هويّة الحركة

 ريمون رزق


قانونها المحبّة

أن نصبح الجماعة الكنسيّة جماعة إنجيليّة تحيا على صورة الجماعة المسيحيّة الأولى.
الحركة هي ميثاق مع الله والإخوة.
الحركة خادمة لوحدة شعب الله.
الحركة المذكّرة دائمًا بالمحبّة.

خدمتنا للكنيسة تكمن في:
1- تكريس حياتنا ليسوع: أن نعي أكثر فأكثر ونفعّل تكريسنا الكلّيّ للمسيح، مرسّخين فينا الاقتناع أنّ برنامجنا الأساس هو يسوع المسيح المؤدّي إلى التألّه. كنيسة أنطاكية بحاجة اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، إلى أناس يتبتّلون للربّ ولا يريدون أن يعرفوا سواه. همّهم الوحيد إرضاءه وابتغاء وجهه والعيش في محبّته. لا يبتغون جاه أو تقدير أو شرف إذ لا شرف لهم ولا جاه ولا تقدير سوى شرف الخدمة وغسل أرجل الإخوة، وكلّ إنسان يضعه الربّ في طريقهم. بدون هذا السعي الدائم والدؤوب إلى الالتصاق بالربّ والتخلّق بأخلاقه واكتساب فكره وحمل هم التبشير بتعاليمه، لا قيمة لنا ولا حاجة إلينا. كثيروت هم المعلّمون. كثيرون هم المنظّرون. كثيرون هم الأسياد أو الذين يبتغون الوجاهة والسيادة. الكنيسة بحاجة ماسّة إلى هءلاء الصغار الذي قرّروا أن يتبعوا يسوع حيث يريد أن يأخذهم، عالمين أنّ طرق الربّ تؤدّي إلى فرح وتعزية، ولكن أيضًا إلى صلب وقيامة.
2- المحبّة
3- حمل همّ الكنيسة كجسد المسيح المشترك بيننا: لا "نحن" و"هم"
4- أيجاد جماعات إفخارستيّة حيّة
5- احترام القوانين وتأليف المجالس
6- التكريس في الكهنوت والرهبنة
7- تطوير الأساليب التربويّة لكرازة أجدى
8- اقتحام مَن لا يعرف الكنيسة من أبنائها

التساؤلات

اولا: خدمتنا تقتضي ان نسعى بشتى الوسائل الضاغطة والمحبة الى هدم الجدران التي يريدها البعض بين ابناء شعب الله الواحد. وبخاصة بين الاكليريكيين والعلما نيين وبين فئات عديدة في الكنيسة تهرطق بعضها البعض. وذلك يتم باعادة تأكيد لاهوت الكهنوت الملوكي والمواهب من جهة، وبالدعوة الى الحوار بين الفئات المتخاصمة في سعي لبلورة رؤية جامعة واحدة متجذرة في تقليد الكنيسة و ضرورات التبشير والانفتاح المحب على الانسان المعاصر. لا بد من مبادرات سريعة في هذا المجال تأخذها الحركة بالتعاون مع اخرين ، لان الافكار تتباعد باضطراد وسوف تجر القلوب. لا يكمن الخطأ في حالة الاختلاف بالرأي ضمن الجماعة الواحدة، وهذا شرعي، بل ان يهرطق الواحد الاخر لمجرد اختلاف بالرأي ويرفض الحوار مما يقود الى رفض الاخر وانتزاع صفة الاخوة عنه.

ثانيا:تكمن خدمتنا للكنيسة الانطاكية ايضا بواسطة اطلاق مشاريع ضرورية لتأمين استمرارية وفاعلية شهادتها و منها ما يلي:

- العمل على تطبيق القوانين وتأليف المجالس على كافة الصعد، من الرعية، الى الابرشية، الى البطريركية. الحركة، الموجودة في معظم الابرشيات، يمكنها التنسيق لاقناع اكبرعدد ممكن من السادة المطارنة ومساعدتهم لاخراج هذه المجالس الى الوجود بأسرع وقت ممكن، لتفادي البعد المتزايد بين الاكليروس والعلمانيين وجعل كل عضو من اعضاء شعب الله الواحد يساهم مع اخوته وابائه، كل بحسب موهبته، في السهر على شؤون امه الكنيسة، بامامة الاسقف.

- كلنا يعلم ان الكنيسة الانطاكية تواجه مشاكل مختلفة تسبب احياناً انفصاماً خطيراً بين الايمان المستقيم والممارسات على الارض، مما يعيق شهادتها لربها في خضم المتغيرات المتسارعة في العالم. هذه المشاكل تتعلق بشتى مجالات الشهادة امام تحديات العالم المعاصر وكيفية الاستفادة من التكنولوجيا في البشارة وغيرها. سعى المجمع المقدس مراراً تكليف بعض المطارنة بتحضير ملفات حول عدد من هذه المواضيع، ولكن لم يتسنى لهم القيام بهذه المهمة. الكرسي الانطاكي بحاجة الى مؤتمر عام، على شاكلة ما حصل في الكنائس الاخرى، لدرس واقرار اصلاحات باتت ضرورية وملحة. مشروع كهذا يتطلب تحضيراً واسعاً ودقيقأً. باعتقادي ان الحركة، بما فيها من طاقات، يمكنها، بالتعاون مع طاقات انطاكية اخرى، التحضير لهكذا مؤتمر بجدية وتواضع، وان تضع نتاج عملها بتصرف المجمع المقدس. اذا فعلت، تكون الحركة قد عادت الى تراث انطلاقتها الاولى الذي كان يساهم في ايجاد الحلول وليس الاكتفاء بالانتقاد، كما غالبا ما يفعل بعضنا اليوم.

واخيرا وليس اخراً، خدمتنا تكمن في اظهار جماعتنا الحركية متجذرة في الموعظة على الجبل، مجسدة الفكر الانجيلي في حياتنا اليومية وفي علاقاتنا. العالم ليس بحاجة الى عقائديين معلمي المسكونة، بل الى اناس يقتدون بالمسيح فيبرهنون بمسلكهم الحياتي ان الحياة ليست عبثية بل هي تقدمة وخدمة ومشاركة وهي ورشة للملكوت الاتي. المسحييون الاوائل ابهروا العالم الوثني بعيشهم قيامة الرب وبمحبتهم لبعضهم البعض وخدمتهم للانسان، فاقتحموه وجعلوا المسيح يتغلب عليه. لا اقتحام ولا غلبة على الوثنية المعاصرة الا باناس يعيشون على مثال الاوائل. متسلحين بالزهد بالمغريات الارضية، ومتعلقون بروح المجانية وفرح العطاء، والحنان على كل مخلوق، ومصممون على مشاركة الاخوة في كل شيء. خدمتنا الكبرى تتلخص في العيش حسب كلام بطرس الرسول، في رسالته الثانية، القائل: "وانتم باذلون كل اجتهاد، قدموا في ايمانكم فضيلة، وفي الفضيلة معرفة، وفي المعرفة تعففا، وفي التعفف صبراً، وفي الصبر تقوى، وفي التقوى مودة اخوية، وفي المودة الاخوية محبة" (1-5 الى7). بهكذا عيش نشهد حقاً ان الله موجود وان له اسماً ووجهاً، اسم يسوع المسيح ووجهه، الذي مات لانه يحبنا. ونشهد ان القريب هو ايضا موجود وانه على صورة الله، لا يجب استخدامه بل خدمته، لكي يعي ويحقق المثال الالهي المدعو اليه. وهكذا تكون الحركة جمعت بين ماضيها وحاضرها ومهدت الطريق لاجيالها الطالعة. فلا تخافوا! اقتحموا العالم بمحبة الرب يسوع! لا تقبلوا انصاف الحلول.لا تدعوا احدا يهزأ بحداثتكم و لكن اسهروا ان تكونوا بالفعل وليس بالكلام قدوة للمؤمنين بالتقوى واستقامة الحياة والمحبة الصادقة التي لا تعبير عنها سوى خدمة الناس. لا تقبلوا ان يقزم الانجيل. لا تقبلوا ان يقزم احد كنيستكم بحصرها بشخصه او جماعته . لا تقزموا انتم المسيح في حياتكم بل جاهدوا باسيمرار للوصول الى ملء قامته. اعطوه قلوبكم فيرفعكم اليه, وبكم ومعكم ترتفع الكنيسة. واذا ضعفتم فاستندوا على بعضكم البعض و ابقوا على الرجاء لان ما هو غير مستطاع عند الناس هو مستطاع لدى الرب و"هو قادر ان يفعل اكثر بكثير مما نطلب" كما يقول الرسول الى أهل افسس (3.21) فله المجد الى الابد!

المسيح قام!

المشاركات الشائعة