بل يحيطه بالمودة كالأخ...مَن يحبّ لا يحتمل حزن الآخروانزعاجه بسببه. وإذا حدث له أن يحزن أحدهم، يُسرع باستغفاره ومصالحته. مَن يحبّ يحافط على اللطف والهدوء تجاه الجميع. هذا ما يجب على المسيحيذين فعله إذا أرادوا أن يثكونوا مسيحيّين حقيقيّين.
- كن بطيئًا في الكلام سريعًا في الصلاة. لا تنتقم، لا تكره مَن ظلمك في شيء ولا تدينه، بل سامحه كمحسن لك. فكّر باستمرار في ذنوبك، لوم نفسك وعاتبها واكره آناك. كن متواضعًا، طاهرًا من كل دنس النفس والجسد. كن وديعًا، ودودًا، مسالمًا، عطوفًا للجميع، مملوءًا لطفًا ورأفة، رحيمًا ومتسربلًا بكل عدل وحق.
- إذا أزعجك أخ بشيء ما أو احتقرك، احتمل ذلك بوداعة لتظهر أنّك تلميذ للمسيح، ولتجد راحة لنفسك، فيستفيد منها أخوك أيضًا. إن قاومته فاعلم جيدًا أنّك تأخذ الخنجر الذي وضعه العدو بينكما وأن تقرّبه بنفسك إلى قلبك لتُفرح العدو لأنّ القلب الغضوب يصبح عرشًا للشيطان بينما القلب الوديع هو عرش الله.
أنثيموس من دير القدّيسة حنّه في الجبل المقدّس
- التواضع هو الأساس الذي تُبنى عليه كلّ الفضائل التي تحمعها المحبّة.
- إنّ هوى الغضب هو نار تحرق كلّ براعم الفضائل وتمنع نموّها, الغضب هو أحد أبناء هوى التكبّر البغيض.
- لا تظهر المحبّة طالما نحبّ مَن يحبنا، بل تظهر عندما نحب مَن يعتبرنا من أعدائه.
القدّيس صفرونيوس (سخاروف) (+1993)
- اللاهوت هو في مجتوى صلواتنا.
- أن نصبح مسحيّين أمناء أصعب شبء في عصرنا الحاضر. فالمسيحيّون يخوضون معركة عظيمة.
- علينا أن نكون على استعداد أن نتحمّل تجارب شبيهة بالتي تحملها الأوائل، إذ قُتل كلّ شهود قيامة المسيح. فعلينا نكون مستعدّين لتحمّل كلّ شيء.
- علينا إلّا ننسى الواقع المحيط بنا، بل أن نعمل ونواجه كلّ الظروف بفكر المسيح.
- عندما نصبح مسيحيّين، يصبح كلّ تعبنا وجهادنا أن "نواجه" أعداءنا بمحبّة الله. هذا هو استشهاد المسيحي.
- لا نطمح في تغيير العالم، بل نطمح إلى الحصول من الله قوّة مواجهة كلّ الظروف بمحبّة.
- الذي لا يقبل صليبه غير مستحق للمسيح وليصبح نلميذًا له. الكائن الإلهي يكتشف للمسيحي عندما يُصلب من أجله. إذا سعينا أن نفعل ما قاله المسيح، سنواجه الصليب، هذا الصليب الذي هو مقرّ اللاهوت الحقيقي.
- إثناء آلامه، لم ينظر المسيح إلى ما يفعله البشر، بل إلى الآب. فإذا امتثل الإنسان بمثل هذا الموقف، لن يغضب ولا يعطي أهميّة كبرى لمَت يسيىء إليه. فهو مصلوب مع المسيح ولا يفكّر إلّا بالآب.
خرلمبوس رئيس دير ديونيسو في جبل آثوس
- يريد الله التواضع. مهما كانت كثيرة الفضائل الممارسة، فالنقل إذا سؤلنا كيف حال حياتنا الروحيّة أنّنل لسنا إلّا عبيد بطالين. لحظة تقول إنّ حياتك الروحيّة هي جيّدة تخسر كلّ شيء، لأنّك تقع في الكبرياء. لذلك نقول في خدمة الساعات:"لا يَسْكُنُ وَسَطَ بَيْتِي المتكبّر"، أي لا المتكبّرين. يَثْبُتُ أَمَامَ عَيْنَيَّ
القدّيس بييسيوس (+1994)
- مَن بتكلّم على الآباء أو يكتب عنهم وهو غير مطهّر من أهوائه، يشبه برميل مليء عسلًا لكن يفوح منه رائحة سيّئة.
- الله يهب نعمته للمتواضع حتّى لو سقط في بعض الأحيان. لكن يشبه المتكبّر الدفّة المختلّة أو المنشار الحاد من جهة واحدة.
- تكمن حياة المسيحي الحق في المحبّة والتواضع.
- ما هو أساسي هو التواضع واللطف والبساطة. اللطف هو قبل كل شيء الاهتمام بالآخرين وعدم القيام بما يناسبنا. وما الله بظالم لأنّه بعد ذلك يعوّض ما فقدناه ببذل الجهد لمساعدة أخينا.
- يجب على الإنسان أن يتفكر في النِعم التي ينالها من الله، وفي عدم قيامه شكره عليها، وأن يطلب بقلب منكسر رحمة الله. فليكن كل شيء له ذريعة لشكر الله وتمجيده.
- بين العديد من الأشخاص الذين يتناولون بانتظام، لا أرى فيهم الكثير من التقدم. في أيامنا هذه، أصبحت المناولة المقدّسة روتينيّة.
- يريد الله أن نرجوه بالتدخّل ومساعدتنا، لأنّه يحترم حريّتنا.
- عندما نشارك الآخر بوجعه ونبدي له كلام نعزية، عملنا هذا هو بمثابة صلاة، وغالبًا ما تُستجاب الصلاة.
- إنّ نيل القداسة لا يعتمد على عدد السنين بل على الغيرة السخيّة وجهادنا المتواضع. والغيرة السخيّة هي التواضع والنبل وبذل الذات.
- عش وجعك كأنّه غير موجود.
- إن لم يسكن المسيح في داخلنا، سوف نتشبّه. بلقطينة فارغة.
- لا يجب أن نقول إنّنا نريد محبّة المسيح، بل بالأحرى إنّنا لا نريد أن نحزنه. إنّ طلب محبّة المسيح في الصلاة هو نوع من الإدّعاء.
- فلنكن واعين في الصلاة أنّنا كبار الخطأة، ولا نعتبرنّ أنفسنا زاهذين كبار.
- في اللحظة التي يعتقد الإنسان فيها أنّه لم يقترف أيذة خطيئة، فإنّه يُخطىء.
- منذ اللحظة التي نضع نفسنا مكان الآخر، أي أن نتفهّم مشاكله، نكون قد أحببناه حقًا. حبّ كهذا خال من كل تعلّق ذاتي، ويتحمّل كلّ شيىء.
- البعض يتكلّم لأنّ موهبتهم الطبيعيّة تؤهّلهم الكلام. موهبة الآخرين أن يسكتوا. المهم أنّ الكلّ يسهر على تقديس موهبته الخاصّة.
- النعمة الإلهيّة لا تقترب من غير المتواضعين.
- إذا أحببت أخًا أكثر أو أقل من أخ آخر، فإنّ محبّتك ليست من الله.
- مَن يحب نفسه ينفصل عن الله، ويضع حاجزًا بينهما.
- المحبّة لا تُتعب.
- منحنا الله العقل لكي نتمكّن الوصول إلى حالة نرفض العقل.
- الجحيم هو الانفصال عن الله، وهو بالنسبة إلى الولد الصغير أن يكون بعيدًا عن أمّه.
- فلنعطي ذواتنا لأخينا لكي يُعطى لنا المسيح.
- عندما يصل الإنسان إلى محبّة الله "الجنونيّة"، فإنه في كثرة محبّته يحتضن في تلك المحبّة كلّ ما يجده أمامه. تعني محبة الله أنّ الله يستحوذ عليّ.
- الشيء الوحيد الذي يطلبه منّا الله أن يكون قلبنا طاهر.
- شيوخ آخرون
- يكمن هدفنا في الوصول إلى محبّة المسيح. و إذا أحببناه، كلّ شيء يصبح سهلًا.
- كونوا محبّين الجميع. عندما تكونوا هكذا فإنّ المسيح يسكن أيضًا بينكم.
- باب الهلاك هو إدانة الآخر.
- أعظم الفقر هو قلّة المحبّة، وما من فقير إذا كان عنده الله. وإذا رأيت شيئًا شرّيرًا، تغاضى عنه.
- إذا لم تترك الصلاة لن تتركك أيضًا، بل ستنمو.
[1] الأقوال
مقتبسة من Ascètes athonites du XX siècje, Hiéromoine Euthyme, Editions des Syrtes, 2023.. ترجمة ريمون رزق