الإعلام [1]

 

ريمون رزق - 1972


توطئة:

1- الكنيسة بحاجة اليوم أكثر من أيّ وقت مضى لنشر الرسالة في شتّى الأوساط لكي يتكوّن في أنطاكية رأي عام أرثوذكسيّ متفهّم لأصالة الدعوة الإنجيليّة ومستعدّ للانخراط في كلّ عمل نهضويّ يدعو إليه المطارنة ومن البديهيّ أنّ الأساليب القديمة المتّبعة حتّى الآن لا تكفي وإن كانت مهمّة ويجب متابعتها. فالوعظ مثلاً حتّى إذا عُمّم إلى سائر الكنائس وفي كلّ الخِدم لا يشمل إلّا 10٪ من الشعب الأرثوذكسيّ أو أقلّ وهي نسبة المؤمنين الذين يمارسون الخِدم الإلهيّة.

كذلك الكتب والمجلّات والمنشورات فمجلّة النّور مثلاً وهي المجلّة الأرثوذكسيّة الوحيدة في الشرق الأوسط لا توزّع أكثر من 2000 عدد وإذًا فهي لا تصل إلى أكثر من 5000 شخص في سوريا ولبنان وأنحاء أخرى في العالم. كذلك الكتب، فتُظهر إحصاءات منشورات النّور أنّه لا يوزَّع أكثر من 2000 إلى 3000 نسخة من الكتاب الواحد كلّ سنتَين أو ثلاث. إذًا النشر مع أهمّيته الكبرى لا يكفي إذ يؤمّن الاتّصال بفئة ضئيلة من المثقّفين المستعدّين للقراءة.

الإجتماعات الروحيّة والمحاضرات كذلك لا تؤمّن الاتّصال إلّا بفئة ضئيلة من أبناء الكنيسة. ونعرف ذلك في الحركة حيث نقارن بن عدد الأعضاء وعدد الشباب في الكنيسة فلا يزيد عامّة نسبة المنتمين إلى أكثر من 10٪ وأحيانًا أقلّ بكثير من هذه النسبة. فمن الضروريّ تأمين انتشار تلك التعاليم والأبحاث إلى أوسع مجال لتعمّ الفائدة.

مثل آخر هو إجتماع المجمع الأخير وإقرار النظام الأساسيّ للبطريركيّة الأنطاكيّة، وهو كما تعلمون عمل عظيم يخطّط للنهضة ويضع الإطار العمليّ لتحقيقها ولكن، ما عدا قلّة بسيطة من المؤمنين الذين ساهموا في وضعه أو يهتمّون بأمور الكنيسة الذين أمنوا الاطلاع عليه، بقي العدد الأكبر من أبناء الكنيسة دون معرفة أيّ شيء عنه فأخذوا يصدّقون ما يقوله ذوو المصالح هذه وخلقت ضجّة وبلبلة في بعض المدن وخاصّة في بيروت.

2- معظم طلّانا يدرسون في مدارس غير أرثوذكسيّة فيتأثّرون بتفكير غربيّ مسيحيّ أو ملحد وعلى الكنيسة أن توصل إليهم بشتّى الطرق مناهجها وتقاليدها.

3- في لبنان مثلاّ أغلبيّة الصحف تتأثّر، بما يخصّ بالإعلام الدينيّ، بالآراء المارونيّة أو الكاثوليكيّة عامّة لأنّ تلك الكنائس أمّنت وجود صحافيّين متفهّمين لقضاياها يثبتون تفكيرها في شتّى المجالات.

4- إنسان اليوم يتأثّر أكثر ما يتأثّر بالصحف والراديو والسينما والمسرح والتلفزيون لأنّه ليس له الوقت الكافي ليقرأ كتبًا ومجلّات أخرى. فأين الكنيسة الأرثوذكسيّة في هذا الحقل؟

كلّ هذه الأسباب وغيرها تجعل من الضروريّ أن تنظر الكنيسة بأسرع وقت إلى كيفيّة استعمال أساليب الإعلام الحديث من أجل نشر الكلمة وتنصير أبنائها والمساهمة في تحرير أبناء هذا البلد من التأثيرات الهدّامة المختلفة.

التخطيط المسيحيّ غير الأرثوذكسيّ في هذا الحقل.

ويجدر بنا أن نتوقّف شيئًا ما عند ما قاله المجمع الفاتيكانيّ الثاني بخصوص ضرورة التزام الكنيسة قضايا الإعلام وأن نرى أنّ الكنيسة الكاثوليكيّة والكنائس الإنجيليّة في العالم قد وعت قبل الأرثوذكسيّة المنافع الجمّة التي يمكن للرسالة المسيحيّة أن تكسبها بواسطته.

وقد صدر عن المجمع الفاتيكانيّ وثيقة خاصّة بأمور الاتصال البشريّ تقترح فيما تقترحه على الكنيسة الأمور التالية:

1- على الكنيسة أن تساعد على توضيح قوانين الاتصال الاجتماعيّ الأساسيّة والمحافظة عليها وعلى الاعتراف في الوقت عينه بكرامة الإنسان منتِجًا إعلاميًّا كان أم منتفِعًا بوسائل الإعلام وعلى إحاطتها بالاحترام وأخيرًا على تمكين الاتصال الذي يقرّب الناس بعضهم من بعض من الإفضاء بهم إلى التواصل فالاتّحاد.

2- لهذا إنّ محترفي الإعلام المسيحيّين يقومون بوظفية سامية ويشهدون للمسيح فيُدلون بوجهة نظرهم المسيحيّة في جميع شؤون الناس في المجتمع فيمكنهم كذلك أن يساعدوا الكتّاب والمذيعين كيلا يهملوا الأنباء الدينيّة التي تهمّ الشعب بأجمعه.

3- ومن حقّ رجال الإعلام المسيحيّين أن ينهلوا المساعدة الروحيّة والدعم المعنويّ من الكنيسة.

4- إنّ الكنيسة ترغب في التعاون مع رجال الإعلام أيًّا كان معتقدهم الدينيّ لتساهم في الجهد المشترك الذي يهدف إلى حلّ مشاكل هذه المهنة والعمل على دفع عجلة الازدهار البشريّ إلى الأمام.

5-  إن الأساقفة والكهنة والرهبان والعلمانيّين لمدعوّون أكثر فأكثر في هذه الأيام إلى الكتابة في الصحافة والتحدّث في الإذاعة والظهور على شاشة التلفزيون والسينما بوصفهم ممثّلين للكنيسة، وهذا من شأنه أن يعود بأطيب النتائج وأجداها نفعًا.

ويتطلّب استعمال هذه الوسائل إلمامًا واسعًا عميقًا بطبيعتها ونتائجها وطرق عملها. لذلك بات من واجب اللّجان الوطنيّة والأجهزة الأمنيّة أن توفّر للذين يستخدمون هذه الوسائل ما يحتاجون إليه من إعداد وتهيئة قبل أن يُعهَد إليهم باستخدامها.

6- وتعتقد الكنيسة أنّ من أخصّ واجباتها أن تبذل ما بوسعها لتوفّر لمن يستخدمون وسائل الإعلام ثقافة ترتكز إلى المبادئ المسيحيّة. ويجدر بالمدارس والمؤسّسات المسيحيّة أن تقوم بالدور الخطير الذي يقع على عاتقها في هذا المجال فتعمد إلى تعليم الأحداث لكي يتصرّفوا تصرّفًا مسيحيًّا فيما يستخدمون هذه الوسائل بل أن يستعملوا اللغة التي يستعملها الإعلام ويلمّوا بجميع أسرارها. كذلك يجب عل المؤسّسات والمربّين والوالدين والكهنة أن يوجّهوا إلى مهنة الإعلام الشباب الذي يُبدون ميلاً إليها ويمتلكون ما تقتضيه من مؤهّلات.

7- على معاهد اللاهوت أن تطلع بدقّة تلاميذها على كيفيّة تأثير وسائل الإعلام في المجتمع وطريقة عملها. وهذا شرط لا بدّ منه اليوم لمن أراد أن يقوم برسالة مجدية في المجتمع العالميّ الحاضر الذي يتزايد تأثّره يومًا بعد يوم بهذه الوسائل. وإنّه لمن الضرورة أن يدرك الكهنة والرهبان كيف تنشأ الآراء والعواطف ليتلاءموا وظروف عصرهم الحاضر لأنّ كلمة الله تنشر على أهل هذا الزمن ولأنّ هذه الوسائل تساعد مساعدة فعّالة على نشرها.

8- إن تقويم المواضيع الإذاعيّة والتفزيونيّة والسينمائيّة والتعليقات المصوّرة ونقده يعود بالنفع على التربية الإنسانيّة والمسيحيّة ولاسيّما لمناقشة استعمالها وتقريره على الأخصّ في العائلات.

9- وعلى الجامعات وغيرها من المؤسّسات التعليميّة المسيحيّة ذات الاختصاص أن تنشئ وحدات تقوم في داخلها بالأعمال والأبحاث العلميّة المتعلّقة بالإعلام وتستكمل مقوّماتها.

هذا الشيء ممّا قالته الوثيقة المجمعيّة الكاثوليكيّة ونرى أنّها تشمل جميع أنحاء الإعلام وتلتزمه جدّيًّا وتخطّط في تنميتها وبرامجها وطريقة عملها لاستعمال وسائله إلى أقصى حدّ وقد لحق هذه الوثيقة تأليف لجان للإعلام في كلّ بلد تسعى لتنفيذ الإرشادات من المجمع. فهكذا في لبنان يوجد لجنة أسقفيّة كاثوليكيّة لوسائل الإعلام تسهر على تنفيذ كلّ ما ورد أعلاه. فيوجد في لبنان صحف يوميّة مموّلة من الكنيسة وعدد من الصحفيّين ونشاطات عديدة أخرى في هذا الحقل تؤثّر أكبر تأثير في توجيه الرأي العام اللبنانيّ كما تريده تلك الكنيسة.

فأين الأرثوذكسيّة في هذا كلّه؟ باستثناء السعي الذي يقوم به المطران جورج خضر بصفته الشخصيّة بواسطة ظهوره على التلفزيون ومقالاته في الصحف والنشرات الحركيّة على علّاتها لا يوجد أي تخطيط أو عمل في هذا الحقل الحيويّ لذلك ترانا نتخبّط بالمشاكل التي وصفت فيما قبل.

ضرورة الإعلام وبعض مقوّماته.

علينا أن نفهم أن استعمال وسائل الإعلام أصبح اليوم شرطًا أساسيًّا لنشر كلمة الربّ ولتكوين رأي عام مسيحيّ يساند القيّمين على الكنيسة ويساهم بنشر أفكارهم وتجنيد القوى البشريّة لمساندتهم.

لقد أمر السيّد أن تعلَّم كلّ الأمم وقال أنّه علينا أن نكون نور العالم وأن نعلن الإنجيل في كلّ زمان ومكان.

أظهر المسيح في حياته الأرضيّة أنّه خير قدوة في مجال الاتصال كذلك الرسل إذ استعملوا ما كان بمتناولهم من وسائل إعلام.

هكذا ينبغي أن يُستَعان لتأدية الرسالة في عصرنا الحاضر بالوسائل التي اهتدت إليها أحدث الاكتشافات. ولا يستطيع أحد أن يحسب نفسه وفيًّا لوصيّة المسيح إذا أهمل الاستعانة بهذه الوسائل والإفادة منها لإيصال العقائد والتعاليم الإنجيليّة إلى أكبر عدد ممكن من الناس.

وتتجلّى بوضوح ضرورة سلوك هذا السبيل لكلّ مَن كان يذكر أنّ سبيل الإعلام يشغل الناس في هذه الأيّام ويكاد ويفرّقهم ويعمل على تكييف آرائهم وعقليّاتهم في المجال الدينيّ وغيره من المجالات.

لقد تعوّد الناس في أيامنا هذه ما تعتمده وسائل الإعلام من أساليب شيّقة في تقدمة البرامج بحيث باتوا يأبون ما كان منها أقلّ إغراء فيما يختصّ بالشؤون الدينيّة والتربويّة. فعلى الكنيسة أن تعيد النظر في برامجها التربويّة ولغة الوعظ فيها لكي تلائم ما يفهمه الناس أو ما تعوّدوا عليه.

من الطبيعيّ أنّ دخول الكنيسة الأنطاكيّة في هذ العمل يتطلّب إمكانات بشريّة ومادّيّة كثيرة لا تملكها كلّها اليوم. لذلك يجب أن يدخل في تخطيطنا ضرورة التعاون مع هيئات قائمة أو حتّى غير مسيحيّة، وهذا التعاون ضروريّ ليس فقط لأسباب مادّيّة بل لاقتناعنا بأنّ مجال الإعلام هو أحد المجالات المهمّة التي يجب على المسيحيّين وذوي النوايا الحسنة أن يعملوا سويًّا فيها.

العمل المقتَرَح:

من أجل الوصول إلى الغاية المنشودة يجب أن يؤمّن العمل على صعيدَين في العمل الإعلاميّ. الإعلام داخل الكنيسة والحوار بين أعضائها أوّلاً والحوار مع العالم ثانيًا. لذلك علينا أن نعمل بجدّيّة في الحقول التالية:

1- مجالس الرعايا:

لمّا كانت الكنيسة جسمًا حيًّا فهي تحتاج إلى رأي عام يسانده الحوار بين أعضائها وهذا شرط لا بدّ منه لتطوير تفكيرها وعملها. كلّ عضو في الكنيسة مسؤول ويمكن أن ينجح حسب ما أُعطيَ له من الروح ولكنّنا يجب أن نؤمّن الأقنية لإيصال مساهمته للباقين ولفتح الحوار الإيجابيّ فيما بينهم. ولعلّ مجالس الرعايا التي أقرّها المجمع المقدّس في اجتماعه الأخير، في تطبيقها على الوجه الصحيح بعيدًا عن المزايدات السياسيّة، من الأقنية الجديرة بتحقيق شيء من هذا الحوار فيشعر كلّ أعضاء الكنيسة أنّهم يساهمون في توطيدها وبنائها ويستفيد القادة، إذا أرادوا أن يكونوا متواضعين وصاغين لصوت الروح، من مساهمة الجميع. على الحركة في هذا المجال أن تعمل بكلّ جهد لتأمين وصول العناصر المؤمنة المخلصة لمجالس الرعايا وأن تسعى لتوجيه تلك المجالس من الداخل بإعطائها المشارب والأفكار الكفيلة بإنجاح رسالتها.

2- النشر الدينيّ.

مجلّة النّور هي كما تعلمون المجلّة الأرثوذكسيّة الوحيدة الناطقة باللغة العربيّة، وعلينا أن نجعلها أداة فعّالة لفتح الحوار بين المؤمنين على مختلف مستوياتهم. وقد بدأنا السنة بطرح بعض الأسئلة بخصوص المجمع الأرثوذكسيّ العامّ ولكن بدون جدوى إذ لم نحصل على قسط بسيط جدًّا من التجاوب. فعلينا أن نعيد النظر في توزيعها وتبويبها وأن تتولّى المراكز الحركيّة بثّها وفتح الحوار حول بعض مواضيعها في أوساط الرعايا وحثّ المؤمنين على مراسلتها فتصبح عندئذٍ منبرًا حقيقيًّا يشعر المرء من خلالها بالمشاكل التي يتخبّط بها الشعب الأرثوذكسيّ.

نشرة إخباريّة رعويّة: من المستحسن أن يكون في كلّ أبرشيّة نشرة إخباريّة تنقل إلى سائر أبناء الأبرشيّة أخبار ومشاكل رعاياهم وتحثّهم على المساهمة. ولكن بما أنّه لا يظهر أن الوقت قد حان لكي يقوم سائر المطارنة بهذا المشروع أقترح عليكم أن تصدر الحركة باسمها أو بغير اسمها نشرة تصدر أربع مرّات في السنة توزَّع على عدد من الشخصيّات الأرثوذكسيّة من أساتذة رسميّين وأعضاء مجالس رعايا أو مجلس أبرشيّة ونقابيّين إلخ... تنقل إليهم فيها أخبار أعمال المطارنة الإصلاحيّة والتفكير النهضويّ إلخ... فعلى كلّ مركز من المراكز الحركيّة أن يعدّ لائحة بأسماء هؤلاء الأشخاص ويؤمّن إيصال النشرة إليهم. وتؤمّن الأمانة العامّة إصدار تلك النشرة بالتعاون الوثيق مع غبطة البطريرك والمطارنة. إذا وصلت هذه النشرة إلى ما يقارب الـ200 شخص في كلّ من الأبرشيّات نكون قد أمّنّا توصيل الفكر المجمعيّ والنهضويّ إلى ما يُقارب ثلاثة آلاف من البشر الذين يؤثّرون على الشعب الأرثوذكسي.

منشورات النّور: على منشورات النّور أن تستمرّ في رسالتها مع تطوير أساليب التوزيع لكي تعمّ الفائدة إلى أقصى حدّ ممكن.

3- في ما يختصّ بالحوار داخل الحركة

أعتقد أنّه يمكننا أن نتابع إصدار النشرة الإخباريّة التابعة للأمانة العامّة والتي حقّقت شيئًا من النجاح في السنتَين الماضيتَين على صعيد تبادل الأخبار بين المراكز وإعادة الصلة بين الحركة في الوطن وأعضائها المغتربين. الإتصال المنتظم بواسطة ندوات وسهرات وغيرها بالفئات التالية من البشر من قبل الحركة:

-         الحركيّون القدماء،

-         النوّاب الرسميّون،

-         أساتذة الجامعات،

-         أعضاء المجالس الطائفيّة.

أعتقد أنّه يجب علينا أن نؤمّن على الأقلّ ثلاث مناسبات في السنة في كلّ مدينة يُتاح لبعض الحركيّين فيها التعرّف على هؤلاء الناس والحوار معهم وإعلامهم شفهيًّا بنشاطات الحركة ومشاكل الكنيسة.

4- استعمال وسائل الإعلام الحديث في برامج التربية المسيحيّة.

برامج الطفولة: وقد باشرنا بإصدار السلسلة الجديدة لكتب التعليم الدينيّ، وقد لاحظتم أنّها تستعمل الأساليب الحديثة في التربية. وعلينا أن نبتكر دومًا في هذا المجال وأن نستفيد من الاكتشافات والاتّجاهات الجديدة في هذا الحقل في العالم كلّه. ولعلّ مساهمتنا في سندسموس من جهة وفي عمل الهيئة الرعائيّة المسكونيّة في لبنان يؤمّنان لنا ديمومة الاطلاع على التيّارات الجديدة.

برنامج الأساليب السمعيّة البصريّة المرافق للبرامج التربويّة. وقد باشرنا بالتعاون مع الـPSA بتجهيز بعض الأدوات السمعيّة البصريّة (كالإخراج عن الفصح الذي صدر في السنة الماضية ونحن الآن بطور تحضير إخراج عن الميلاد والظهور الإلهيّ). وقد تقدّمنا إلى هيئة مسكونيّة عالميّة لتشجيع النشر والإعلام المسيحيّ بطلب مساعدة ماليّة نأمل أن نحصل عليها وسوف تمكّننا من العمل الجدّيّ في الحقول التالية:

- سلسلة من الوثائق السمعيّة البصريّة (علاوة على الإخراج عن الفصح والميلاد والظهور الإلهيّ وثائق أخرى على الموت والحياة والعنصرة وغيرها من المواضيع).

- تحضير ملفّات عن مواضيع اجتماعيّة وكنسيّة وتربويّة مختلفة تكون بمتناول المربّين والمرشدين في عملهم.

- تحضير لوائح بالمراجع الضروريّة لعدد من المواضيع فتسهّل تلك اللوائح عمل واضعي البرامج والمحاضرات وغيرها.

- سلسلة من الصور.

- تسجيل ترانيم وأناشيد ومقاطع مهمّة من محاضرات قيّمة لكي يتمّ نشرها والاستفادة منها في سائر المدن.

- إخراج برامج تلفزيونيّة.

- إخراج أفلام لمواضيع مختلفة.

- إصدار نشرة إخباريّة خاصّة بالعاملين في حقل التربية المسيحيّة إلخ... يمثّل الحركة في هذا المشروع الإخوة مود نحّاس وسلمى فيّاض وفؤاد جوجو.

5-الإتصال بالصحفيّين الأرثوذكسيّين والمسيحيّين دوريًّا لإطلاعهم على النهضة الكنسيّة وطلب مساعدتهم في شتّى المجالات التي يعملون فيها. وهذا الاتصال يكون بطرق مختلفة أو بواسطة اجتماعات خاصّة أو كوكتيلات أو ندوات أو سهرات أو حتّى في بعض الحالات حلقات تدريبيّة.

وعلينا أن نضع لائحة بأسماء هؤلاء البشر وغربلة هذه اللائحة لإيجاد العناصر التي يمكنها المساعدة الفعّالة وأن ترسَل لها علاوة على الاجتماعات الدوريّة مجلّة النّور والنشرات المختلفة وسائر منشورات النّور مجّانًا.

6- المكتب الصحفيّ: علينا بأسرع وقت ممكن أن نؤلّف مكتبًا صحفيًّا يعمل فيه أعضاء حركيّون عاملون في الصحافة أو أصدقاء مهمّتهم أن يرسلوا بانتظام بيانات إلى الصحف عن سائر نشاطات الكنيسة مبيّنين المواقف الأرثوذكسيّة والمسيحيّة من مختلف المشاكل التي تهمّ البشر. وعلى هذا المكتب الذي يجب أن يكون في بيروت أن يكون له اتصالات وفروع في سائر أنحاء الكرسي الأنطاكيّ توافيه بالمعلومات والوثائق والصور والتعليقات وعليه أن ينسّقها وينشرها في سائر الصحف اليوميّة والأسبوعيّة.

كذلك يجب على هذا المكتب أن يكون على اتّصال دائم بأحد المسؤولين الحركيّين الكبار للتأكّد من صحّة المعلومات والاطلاع على السياسة العامّة للكنيسة في سائر المواضيع.

ولكي ينجح عمل مكتب كهذا علينا أن نتعوّد في كافّة الاجتماعات والمحاضرات والنشاطات أن يكون دومًا معنا آلات فوتوغرافيّة ومسجّلات تنقل كلّ كلمة ذات قيمة وتأخذ صورًا في المناسبات المهمّة.

وأيضًا علينا أن نفرز عددًا من الجامعيّين لنصّ تلك الخطابات أو الوعظات المسجَّلة ووضعها في لغة مقبولة قبل إرسالها لمن يهتمّ بنشرها. كذلك علينا أن نوجد أناسًا يرافقون في كلّ المناسبات المهمّة بعض الشخصيّات الكنسيّة المهمّة كالبطريرك والمطران جورج خضر والمطران أغناطيوس هزيم وغيرهم من المطارنة والعلمانيّين لتسجيل أقوالهم ونقلها إلى الصحف.

هذه هي الطريق الفضلى لخلق رأي عام أرثوذكسيّ ولتأمين انتشار النهضة إلى سائر أوساط الكنيسة. إنّها سوف تكلّفنا جهودًا وأموالاً باهظة ولكن لا يسعنا إلّا أن نلبّي النداء.

7- المحاضرات والمعارض وغيرها من النشاطات الشعبيّة

على كلّ مركز حركيّ أن ينظّم كلّ سنة محاضرات أو معارض (كمعرض الكتاب المسيحيّ الذي نظّمه مركز طرابلس السنة) على شرط أن تُنقَل أخباره ومضمونها إلى الصحف بواسطة المكتب الصحفيّ.

وفي هذا الصدد على الحركة أن تخطّط وتدعو إلى لبنان وسوريا بعض اللاهوتيّين والمفكّرين الأرثوذكسيّين الكبار في العالم وأن نستفيد من مرور البعض منهم لإقامة محاضرات وندوات يتسفيد منها الجميع.

8- الراديو والتلفزيون

هذا المجال مهمّ جدًّا في وضع كنيستنا إذ الراديو والتلفزيون من الوسائل التي تمكّننا من إسماع صوت الكنيسة أيضًا في سوريا بواسطة المحطّات اللبنانيّة لأن ليس كل الصحف اللبنانيّة تصل إليها. وفي هذا الصدد علينا:

- أن ندرس بجدّيّة إمكانيّة التعاون مع البرامج اللوثريّة والإنجيليّة التي تبثّ من إثيوبيا وقبرص وأن نساهم فيها مساهمة فعّالة.

- أن نسعى لتحرير البرنامج الأرثوذكسيّ الأسبوعيّ في الإذاعة اللبنانيّة وإسناده إلى أناس ينقلون أخبارًا حيّة وليس مواعظ طويلة لا يستفيد منها إلّا القليل.

- أن نسعى لحثّ الإذاعة اللبنانيّة لبثّ أخبار دينيّة باللغة العربيّة إلى جانب البرنامج الأسبوعيّ الذي يؤمّنه بالفرنسيّة الأب اليسوعيّ جان أوكاني.

- أن نسهر بجدّيّة على البرامج الدينيّة بمناسبة الأعياد في الراديو والتلفزيون.

- أن ندرس إمكان إقامة ندوة أسبوعيّة في التلفزيون تجمع حول أحد رجال الدين أو كبار المفكّرين المسيحيّين نخبة من الشباب يتباحثون بمواضيع دينيّة وأخلاقيّة واجتماعيّة.

9- الإعلام الخارجيّ

يبقى نشر أخبار الكنيسة الأنطاكيّة والعالم العربيّ في العالم. لذلك علينا:

- أن نساعد المنتدى لكي يزداد انتشارها في العالم،

- أن نصدر مرّة في السنة عددًا من النّور أو نشرة خاصّة دوريّة باللغة الإنكليزيّة تنقل الأخبار المهمّة،

- أن ننشر في كلّ عدد من مجلّة النّور ملخّصًا للمواضيع لا يتجاوز الصفحة الواحدة بلغة أجنبيّة،

- أن نتابع من وقت إلى آخر نشر كتب بالفرنسيّة كما فعلنا مؤخّرًا بخصوص كتاب المطران أغناطيوس هزيم وكتاب الأب جيلله وسوف نصدر في السنة المقبلة كتابًا للمطران جورج خضر على مشاكل الكنيسة في العالم.

- أن ننشر دليلاً للحركة والكنيسة الأنطاكيّة في لغة أجنبيّة وقد باشرنا بهذا المشروع

- أن نؤمّن بواسطة سندسموس وغيرها من المنظّمات العالميّة الاتّصال بمراكز الإعلام في العالم الأرثوذكسيّ وغيره،

- أن نؤمّن مراسلات دوريّة بين شبابنا وشباب الحركات المنتمية لمنظّمة السندسموس.

10- البدء في العمل

هذا كلّه عمل جبّار لا يمكننا أن نقوم به بمجمله مباشرة ولكن علينا أن نبدأ وأن نتعاون مع المراكز الموجودة.

إذا أحسسنا بضرورة هذ العمل وبإلحاح صوت الربّ الذي يدعونا لإيصال كلمته إلى الجميع لا يمكننا أن نتأخّر في الاستجابة. العمل الحركيّ النهضويّ في الكنيسة لا يمكنه أن يعمّ إلّا إذا تبنّينا وسائل الإعلام هذه فلا خيار لنا.

علينا أن نجد المال وقبل المال وأهمّ منه الأشخاص من أوساطنا ومن خارجها المستعدّين أن يضحّوا ويبذلوا الكثير من وقتهم من أجل إنجاح هذا المشروع.

ولا بدّ أن المطارنة سوف يمدّوننا بالمال والإرشادات والإمكانات المختلفة من أجل تسهيل مهمّتنا. ولكن علينا أن نبدأ، لذلك أرجو أن توافقوا على ضرورة الإسراع في تنفيذ هذا المشروع وذلك يتطلّب من الأمانة العامّة المقبلة والمراكز:

- أن يضعوا لائحة بالأشخاص المؤهّلين للعمل في هذا الحقل وتدريبهم وتأليف لجنة الإعلام العامّة ولجان الإعلام الفرعيّة وتضمّ كلّ منها مسؤولاً عن ناحية عن نواحي العمل الذي ذكرنا،

- أن يؤمّنوا شيئًا من المال للمباشرة، والله الموفِّق إذا وضعنا يدنا على المحراث دون أن ننظر إلى الوراء بل إلى المسيح القائم من بين الأموات.



[1]  الوثيقة التي أقرّها المؤتمر الحركيّ الثالث عشر – 1972.

المشاركات الشائعة